9 أمشير: نياحة القديس برسوما أب رهبان السريان

في هذا اليوم من سنة 458م، تنيح الأب المغبوط الأنبا برسوما أب رهبان السريان. وكان أبوه من ساموساط، وتنبأ عنة رجل قديس قبل ولادته قائلا لوالديه: "سيخرج منكما ثمر صالح وينتشر ذكره في الأرض". وقد تم هذا القول إذ أنه عندما شب برسوما قليلا، ترك أبويه وقصد نهر الفرات، حيث أقام زمانا عند رجل قديس يدعي إبراهيم. وبعد ذلك انفرد في الجبل، فاجتمع حوله تلاميذ كثيرون. وكان ماء ذلك الموضع مالحا، فصلي إلى الله فصار عذبا. وكان يصوم أسبوعا أسبوعا. وقد أجري الله علي يديه آيات كثيرة، وحدث في بعض الأيام غلاء في تلك البلاد، فرفعه الله بصلاته. وكان معاصرا للقديس سمعان العمودي. الذي لما علم به زاره وتبارك الاثنان من بعضهما. وقد اشتهر بمقاومته لشيعة نسطوريوس. وشهد مجمع أفسس بدعوة من الملك ثاؤدوسيوس الصغير الذي أكرمه كثيراً، بعد أن وشي به البعض إليه أنه يعيش ببذخ، وإذ استدعاه رأي صلاحه وتقشفه، وكذب المتقولين عليه، أعاده إلى ديره بالإكرام والإجلال .

ولما جمع مرقيان الملك المجمع الخلقيدوني. طلب الآباء من الملك ألا يدعي برسوما إلى المجمع لعلمهم بالنعمة التي فيه. ولما قرر المجمع القول بالطبيعتين، قاوم القديس برسوما هذه التعاليم الباطلة فنالته شدائد من شيعة الخلقيدونيين. 

وبعد ذلك لما أراد الرب أن ينقله من هذا العالم، أرسل إليه ملاكا يعرفه أنه لم يبق له إلا أربعة أيام، فأوصي تلاميذه أن يذهبوا إلى بعض البلاد المجاورة، ويثبتوا أهلها علي الإيمان الأرثوذكسي، ثم باركهم وتنيح بسلام. وقد ظهر وقت نياحته عمود نور قائم علي باب قلايته، أبصره المؤمنون من بعد، فأتوا ووجدوه قد تنيح، فتباركوا منه ودفنوه بإكرام. صلاته تكون معنا. أمين.