8 أمشير: عيد دخول السيد المسيح إلى الهيكل

في هذا اليوم نعيد بتذكار دخول السيد المسيح إلى الهيكل بعد أربعين يوما من ميلاده المجيد، حيث قدمه يوسف الصديق والعذراء والدته، ليكملا ما فرضته الشريعة الموسوية علي شعب إسرائيل. ويقول لوقا البشير أنه عندما قدمه أبواه ليصنعا له حسب عادة الناموس، أخذه سمعان الشيخ علي ذراعيه وبارك الله قائلا: "الآن تطلق عبدك يا سيد حسب قولك بسلام".

أما سمعان هذا فهو أحد السبعين شيخا الذين ترجموا التوراة من العبرانية إلى اليونانية. وذلك أنه لما ملك بطليموس الملقب بالغالب حوالي سنة 296 قبل الميلاد، أرسل بتدبير من الله إلى أورشليم، واستحضر سبعين رجلا من أحبار اليهود وعلمائهم، وأمرهم أن يترجموا له التوراة من العبرانية إلى اليونانية، ثم عزل كل اثنين منهم في مكان خاص لكي لا يتفقوا علي ترجمة واحدة، وليضمن نسخة صحيحة بعد مقارنة هذه الترجمات. وكان سمعان الشيخ من بينهم، وحدث أنه لما وصل إلى ترجمة قول اشعياء النبي: "هوذا العذراء تحبل وتلد أبنا خشي أن يكتب "عذراء تحبل" فيهزأ به الملك فأراد أن يكتب كلمة "فتاة"، عوض كلمة "عذراء". ولما تألم في داخله لهذه الترجمة غير الصحيحة، أعلن له الله في رؤيا أنه لا يرى الموت قبل أن يري المسيح الرب المولود من العذراء.

وقد تم ذلك وعاش البار نحو ثلاثمائة سنة، حيث ولد السيد المسيح. وكان بصره قد كف. فلما حمل الصبي علي ذراعية أبصر وأعلمه الروح القدس أن "هذا هو الذي كنت تنتظره". فبارك الله وقال: "الآن تطلق عبدك يا سيد حسب قولك بسلام. لأن عيني قد أبصرتا خلاصك. الذي أعددته قدام وجه جميع الشعوب. نور إعلان للأمم ومجدا لشعبك إسرائيل".

بركة صلاة هذا البار تكون معنا. ولربنا المجد دائما أبديا أمين.