7 أمشير:  نياحة القديسة الاسكندرة

السنكسار القبطى اليعقوبى لرينيه باسيه إعداد الأنبا صموئيل أسقف شبين القناطر وتوابعها

اعلموا يا أخوة أنه فى مثل هذا اليوم تنيحت القديسة الاسكندرة. وهذه كانت بالإسكندرية فخرجت وسكنت ظاهر المدينة ودخلت فى قبر وسدته عليها وتركت منه طاقة صغيرة فى الحيط مقدار ما تدخل يد الإنسان بالخبز لحاجة الجسد. وهكذا أقامت اثنى عشر سنة لم ترى وجه رجل ولا امرأة. ومن بعد الاثنى عشر سنة تمددت وحدها ومدت ايديها إلى جنبها وتنيحت نفسها النيرة بالفهم الذى ربحته. فلما جاءت إليها التى تخدمها على جارى العادة بحاجة الجسد فقرعت باب الطاقة فلم يجيبها أحد وإنها نادتها باسمها دفوع عدة قائلة يا اسكندرة فلم تسمع إجابة. ولما لم تعط إجابة مع نداها هذه الدفعات الكثيرةعلمت أنها قد أطلقت نفسها الحبس الذى فيه. فجاءت وأعلمتنا انها لم تسمع لها صوت فعلمنا أن الله أخذها. فمضينا إلى القبر وهدمنا الحائط وفتحنا الباب فوجدناها قد تنيحت. فنقلناها بكرامة عظيمة ودفناها فى القبر الذى كانت فيه. وأخبرتنا ملانة خادمتها عنها فقالت إنى كنت قد سمعت من زمان لأجل هذه الطوبانية، فأردت أن أعلم ماهو السبب فى حبسها ومضيت إلى باب الحبس وطرقت الباب فأجابتنى وأنا لم أرى وجهها ولا هى رأت وجهى وأنا قائمة على رجلى عند الطاق وأكلمها وأقول لها أنا ملانة عبدة المسيح جئت أسأل عنك وأنا أطلب إليكِ أن تعرفينى ما هو السبب فى حبسك لنفسك فى هذا القبر. فأجابتنى من تلك الطاقة الصغيرة وقالت لى أنا كنت أمشى فى طريق الملك العظيم الذى يمشوا فيها كل المؤمنين، فنظر إلىَّ إنسان وفسد عقله بسببى ورشقه إبليس بسهم وأراد أن يفسدنى معه، فعلمت أن الأخ يهلك لأجلى وكان يخاف لئلا أوجع قلبه واتكلم فيه بكلام سوء عند الآخرين. فاورت نفسى وقلت حسناً أن أموت وأنا حية من أن أفسد عبد يسوع، فطرحت روحى داخل هذا القبر وأنا فى الحياة لئلا أعثر إنساناً قد خلق على صورة الله. فقلت لها كيف قدرتى تربطى نفسك ولا تجتمعى بأحد فى هذا الحبس العظيم. بل كيف تحاربى فكرك دائماً. فقالت أنا من باكر إلى وقت التاسعة أصلى فى كل ساعة وأعمل فى الكتاب وبقية النهار أخلى فكرى يفتش فى البطاركة والآباء والأنبياء. نفعنا الرب بصلاتها. أمين.