04 أمشير: أوخاريسطوس وزوجته مريم
فى
هذا اليوم كان
رجل راعى
علمانى اسمه
اوخاريسطس
وكانت له زوجة
تدعى مريم،
وهؤلاء كانوا أطهار
سالكين فى
منهاج الطهر
والعفاف
يعطوا الصدقة
مجاناً، وكان
لهم أغنام
كثيرة وجميع ما
يتحصل منها
يعطوه جميعه
صدقة ويقنعوا
بالخبز
يأكلوه لا
غير. وكان فى
البرية شيخان
سائحين تحت
صخرة على
مغارتين
وكانا يصنعا
عبادات عظيمة
ونسكاً
متزايداً وقد
اطلعوا على
مناظر عظيمة.
وإن عدو الخير
طرح فى قلوبهما
العظمة،
ففكرا أنه لم
يكن فى العالم
من يشبههما فى
العبادة،
فأرسل الرب
إليهم ملاكه
وقال لهما
إنكما لم
تبلغا إلى
الدرجة والمنزلة
العظيمة التى
لاوخاريسطوس
الراعى الساكن
فى قرية من
أرض مصر واسم
زوجته مريم.
وللوقت نهضا
الشيوخ
المباركين
وغلقوا
بابهما ونزلوا
إلى الريف
وتقصوا على
الراعى،
فأرشدوهما
إلى منزله.
ولما وصلا
صلوا وجلسوا،
ولما علمت زوجة
الراعى مريم
خرجت وتلقتهم
بالفرح، وأدخلتهم
إلى المنزل،
وغسلت
أقدامهم
بالماء، وقدمت
لهم المائدة
فلم يأكلوا.
وقالوا لن
نذوق شئ حتى
يأتى
اوخاريسطوس
من الغيط.
ولما كان المساء
حضر
اوخاريسطوس
فدخل إليهم
وقبل أقدامهم،
وصلوا،
وجلسوا.
فقالوا له
الشيوخ يا
أخانا المبارك
قص علينا
سيرتك ولا
تكتم عنا شئ
من أمرك فإننا
قد قطعنا
مسافة كبيرة ...
فقال لهم أنا رجل
خاطئ بل إن
والدى
ازوجونى بهذه
المرأة، فأول
ليلة اجتمعنا
مع بعضنا
اتفقنا على
الطهارة،
ونحن بتوليين
أنا وزوجتى،
ونحن طول عمرنا
صائمين لا
نفطر إلى
المساء،
وأوقفنا نصف
ما يتحصل من
الغنم
للسلطان من
المراعى وأجرة
الرعيان،
والجزء
الثانى
للبيعة
والغرباء
المحتاجين.
وهذه سيرتنا
طول عمرنا أنا
وزوجتى
كالأخوة،
والصدقة لا
نفارق دفعها
من أموالنا
وطول ليلنا
وقوف على
أقدامنا نصلى
إلى وقت إشراق
النور. وإن
الشيوخ باتوا
تلك الليلة يرتلوا
مع الراعى
وزوجته،
وخرجوا باكر
النهار،
فأعطوهما
خبزاً وصرة
ذهب فلم
يأخذوا منهم شيئاً
ورجعوا إلى
مسكنهما
وزادوا فى
عباداتهما
أضعافاًً
كثيرة إلى حين
وفاتهم. الرب
الإله يرحمنا
بصلوات
الجميع. أمين.