30 طوبة: شهادة العذارى القديسات بيستس وهلبيس وأغابي وأمهن صوفية 

في هذا اليوم استشهدت القديسات العذارى المطوبات بيستس وهلبيس وأغابي وأمهن صوفية. التي كانت من عائلة شريفة بإنطاكية. ولما رزقت بهؤلاء الثلاث بنات دعتهن بهذه الأسماء: بيستس أي الإيمان، وهلبيس أي الرجاء، وأغابي أي المحبة. ولما كبرن قليلا مضت بهن إلى رومية لتعلمهن العبادة وخوف الله . فبلغ أمرهن إلى الملك أدريانوس المخالف فأمر بإحضارهن إليه. فشرعت أمهن تعظهن وتصبرهن لكي يثبتن علي الإيمان بالسيد المسيح وتقول لهن: "إياكن أن تخور عزيمتكن ويغرنكن مجد هذا العالم الزائل، فيفوتكن المجد الدائم. اصبرن حتى تصرن مع عريسكن المسيح، وتدخلن معه النعيم". وكان عمر الكبرى اثنتي عشر سنة ، والثانية إحدى عشرة سنة، والصغري تسع سنين. ولما وصلن إلى الملك طلب إلى الكبرى أن تسجد للأوثان وهو يزوجها لأحد عظماء المملكة وينعم عليها بإنعامات جزيلة فلم تمتثل لأمره. فأمر بضربها بالمطارق وأن تقطع ثديها وتوقد نار تحت إناء به ماء يغلي وتوضع فيه، وكان الرب معها ينقذها ويمنحها القوة والسلام، فدهش الحاضرون ومجدوا الله، ثم أمر بقطع رأسها. وبعد ذلك قدموا له الثانية فأمر بضربها كثيرا ووضعها أيضا في الإناء ثم أخرجوها وقطعوا رأسها. أما الصغرى فقد خشيت أمها أن تجزع من العذاب، فكانت تقويها وتصبرها. فلما أمر الملك بأن تعصر بالهنبازين، استغاثت بالسيد المسيح، فأرسل ملاكه وكسره. فأمر الملك أن تطرح في النار فصلت ورسمت وجهها بعلامة الصليب وألقت بنفسها فيها. فأبصر الحاضرون ثلاثة رجال بثياب بيض محيطين بها، والآتون كالندى البارد.فتعجبوا وآمن كثيرون بالسيد المسيح فأمر بقطع رؤوسهم. ثم أمر الملك أن توضع في جنبي الفتاة سفافيد محماة في النار، وكان الرب يقويها فلم تشعر بألم . وأخيرا أمر الملك بقطع رأسها. ففعلوا كذلك فحملت أمهن أجسادهن إلى خارج المدينة، وجلست تبكي عليهن، وتسألهن أن يطلبن من السيد المسيح أن يأخذ نفسها هي أيضا. فقبل الرب سؤلها وصعدت روحها إلى خالقها. فأتى بعض المؤمنين وأخذوا الأجساد وكفنوه ودفنوها بإكرام جزيل.

أما الملك أدريانوس فقد أصابه الرب بمرض الجدري في عينيه فأعماهما، وتدود جسمه ومات ميته شنيعة، وانتقم الرب منه لأجل العذارى القديسات. صلواتهن تكون معنا. ولربنا المجد دائما أبديا. آمين.