30 طوبة: مينا الأول البابا السابع والأربعون

 قاموس آباء الكنيسة وقديسيها مع بعض شخصيات كنسية للقمص تادرس يعقوب ملطى

من رهبان دير الأنبا مقار ببرية شيهيت، جلس علي كرسي الإسكندرية خلفا للبابا ميخائيل الأول، وكان انتخابه بإجماع آراء الأكليروس والشعب. وعند الرسامة رغب في أن يحتفظ باسمه فأصبح الأنبا مينا الأول وذلك فى سنة 765م (474ش)، ولما تسلم مقاليد الرئاسة الروحية العليا أخذ يعلم الشعب ويوضح له معني الإيمان الأرثوذكسي، كما أخذ يبني الكنائس المتهدمة، وكان يعمل بفرح روحي انعكس علي وجهه فكان الشعب يتعجب من النعمة البادية عليه، وقد استطاع الأنبا مينا الأول أن ينجز هذه الأعمال البناءة في سرعة وهدوء لأن التفاهم ساد العلاقات بين الأقباط ووالي البلاد إذ ذاك.

لكن عدو الخير لم يدع الأنبا مينا يستمتع بجهوده الروحية طويلا، فجاءت التجربة هذه المرة من الداخل من أحد الرهبان اسمه بطرس، تودد إلى الخليفة العباسي أبي جعفر المنصور ثم طلب منه العمل علي إقامته  بطريركا علي كرسي الإسكندرية، فكتب الخليفة إلى أبي العون والي مصر ليحقق رغبة الراهب. كان أبي العون يحترم البابا مينا إلا أنه اضطر لتنفيذ أوامر الخليفة فاعتقل البابا في دار الولاية، ثم عاد واعتقل الأساقفة لرفضهم تنفيذ طلب ذلك الراهب. واشتغل الأنبا مينا والأساقفة بطلاء المراكب سنة كاملة دون أن يبدو منهم أي ألم أو ضجر، وأخيرا إذ ازداد بطرس في تشامخه مع الوالي نفسه أمر بحبسه، ثم أذن لساعته للأنبا مينا وأساقفته بأن يعودوا إلى كراسيهم مكرمين.

قضى الأنبا مينا سنواته الأخيرة في افتقاد شعبه واستنهاضه للجهاد وفي تجديد الكنائس خاصة أن الوالي صالح بن علي نهج منهج أبي العون في إنصافه للمسيحيين وفي حسن معاملته للشعب المصري عامة. ثم انتقل البابا إلي كنيسة الأبكار وكانت أيام باباويته ثماني سنين وعشر اشهر. بركة صلواته تكون معنا أمين.

 يذكر اسمه خائيل الأول فى أكثر المراجع