25 طوبة: نياحة القديس بطرس العابد 

في هذا اليوم تنيح القديس بطرس العابد. وكان في أول أمره عشارا، وكان قاسيا جدا، لا يعرف الرحمة، حتى أنه لكثرة بخله وشحه لقبوه بعديم الرحمة. فتحنن عليه الرب يسوع، وأحب أن يرده عن أفعاله الذميمة. فأرسل إليه يوما فقيرا يطلب منه شيئا يسيرا. واتفق وصول خادمه وهو يحمل الخبز إليه، في الوقت الذي كان فيه الفقير أمامه، فتناول العشار خبزة من علي رأس الغلام، وضرب بها الفقير علي رأسه، لا علي سبيل الرحمة، بل علي سبيل الطرد، حتى لا يعود إليه مرة ثانية. ولما أقبل المساء رأي في نومه رؤيا، كأنه في اليوم الأخير، وقد نصب الميزان، ورأى جماعة تجلببوا بالسواد، وفي أبشع الصور، تقدموا ووضعوا خطاياه وظلمه في كفة الميزان اليسرى. ثم أتت جماعة من ملائكة النور حسني المنظر، لا بسين حللا بيضاء، ووقفوا بجوار كفة الميزان اليمنى. وبدت عليهم الحيرة لأنهم لم يجدوا ما يضعونه فيها. فتقدم أحدهم ووضع الخبزة التي كان قد ضرب به رأس الفقير، وقال ليس لهذا الرجل سوى هذه الخبزة، عندئذ استيقظ بطرس من النوم فزعا، وأخذ يندب حظه، ويلوم نفسه علي ما فرط منه. وبدأ أن يكون رحوما متعطفا، وتناهى في أعمال الرحمة، حتى كان يجود بالثوب الذي له، وإذ لم يبق له شئ ترك بلده ومضى فباع نفسه عبدا ودفع الثمن للمساكين. ولما اشتهر أمره هرب من هناك وأتى إلى برية القديس مقاريوس، حتى ترهب وتنسك وسار سيرة حسنة مرضية، أهلته لأن يعرف يوم انتقاله. فاستدعى شيوخ الرهبان وودعهم وتنيح بسلام. صلاته تكون معنا. آمين.