24 طوبة: نياحة الأنبا بسادي القس 

وفي هذا اليوم أيضا استشهد القديس بسادي، وكان أبوه من القيس وأمه من أهريت ابنة أحد كهنة الأوثان. وقد آمنت بالسيد المسيح، ولما طلب ابن كاهن وثنى أن يتزوج بها هربت إلى القيس، وهناك تزوجت بمزارع، ورزقها الله بسادي هذا، فربياه في خوف الله وحفظ الوصايا. ولما بلغ عمره عشرين سنة توفي والده وترك أموالا كثيرة، فازداد في عمل البر والصداقة، إلى أن صدر أمر دقلديانوس بعبادة الأوثان. فانزوي هذا القديس في بيته ملازما العبادة. فناداه صوت من العلاء قائلا: "لماذا هذا التواني؟" فقام مسرعا وتقدم إلى الوالي واعترف قائلا: "أنا نصراني". فأمر بتعذيبه بضرب السياط، وضرب رأسه بالدبابيس وخلع أظافره وغمس أصابعه في الخل والجير. وقضى عدة أيام يتحمل العذابات بصبر، وكان السيد المسيح يشفيه من جراحاته، وقد صنع عدة معجزات. ولما ضجر منه الوالي أرسله إلى الفيوم مكبلا، وهناك أقام طفلا من الموت، كان قد سقط عليه حجر كبير أثناء وقوفه بجوار حائط، وسمع به أسقف المدينة فاستحضره ورسمه قسا. وعاد فظهر أمام والي الفيوم فعذبه كثيرا، ثم أرسله إلى الإسكندرية. وهناك استشهد ونال إكليل الشهادة. فأخذ جسده القديس يوليوس الأقفهصى. وكانت أمه حاضرة هناك فسلمه إليها، وعادت به إلى بلدها أهريت، وتلقاه أهلها بالفرح ودفنوه بكرامة وبنوا له كنيسة، وأظهر الرب من جسده عجائب كثيرة. صلاته تكون معنا، ولربنا المجد دائما أبديا. آمين.