23 طوبة: نياحة
أنبا بداسيوس
السنكسار
القبطى
اليعقوبى
لرينيه باسيه
إعداد الأنبا
صموئيل أسقف
شبين القناطر
وتوابعها
فى
هذا اليوم
تنيح القديس
أنبا بداسيوس.
وهذا كان من
أهل فاو
وأبهاته عند
رجل صالح
مسيحى حسن
السيرة جداً
يدعى اسمه
بجوش. وهذا الرجل
لم يرزق ولداً
قط سوى ولد
واحد فدعى
اسمه يوساب.
فنشأ احدهما
وتربى مع
الآخر فى منزل
واحد ولما
تربوا وكبروا
قليلاً من
الطفولية كانوا
يترددوا إلى
مجمع دير
أبينا القديس
أبو باخوم
وينظروا حسن
عبادة
الرهبان
النساك المجاهدين
المقيمين
هناك. وجعلوا
يطلبوا منهم ويرغبوا
إليهم قائلين
اقبلونا
عندكم من أجل السيد
المسيح
لنتعبد نحن
أيضاً
كعبادتكم. فأجابوا
تلك الآباء
القديسين
قائلين يكون
كذلك كحسب ما
سألتم. وهكذا
كان قبول
القديسين عند
أولئك
الأبرار. وكان
بالدير مقيم
فى تلك الأيام
رجل مغبوط
يدعى اسمه
بولس شبه
الرسل، وإن هذا
القديس أنبا
بداسيوس تردد
إليه ذات يوم
وهو فى قلايته
واختلى به
وقال له يا
أبى أنبا بولس
عرفنى وقول لى
كيف يكون
خلاصى وما
أصنع لكى
يرحمنى الرب.
أما الأب أنبا
بولس فإنه
أجابه قائلاً
له يكون هذا
معروفاً عندك
واعلم إن وصيتين
قالهما
مخلصنا
الرحيم فى
إنجيله الطاهر
وهما يكفيانا
نحن وجميع
المسيحيين إذا
ما هما
حفظوهما
واقتصروا على
العمل بهما.
قال له القديس
أنبا بداسيوس
وما هما أيها
الأب المشفق.
فأجابه
القديس أنبا
بولس الرب
إلهك واحداً
هو فتحب الرب
إلهك من كل
قلبك ومن كل
نفسك ومن كل
قوتك ومن كل
أفكارك.
والوصية الثانية
التى تشبهها
تحب قربك كحبك
نفسك. لهذه هى
خير وأفضل من
جميع الذبائح
المحرقات حسب
ما قال الرب
سبحانه لكاتب.
وأنا أعترف لك
إنك إذا ما
حفظت وتمسكت
بهاتين
الوصيتين قد
تتكئ وتأكل مع
الرسل
الأطهار فى
يوم الحكم
الأعظم. ولا
يكون قلبك يثق
بالاسم
والشكل لكن
تأمل ما قاله
يعقوب أخو
الرب إذ يقول
فى رسالته الجامعة
كل افتخار مثل
هذا خبيث. لأن
منا اليوم فى
هؤلاء
الرهبان
الذين
تشاهدهم
لابسين هذا الاسكيم
المقدس من قد
شهد لهم
السمائيين
أنهم قد بلغوا
إلى حد غبطة
الاسكيم الذى
لبسوا. وطوبى
للذين كملوا
سيرتهم وهم
علمانيين
أخير وأفضل من
الذين
ارتبطوا
بإسكيم
الرهبنة ولم يكملوا
فرائضها
وحقوقها
فالويل
لأولئك الذين
هم على مثل
هذا الحال،
لقد كان أخير
لهم لو لم
يولدوا فى هذا
العالم البتة.
ليتهم يظفرون برحمة
فى يوم حكم
العدل حيث
يعرضونهم
أمام ذلك
المنبر
العظيم
المرهوب وهم
قياماً عراة وينال
كل واحد منهم
القصاص عن
جميع ما صنع
خيراً كان أم
شراً. والآن
يا ابنى
فاحتبس فى
موضعك منفرداً
مع نفسك وكن
ملازماً
للوحدة جميع
أيام حياتك من
غير أن تدع
أحداً من
الناس يعلم كيف
يكون جهادك
وتعبدك لله.
ولا تظهر
للناس شيئاً
من عملك البتة
فى صومك
وصلاتك، وإذا
ما أنت صنعت
رحمة مع مسكين
فلا تدع أحداً
يعلم بك لئلا
يضيع أجرك
ويخيب تعبك.
ولا تظن يا أخى
المحبوب إن
هذه الوصايا
التى أعلمك
بها هى لى،
ولا من عندى.
معاذ الله من
ذلك، لكنها
وصايا ربنا
يسوع المسيح
على الحقيقة
التى علمها لرسله
الأطهار فى
إنجيله
المقدس
قائلاً إذا
صمتم فلا
تكونوا
كالمرائين
لأنهم يعبسون
وجوههم
ليظهروا
للناس صيامهم
الحق أقول لكم
إنهم قد أخذوا
أجرهم وأنت
فإذا صمت اغسل
وجهك وادهن
رأسك لئلا
يظهر للناس
صيامك لكن
لأبيك عالم
السر وأبوك
الذى يرى السر
يجازيك علانية.
وأنت إذا ما
صليت فادخل
إلى مخدعك
واغلق بابك
وصلى لأبيك فى
السر وأبوك
الذى يرى السر
يجازيك
علانية. وقال
أيضاً إذا
صليتم فلا تكونوا
كالمرائين
لأنهم يظنون
أنه يسمع لهم
بكثرة كلامهم
فلا تتشبهوا
بهم لأن أباكم
السمائى عالم
بما تحتاجون
إليه قبل أن
تسألوه وهكذا تكون
صلاتكم أبانا
الذى فى
السموات
فليتقدس اسمك
تأتى ملكوتك
وتكون مسرتك
كما فى السماء
كذلك على
الأرض خبزنا
اعطينا اليوم
واغفر لنا ما
علينا كما انا
أيضاً نغفر
لمن لنا عليه ولا
تدخلنا
التجارب بل
نجينا من
الشرير فإن لك
القوة والمجد
إلى الأبد
أمين. وقال
أيضاً إذا ما
صنعت رحمة فلا
تدع شمالك
تعلم ما صنعت
يمينك لكي ما
تكون رحمتك فى
خفية وأبوك
الذى ينظر
السر يجازيك
علانية. والآن
يا أخى فانفرد
فى قلايتك مع
نفسك ولازم
الصوم
والصلاة والوحدة
ولا تدع أحداً
من الناس
يتطلع على
عبادتك. ولا
يعلم كيف عملك
لا من
العلمانيين
ولا من
الرهبان وسوف
تعاين مجد
الله. فلما قال
هذا أنبا بولس
خرج من عنده
وهو يمجد الله
على كلام
التعاليم
الرسولية
والوصايا
الإنجيلية
التى أوعزها
إليه. ومن ذلك
اليوم التزم
القديس أنبا
بداسيوس
قلايته
وانفرد فى
وحدة وأخذ أن
يقمع جسده
بالصوم
والصلاة
مستمراً على الدوام
ولم يأكل شئ
يخرج منه دم.
وكان إذا ما
بلغ إلى أوان
الصيف ينضجع
فى الحر، وإذا
ما انتهى إلى
فصل الشتاء
يجعل رقاده فى
الظل والندى
وكل ما يكتسبه
من شغل يديه
بتعبه لا يبقى
منه شئ لنفسه
سوى قدر ما
يكتفى به من
القوت فقط. وكانوا
الأخوة
يطلبون إليه
مراراً كثيرة
قائلين تحضر
عندنا من أجل
الله وتبارك
فى مائدتنا
وتأكل معنا
أما هو فكان
يقول لهم بعظم
تواضعه ما
يكفانى منكم
انكم أحسنتم
الىَّ وقبلتمونى
عندكم أنا
البائس الشقى
حتى التمس ما
يفوق مقدارى.
ثم انه مكث
يقمع جسده
بالنسك والكد
والتعب ولما
انتهى إلى
الصوم المقدس
قال فى قلبه
هذه الأربعين
المقدسة
فينبغى لى أزيد
فيها على نسكى
وعبادتى
بالأكثر
وأنظر هل
قبلنى الله
ورضى علىَّ
وتعهدنى
بكثرة رحمته.
ومراراً
كثيرة كان
يصنع
أربعمائة
صلاة فى النهار
وثلاث مائة فى
الليل وكان
يقول يا سيدى يسوع
المسيح إن أنت
رضيت علىَّ
وقبلتنى لا أفتر
ولا أتخلى مما
أنا الآن
مقيماً عليه
إلى النفس
الأخير.
وكان
رجلاً أعرج
مخلع اليدين
والرجلين
مقعد من بطن
أمه يتردد إلى
الدير فى أكثر
أوقاته بأمانة
مضمر فى نفسه
قائلاً إن
الرب قريب من
جميع الذين
يدعوه. وكل
الذين
يبتهلون إليه
بقلوب صادقة
ويصنع مسرة
اتقيائه،
ويستجيب
طلبات الذين
يرغبون إليه
ويخلصهم من
جميع أحزانهم
وشدائدهم
والرب يحفظ
جميع المحبين
لاسمه كقول
داود الحسن فى
المرتلين إذ
يقول الرب يتم
جميع طلبتك
ويعطيك كمثل
قلبك ويكمل
جميع مسرتك.
ولما كان فى
وقت الساعة
التاسعة من
النهار حضر
ذلك الأعرج
المخلع إلى
باب الدير
كجارى عادته
ليسأل الصدقة
من الرهبان
الذين هناك.
أما القديس
فخرج للقاه
بما تيسر عنده
من البركة
وذلك المقعد
راكب دابته إذ
كان لا يستطيع
يمشى على
رجليه… قال له القديس
أيها الرجل هل
ولدوك هكذا.
أجاب قائلاً
له ها قد
ترانى يا سيدى
الأب وتشاهد
ضعفى ومسكنتى
أنا أقسم عليك
بالله الذى
إياه تعبد كى
ترشم بالصليب
المقدس يدى
ورجلى بيدك الزكية.
فأما القديس
أنبا بداسيوس
فإنه قال لذلك
الأعرج الرب
الإله القوى
سبحانه
القادر على كل
شئ الذى لا
يعسر عليه شئ
كما وهب الشفاء
لذلك الأعرج
المقعد
المخلع
برسولية
العظيمين
بطرس ويوحنا
يهب لك الشفاء
يا ابنى ويتعطف
عليك برأفته
ورحمته.
وللوقت امتدت
يداه ورجلاه
واستقامت
أعضاءه كأنه
لم يناله ضر
البتة … ونهض
صحيحاً
مستوياً يصلى
ويسبح الله
ويعطى المجد
لقدرته.
وإذ رجل
أعمى مولود
بعينيه
الأثنتين قد
حضر هو أيضاً
ليسأل الصدقة
فلما سمع
بضجيج ذلك الأعرج
إذ هو يجرى ويقفز
إلى كل الجهات
بغاية الفرح.
طفق هو أيضاً
يتضرع إلى
الله ويسأل
قائلاً أنا
اقسم عليك بالله
الذى أنت له
عبد كى يتعطف
علىَّ أنا
أيضاً وينظر
إلىَّ بعين
الرأفة
والرحمة
وتطلب إلى
الله من أجلى
ليهب لى ضوء
بصرى ويتحنن
على مسكنتى
وشقاوتى
بصلواتك
المقبولة
أمامه وكرامة
منزلتك عنده
وأنا أرجو أن
الله ما يرد سؤالك
فىَّ. ولا
تخيب طلبتك
لأجلى بل
يترأف على
ويرحمنى. فقال
له القديس عند
ذلك أنا أسأل
الإله الكلمة
الذى تجسد من
مرتمريم
العذراء البتول
الزكية ذلك
الذى تحنن على
الأعمى المولود
وفتح عينيه
وأضاء بصيرته
بيده العزيزة الإلهية
حين تفل على
الأرض وصنع من
تفلته طيناً
وطلى به عينيه
أن يترأف عليك
أنت أيضاً ويفتح
عينيك ويضئ
بصيرتك كمثل
ذلك. وللوقت
انفتحت عينيه
وأضيئت
بصيرته
وامتلأ من كل
الأفراح والبهجة
الروحانية. ثم
دخلا كلاهما
إلى الدير
الأعرج
والأعمى
وأرهجا ذلك
المكان كله بالفرح
قائلين
تعالوا
وانظروا رجل
الله كيف شفانا
وأوهب لنا
الصحة باسم
الرب. يالهذه
الآية الباهرة
السمائية
والأعجوبة
الطاهرة الإلهية
حضرنا إلى
هاهنا فى طلب
قوت جسدانى
فنلنا نعمة
الصحة وموهبة
الشفاء
الروحانى
عجيباً هو
الله فى
قديسيه
وممجداً فى
جميع اصفياءه.
يالهذه
القوات
العظيمة
والمواهب
الروحانية الجسمية
التى اسبغها
الله سبحانه
وأفاضها على
هذا القديس
البار
المصطفى
فطوبى للبطن
الذى حمله
والثديين
الذين أرضعاه
أيها الإنسان المخلص
الذى وجدت أمه
السبيل لتلده
جيداً يا من
قد صعدت
صلواته
ومراحمه
تذكاراً له
قدام الرب الإله.
ولما ذاع خبر
هذا القديس فى
الدير من أجل
مواهب الشفاء
التى كان الله
يجريها على
يديه سألوه
الأخوة
باجتهاد
ورغبوا إلى
الله كى يلبسوه
اسكيم
الرهبنة وانه
خرج من الدير
سراً فى الليل
ومضى واختفى
فى بيت امرأة
أرملة من أهل
فاو أقام هناك
أسبوعين وهو
مختفى فى بيت
تلك المرأة
القديسة
بسييدييا.
ولما كان ثالث
عيد الفصح
المجيد خرج من
بيت تلك
المرأة وعاد
راجعاً إلى
قلايته.
ومكثوا
الأخوة
يرغبون إليه
ويلحون لأجل
هذا الأمر أما
هو فقال لهم اغفروا
لى أيها
الأخوة
الأحباء
فإننى بعد لم
أبلغ إلى هذا
المقدار
الرفيع الذى
هو اسكيم
الرهبنة
الملائكى
لأنى أنا
انسان كثير
المناقص جداً
وهذا الأمر
الذى تدعونى
إليه ليس هو
أمر هين هكذا
لكنه يريد
أناس أبرار
صالحين أخيار
وقد نشأوا فى
أعمال مرضية
وعبادة ملائكية
وسيرة نسكية
زكية ليس فيها
شئ من العيب
ولا دنس ولا
تكون قلوبهم
مائلة إلى شئ
من أمور هذا
العالم
الزائل ولا
تظنوا يا أخوة
إن موهبة
الشفاء التى
أدركت الأعرج
حين مشى،
والأعمى حيث
نظر، إلى
كلاهما. معاذ
الله. لكن
أمانتهما
التى خلصتهما.
ولما قال هذا
تركوه ولم
يعودوا يلحوا
عليه. بل مكث
مقيم على حاله
قائلاً كما
تريد اصنع
مسرة الله،
وتحرز لنفسك
جداً من هذا
العالم لئلا
يغرك لأنه قد
أغر كثيرين.
أما هو فقال
لهم يكون لى
ذلك، أن أخلص
بمعونة
صلواتكم. ومكث
هذا القديس
أنبا بداسيوس
يزيد على
عبادته
ويضاعف صومه
وسهره ولم يكن
له تلاوة سوى
هذا الكلام
الواحد يقوله
ليلاً ونهاراً
اصنع رحمة مع
نفسى البائسة
الشقية عند
وقوفى بين
يديك.
من بعد
هذه الخطوب
توجعت
ارسانوى زوجة
أرخن كبير من
أهل فاو فى
جانبى وجهها
بمرض الشقيقة حتى
كادت حدقتها
اليمين تنقلع
وتخرج لو لم
يشدوها
ويضبطوها
بالنقاب
والعصائب
والرفائد وأقامت
فى هذه
العقوبة
أسبوعين حتى
صارت كالذين
هم فى سكرات
الموت وأحضر
إليها زوجها
كثيراً من
الأطباء ولم
ينالها راحة
ولا عافية
فاعلموها
أناس قائلين
هوذا إنسان
بدير القديس
أبو باخوم
يدعى اسمه
بداسيوس قد
شفى الأعرج
وأضاء بصيرة
الأعمى. أولئك
الذين كانوا
يسألون
الصدقة. فإن
ذهب زوجك بك إليه
ليرشم وجهك
بعلامة
الصليب فإنك
عند ذلك تجدى
الراحة
وتنالى
الشفاء، بل
دعى بعلك ينطلق
إليه أولاً
ويستدعيه إلى
خارج الدير
وإذا هو خرج
برا ورأيتيه
انتى يتحدث
معه انهضى مسرعة
وبادرى إليه
وامسكى يديه
ومسِّحيهما
على وجهك
فيسكن
الضربان
لوقته وينعم
الله عليكِ بالصحة
وتنالى موهبة
الشفاء
وتتعافى
بصلواته المقبولة
الزكية. فلما
سمعت عرفَّت
زوجها الأرخن
بذلك، وأنه
انطلق إلى
الدير وابتدأ
يقرع باب
خزانة القديس.
وللوقت خرج
للقائه ولما رآه
أمسك بيده
الطاهرة
وقبلها وكلمه
باحتيال روحانى
قائلاً تفضل
أيها الأب
القديس واخرج معى
إلى خارج برا
باب الدير حتى
أعلمك بهذه الحاجة
الضرورية.
فمشى معه
القديس للوقت
وهو كالخروف
الوديع القلب
الذى لا غش
فيه وفيما هو
يتحدث معه
وإذا ارسانوى
زوجة الأرخن
قد حضرت إلى
الوسط ومسكت
يد القديس
وقبلتها
ومسحت بها وجهها
قائلة رحمة
صلواتك
المقبولة
الزكية تدركنى
أنا البائسة
الشقية لأنى
قد تعبت جداً.
وللوقت عوفيت
واستراحت من
جميع تعبها
وبرئت من شدة
وجعها وذهب
بها بعلها إلى
منزله وهو يمجد
الله صانع
العجائب فى
قديسيه. وعند
ذاك ذاع الخبر
فى المدينة
لأجله وقدموا
إليه جميع الذين
بهم أصناف
الأمراض
والأوجاع
المختلفة فشفاهم
الجميع باسم
الرب.
وعند ذلك
قام للوقت
وانطلق إلى
عند أنبا
يوساب أخوه
الذى كان قد
جاء بصحبته
إلى الدير
وقال له قم
بنا يا أخى
نمضى إلى
الصعيد إلى
بلاد قـفط
ونقيم بقية أيامنا
هناك حيث لا
نجد فيه أحد
يعوقنا عن
كمال عبادتنا.
وكان يذكر
كلام الرسول
بولس القائل اننى
لست ألتمس
مجداً من
الناس. ثم مكث
متفرغاً
للصوم
والصلاة
والسهر
والنسك والعبادة
العظيمة وهو
يخفى ذلك عن
الناس والله يعلنه
لكل أحد
ويبرهنه. وقيل
أيضاً عنه أن
الناس أقاموا
أياماً كثيرة
وهم يحفرون فى
بير ولم يظهر
لهم فيها ماء
البتة، ولما
اتفق عبور هذا
القديس عليهم
بتدبير من
الله سبحانه
طلبوا إليه
قائلين نحن
نقسم عليك
بالله الذى
أنت له متعبد
كى ترشم هذا
البير بعلامة
الصليب المقدس.
وللوقت بسط
يديه ورفع
عينيه إلى
السماء وصلى
ورشم البير
بمثال الصليب
ولم يتباعد
منهم سوى
مقدار رمية
سهم حتى فاض
ينبوع عظيم
وهوذا علامة
باقية إلى
يومنا هذا.
ولما ذاع
خبر هذا
القديس بكل
مكان أحضروا
إليه صبياً قد
طلع فى رقبته
خراج وهو
ملفوف بعصابة
على تلك السلعة
التى فى عنقه
لئلا يراها
أحد من الناس
لأنه كان
مرضاً ردياً
بالأكثر يسمى
من الأطباء
مرض الخنازير.
واتفق أن
والدة هذا
الطفل صادفت
هذا القديس
وهو مجتاز فى
الطريق وابنها
معها فطلبت
إليه قائلة من
أجل الله أيها
القديس ارحم
هذا الطفل
واطلب من الله
ليشفيه من شدة
وجعه. ثم أنها
كشفت له حيث
وجع الطفل
وأرته إياه،
فوضع يده عليه
وقال الرب
يسوع المسيح طبيب
النفوس
والأجساد
القادر
سبحانه على كل
شئ يهب لك
الشفاء يا
ابنى. وللوقت
حملته والدته
وانطلقت إلى
بيتها وكشفت
عنه العصابة
فلم تجد للوجع
أثر بالجملة
بل عوفى كأن
لم يناله
مكروه.
فابتهجت عند
ذلك بالفرح
ومجدت الله
صانع العجائب
فى قديسيه
وأصفياءه .
أما
القديس أنبا
بداسيوس فإنه
مضى إلى أنبا
يوساب وقال له
صلى يا أخى
لأنى أظن أن
أيامى قد اقتربت
لكي ما أمضى
فى سبيل جميع
أبائى، ولهذا أنا
أرغب إليك أن
تذكرنى فى
صلواتك
بلافتور حتى
أعبر النهر
النارى
الجارى قدام
كرسى ديان العدل،
والزبانية
المختلفين
الوجوه الذين فى
الطريق. فقال
له القديس
أنبا يوساب
ماذا رأيت يا
أخى حتى قلت
هذا. فأما هو
فقال له كان
إنى هذه
الليلة لما
صنعت صلواتى
المفترضة على
العادة
وانضجعت
قليلاً فدخل
إلىَّ إنسان مهاب
عظيم المجد
جداً. وقال لى
بداسيوس
بداسيوس اهتم
بشأنك واحسن
العناية
بمسيرك فقد
كملت أيامك
لكي ما ندعوك
إلى عندنا
ونأخذك إلينا.
والآن يا أخى
فلا تتوانى عن
المجئ
لافتقادى لعلمك
انا قد تربينا
بعضنا مع بعض
فى دير واحد
ولم يكن بيننا
افتراق. وفى
اليوم الأخر
توجع القديس
أنبا بداسيوس
ولزم الفراش
فقال له يا أخى
ألم أقول لك
إن أيامى قد
اقتربت وقد
افتقدنى الرب
وحضر وقت
زوالى
فاستودعك
بالله يا أخى
الحبيب إلى أن
يجعلنى الرب
مستحق النظر
إلى قدسك فى
الدهر الآتى.
فقال له
القديس أنبا
يوساب نريد أن
تقول لنا كلمة
نذكرك بها وما
سوف يكون بعد
وفاتك. فقال
له القديس
بداسيوس ماذا
أقول لك يا
أبى القديس
إذا ما أنا
مضيت إلى الرب
ووجدت عنده
دالة ورحمة
أنا أسأله أن
لا يعطى طريق
للبربر أن
يأتوا إلى هذه
الديار
زماناً
طويلاً. وهذه
علامة تكون لى
إنى إن وجدت
دالة عند الرب
سوف يأتى
سحباً فى جو الهواء
يوم وفاتى.
ولما كانت
ليلة الحادى
والعشرين من
شهر طوبة عيد
سيدتنا
مرتمريم
العذراء وافى
إليه رئيس
الملائكة
وأعطاه
السلام ومدح
سعيه المختار
وحسن سيرته
الفاضلة
وأوعده
بمواعيد
جميلة وبشره
بكرامات
جزيلة وقال له
اعلم أن الرب
قد أرسلنى
إليك كي ما
أعزيك وأنجيك
وأذهب بك إلى
مساكن
الفرحين. ولما
قال له رئيس
الملائكة
رافائيل هذا
صعد إلى
السماوات
للوقت. وفى
اليوم الثالث
والعشرين من
شهر طوبة تنيح
أبينا القديس
أنبا بداسيوس
واسلم الروح
فى يد الله
الحى. وعند
ذلك خرجت
للقائه جموع
كبيرة من
طغمات
الملائكة
الأطهار يسبحون
ويرتلون قدام
نفسه إلى أن
أصعدوها
بالفرح والتهليل
إلى علو
السموات. ثم
اجتمعوا إلى
جسده وأقبروه
ببعيته حيث
كان مقامه
وكمال صبره وجهاده
وظهر من جسده
قوانين
وأشفية حتى أن
كل من يتردد
إلى بيعته
يبرأ من جميع
أوجاعه.
الرب الإله بسؤاله وصلواته يغفر خطايانا. أمين.