15 طوبة: الشهيد أسكلاس

عن كتاب: قاموس آباء الكنيسة وقديسيها حرف أ  للقمص تادرس يعقوب ملطى 

نشأ الشهيد أسكلاس فى منطقة أنتينوه، وفى زيارة أريانوس والى أنصنا لهرموبوليس (الأشمونين) استدعى أسكلاس، وصار يستجوبه، وأخيراً قال: "إذن فلتأتِ الآن، ولتذبح للآلهة من أجل سلامتك، فإنك ترى مالدىَّ من وسائل متنوعة للعذابات". فى شجاعة أجابه الشهيد: "لتجرب الآن، فترى إن كنت تغلب أنت بوسائلك، أم أنا بمسيحى!".

أمر الوالى بربطه فى حصان ليتهرأ جسمه ويتناثر، وإذ رآه لا يبالى قال: "حقاً إنى أراه عنيداً للغاية". أجاب المدعى: "إن اقتراب الموت منه سلبه صوابه". أجابه الشهيد: "لا، لن يُسلب منى صوابى ولا إلهى".

إذ جرى ذلك بالقرب من أنتينوه، أراد الوالى الذهاب إلى هرموبوليس، فأمر أسكلاس أن يركب مركباً، وركب هو مركباً آخر ليعبرا النيل.. صرخ أسكلاس طالباً من الرب أن يتمجد بشفتى أريانوس نفسه لا إرادياً، وبالفعل توقفت مركب أريانوس فى وسط النيل ولم يكن ممكناً أن تتحرك، وكأنها قد استقرت على شاطئ رملى، وإذ بدأ الخوف يملأ قلب أريانوس إضطر أن يكتب بنفسه ورقة يعلن فيها أنه ليس رب إلا إله أسكلاس وحده القادر أن يخلص، وأرسلها إليه… عندئذ تحركت المركب. لكن الوالى وقد ترك السفينة حسب ما فعله أسكلاس من فعل السحر، فصار يعذبه بالنار عند جنبيه حتى صار جسمه كتلة من الألم.

أخيراً ربط عنقه بحجر وألقاه فى النيل. وهكذا تمتع الشهيد أسكلاس بالإكليل. بركة صلواته تكون معنا أمين.