13 طوبة: نياحة ثاؤفيلس الراهب

وفي هذا اليوم أيضا تنيح القديس ثاؤفيلس الراهب. الذي كان الابن الوحيد لملك إحدى جزائر رومية، فرباه أحسن تربية، وهذبه بالآداب المسيحية. ولما بلغ من العمر اثنتي عشرة سنة، قرأ رسائل لسان العطر بولس، فوجد في الرسالة إلى العبرانيين قوله: "أنت يارب في البدء أسست الأرض. والسموات هي عمل يديك. هي تبيد ولكن أنت تبقي وكلها كثوب تبلى. وكرداء تطويها فتتغير. ولكن أنت وسنوك لن تفني". وقرأ في رسالته الأولي إلى أهل كورنثوس: "حسن للرجل أن لا يمس امرأة. ولكن لسبب الزنا ليكن لكل واحد امرأته وليكن لكل واحدة رجلها… لأني أريد أن يكون جميع الناس كما أنا… وأظن أنا أيضا عندي روح الله". وقرأ أيضا في الإنجيل المقدس قول سيدنا: "إن أردت أن تكون كاملا فأذهب وبع أملاكك وأعط الفقراء فيكون لك كنز في السماء وتعال اتبعني". فترك بيت أبيه وكل ماله، وخرج متنكرا، وصار يتنقل من دير إلى دير، إلى أن وصل الإسكندرية، ومنها مضي إلى دير الزجاج. فلما رآه القديس بقطر رئيس الدير، علم من النعمة التي فيه أنه من أولاد الملوك، فتلقاه ببشاشة وباركه، ثم استفسره عن أمره فأعمله به. فتعجب الأب ومجد الله وقبله في الدير. ولما رأى  نجاحه في الفضيلة ونشاطه، ألبسه الإسكيم وبعد عشر سنين، أتى جند من قبل أبيه وأخذوه رغما عن رئيس الدير. فلما وصل إلى أبيه لم يعرفه لأن النسك كان قد غير شكله، فعرفه القديس بنفسه ففرح كثيرا بلقائه. وشرع القديس في وعظ أبيه مبينا له حالة الموت والحياة وهول الدينونة وغير ذلك حتى أثر كلامه في قلب والده. فنزع التاج عن رأسه تاركا الملك لأخيه. وذهب هو وامرأته والقديس ثاؤفيلس ابنهما إلى دير الزجاج حيث ترهبا وأقام مع ولده. أما والدته فقد ترهبت بدير الراهبات. وعاش الجميع بالنسك والعبادة وعمل الفضائل إلى أخر أيامهم. ولما أكملوا جهادهم الصالح تنيحوا  بسلام. صلاتهم تكون معنا. آمين.