12 طوبة: شهادة القديس تاؤدورس المشرقي 

وفي هذا اليوم أيضا من سنة 306م تعيد الكنيسة بتذكار استشهاد الأمير الشجاع القديس تاؤدورس المشرقي. وقد ولد بمدينة صور سنه 275م. ولما بلغ دور الشباب، انتظم في الجندية، وارتقي إلى رتبة قائد. وكان أبوه صداريخوس وزيرا في عهد نوماريوس في حرب الفرس، وكان ولده يسطس في الجيش المحارب جهة الغرب. فقد ظل الوزيران صداريخوس وواسيليدس يدبران شئون المملكة، إلى أن ملك دقلديانوس الوثني سنه 303م وأثار الاضطهاد علي المسيحيين.

أما القديس تاؤدورس فكان في هذه الأثناء متوليا قيادة الجيش المحارب ضد الفرس. وقد رأى في رؤيا الليل كأن سلما من الأرض إلى السماء. وفوق السلم جلس الرب علي منبر عظيم وحوله ربوات من الملائكة يسبحون. ورأي تحت السلم تنينا عظيما هو الشيطان. وقال الرب للقديس تاؤدورس: "سيسفك دمك علي اسمي" فقال له: "وصديقي لاونديوس؟" فقال له الرب: "ليس هو فقط. بل وبانيقاروس الفارسي أيضا". وعندما عقدت هدنة بين جيش الروم وجيش الفرس، اجتمع في أثنائها القديس تاؤدورس ببانيقاروس قائد جيش الفرس،  وأرشده إلى الدين المسيحي فآمن بالمسيح. ثم رأي دقلديانوس أن يستقدم الأمير تاؤدورس فحضر بجيشه ومعه لاونديوس وبانيقاروس، وإذ علم تاؤدورس أن الملك سيدعوه إلى عبادة الأوثان قال لجنوده: "من أراد منكم الجهاد علي اسم السيد المسيح فليقم معي". فصاحوا جميعا بصوت واحد: "نحن نموت معك، وإلهك هو إلهنا". ولما وصل المدينة ترك جنوده خارجا، ودخل علي الملك الذي أحسن استقباله. وسأله عن الحرب والجنود، ثم عرض عليه السجود لأبلون. فقال القديس بشجاعة الإيمان: "أنا لا أعرف لي إلها أسجد له سوي سيدي يسوع المسيح". فأمر دقلديانوس الجنود أن يسمروه علي شجرة وأن يشددوا في عذابه، ولكن الرب كان يقويه ويعزيه. وأخيراً أسلم روحه الطاهرة بيد الرب الذي أحبه، ونال إكليل المجد الأبدي في ملكوت السموات، ثم أرسل الملك كهنة أبللون إلى جنود القديس يدعونهم إلى عبادة الأوثان. فصرخوا جميعا قائلين: "ليس لنا ملك إلا سيدنا يسوع المسيح، ملك الملوك ورب الأرباب". فلما بلغ مسامع دقلديانوس أرسل فقطع رؤوسهم جميعا، ونالوا الأكاليل النورانية والسعادة الدائمة.

صلواتهم تكون معنا . آمين.