9 طوبة: نياحة القديس ابرآم رفيق الأنبا جاورجه 

في هذا اليوم تنيح القديس ابرآم. وكان أبوه رجلا رحوماً محبا للمساكين، ولصلاحه وتقواه كانوا يودعون لديه حاصلات القري التي بجواره مع محصول قريته أيضا. واتفق حصول غلاء في أرض مصر، فوزع جميع ما عنده علي المحتاجين.

أما أمه فكانت تعيش في خوف الله، فحسدها الشيطان وآثار عليها رجلا شريرا، وشي بها إلى الفرس فسبوها إلى بلادهم. وذات ليلة رأت في رؤيا الليل من يقول لها: ستعودين إلى وطنك وقد تم لها ذلك بعد قليل وعادت إلى وطنها.

ولما توفي زوجها، أرادت أن تزوج ابنها ابرآم، فأبي وأعرب لها عن رغبته في الترهب، ففرحت بذلك، ولما هم بتركها ودعته إلى خارج البلد، ورفعت يديها إلى السماء وصلت قائلة: "اقبل مني يارب هذا القربان". ومضي ابرآم إلى برية شيهيت حيث ترهب عند القديس يؤنس قمص البرية وصار له ابنا خاصا. وأجهد نفسه بأصوام وعبادات كثيرة، ورأي في أحد الأيام سقف القلاية وقد انشق ونزل منه السيد المسيح علي مركبة الشاروبيم، وهم يسبحونه فارتعد وأسرع ساجدا، فبارك عليه وصعد إلى السماء. وظلت هذه العلامة في سقف القلاية تذكار لذلك. وكان مسكنه بجانب أبيه الروحاني الأنبا يؤنس، وهي القلاية المعروفة ببجيج. وكان ملاك الرب يزوره من حين لأخر ويعزيه.

واتفق ما استدعي ذهابه إلى جبل أوريون، وهناك اجتمع بالقديس جاورجه فاستصحبه معه إلى جبل شيهيت وسكنا في تلك القلاية إلى يوم نياحتهما.

ولما تنيح الأنبا يؤنس مرض الأنبا ابرآم ثماني عشر سنة. ولما قربت ساعته تناول الأسرار الإلهية ثم حضر إليه بالروح أبوه الأنبا يؤنس وعرفه أن السيد المسيح قد أعد له وليمة سمائية. وتنيح بسلام وهو ابن ثمانين سنة.

صلاته تكون معنا. ولربنا المجد دائما أبديا. آمين.

pijij تعنى اليد ولعلها اشارة الى يد السيد المسيح التى باركت القديس