8 طوبة: تذكار تكريس كنيسة القديس مقاريوس 

في هذا اليوم كان تكريس كنيسة القديس مقاريوس بديره علي يد الأب الطاهر الأنبا بنيامين بابا الإسكندرية الثامن والثلاثين. وذلك أنه لما عين المقوقس حاكما، بطريركا علي مصر من قبل هرقل الملك. وكان الإثنان علي عقيدة مجمع خلقيدونية، شرع المقوقس في اضطهاد الأقباط لأنهم لم ينقادوا لرأيه. وطارد القديس بنيامين البطريرك الشرعي. فهرب هذا الأب إلى الصعيد. وكان ينتقل في الكنائس والأديرة، يثبت رعيته علي الإيمان. ومكث علي هذا الحال عشر سنوات، حتى فتح المسلمون مصر ومات المقوقس.

ولما عاد الأنبا بنيامين إلى مقر كرسيه، حضر إليه شيوخ برية شيهيت المقدسة، وسألوه أن يكرس لهم الكنيسة الجديدة التي ينوها هناك علي اسم القديس مقاريوس. فقام معهم فرحا، ولما اقترب من الدير استقبله الرهبان وبأيديهم سعف النخيل وأغصان الزيتون كما استقبلت أورشليم السيد المسيح عند دخوله إليها.

وحدث أنه لما كرس الكنيسة، وبدأ في تكريس المذبح رأي يد السيد المسيح تمسح المذبح معه، فسقط علي وجهه خائفا فأقامه أحد الشاروبيم وأزال عنه الخوف. فقال الأنبا بنيامين: "حقا إن هذا بيت الرب، وهذا هو باب السماء". وتطلع إلى الجهة الغربية من الكنيسة فرأي شيخا واقفا هناك تلوح عليه الهيبة والوقار، ووجهه يضيء كوجه الملاك. فقال في نفسه: "حقا إذا خلا كرسي جعلت هذا أسقفا عليه". فقال له الملاك : "أتجعل هذا أسقفا وهو القديس مقاريوس أب البطاركة والأساقفة والرهبان جميعا، وقد حضر اليوم بالروح ليفرح مع أولاده حقا ليدم  هذا المكان عامرا بالرهبان الصالحين فلا ينقطع منهم مقدم ولا رئيس ولا تعدم مساكنه الثمرة الروحانية". فقال الأنبا بنيامين: "طوباه وطوبى لأولاده". فقال الملاك: "إن حفظ بنوه وصاياه وتبعوا أوامره يكونون معه حيث يكون في المجد. وإن خالفوا فليس لهم معه نصيب". فقال القديس مقاريوس: "لا تقطع ياسيدى علي أولادي هكذا. فان العنقود إذا بقيت فيه حبة واحدة، فان بركة الرب تكون فيه. لأنه إذا بقيت فيهم المحبة فقط بعضهم لبعض، فأنا أؤمن أن الرب لا يبعدهم عن ملكوته". فتعجب الأنبا بنيامين من كثرة رحمة القديس مقاريوس. وكتب هذا الخبر ووضعه في الكنيسة تذكارا دائما. ثم سأل السيد المسيح أن يجعل يوم نياحته في مثل هذا اليوم. فتم له ذلك وتنيح في الثامن من طوبه، بعد أن أقام في البطريركية تسعا وثلاثين سنة. وقد سمي الهيكل الذي رأي فيه السيد المسيح باسمه. 

صلاته تكون معنا. آمين.

ورد تاريخ حياته ونياحته في 27 برمهات