7 طوبة: القس
الذى لم يضئ
القنديل
للعذراء
السنكسار
القبطى
اليعقوبى
لرينيه باسيه
إعداد الأنبا
صموئيل أسقف
شبين القناطر
وتوابعها
اعلموا
يا أخوة أنه
فى مثل هذا
اليوم قال
بقطر بينما
أنا جالس فى
منزل الدير
المقدس دير
الهانطون، أن
أتانى رجل قسيس
من أهل سخار
وقال لى اكتب
كتاب بما
أقوله لك وبما
شاهدته
بعينىَّ لمن
يقرأه. فقلت
له ومالذى
تريد. فأخرج
لى دفتراً
مكتوب فيه
عجائب كثيرة
بالقديسين،
وقال لى اكتب
آخر هذه
العجائب،
أعجوبة
رأيتها أنا
الضعيف
المسكين
بعيناى ولم
أكذب فيما
رأيته بفكر من
الأفكار. كان
منى فيما أقرأ
فى العجائب
فكرت وقلت إن
الله جلت
قدرته أجل
وأعظم وأكبر
من أن يتراءى
لهؤلاء
القديسين
يخاطبهم فى
الرؤيا بمثل
هذا الخطاب،
ويفعلون هذه
الأفعال.
وكانت الشكوك
تترادف فى
قلبى وتختلج
فى صدرى.
وبينما أنا
نائم فى مرقدى
فى ليلة الأحد
وكانت الليلة
الحادية
والعشرين من
طوبة نياحة
سيدة
العالمين مرتمريم،
وقد فرغت
الصلاة صلاة
العشية ومضى
من الليل
مقدار الثلث
وإذ أنا أرى
شبه امرأة لابسة
بياض ملتحفة
برداء كالثلج
وهى واقفة
وتقول لى يا
قسيس لم أهملت
فى هذه الليلة
وقود مرقدى
بالضوء
وقد كنت أهملت
تلك الليلة،
والآن فقم
وامضى واسرج
فيها الضوء
وكن متيقظاً.
فقلت لها ولم
أكن اهملت ذلك
إلا لأجل قصر
اليد. فقالت
لى قد عرفت عذرك
فإنه لا قدرة
لك على ذلك،
والآن انهض
إلى البيعة
وهوذا أنت تجد
على بابها
إناء مملوء زيتاً
فخذه واحتفظ
به. فقلت فى
قلبى ربما إن
هذه أحلام ثم
نمت. فرأيت
أيضاً امرأة
وقد وقفت بى
بلباس لامع
وقالت لى ألم
أقول لك انهض
إلى البيعة.
فنهضت من
مرقدى وقمت
وأخذت بيدى ضوءاً
ومضيت إلى
البيعة،
فوجدت رجلاً
جالساً ينظر
من يأتى إليه
ليبيت فى
البيعة لأنه
كان غريباً
والوعاء
الزيت أمامه.
فقام وتلقانى
وقال لى طول
هذه الليلة
وأنا منتظرك.
ففتحت الباب
ودخلت. ودخل
الرجل، وأخذت
الزيت، وأسرجت
البيعة. ومضيت
إلى منزلى،
وأخذت طعاماً
وأتيت إليه،
ولم أجده ولا
عرفت من هو.
فإننى أخذت
ذلك الزيت
واردت أن
أجعله فى وعاء
غير ذلك الوعاء.
فوجدت فيه من
الذهب الأحمر
ألف دينار،
فذعرت لوقتى
وقلت سيأتى
صاحب هذا الزيت
ويطلب ماله.
ومضيت إلى
زاوية فى
البيعة ودفنته
ولم أعرف به
أحداً ولما
طالت المدة
أخذت المال
وشرعت فى بناء
بيعة لطيفة
ليكون لى بها
ذكراً. وإن
الشيطان أثار
علىَّ أقوام
فرافعونى
وقالوا لى من
أين هذا يبنى
له بيعة وعرفوا
الوالى فأرسل
وأخذنى
وألقانى فى
السجن. فقلت
فى نفسى إنى
أعطيته ما
معى. ولم أغفو
فى تلك الليلة
خائفاً من
سطوة الوالى.
ولما كان الصبح
أخرجنى من
السجن وقال لى
امضى واتمم ما
فى نفسك لأنى
فى هذه الليلة
كلها كنت
معذباً لأجلك،
وقوم أجناد
يعاقبونى
بسببك
وأعرضونى
أمام ملكة
عظيمة الشأن
وقالت لى ما
الذى تطلبه من
القس خادمى،
والحذر
تخاطبه بما
يؤلم خاطره.
وانه أطلقنى
فتوجهت إلى
منزلى
واهتممت فى بنيان
البيعة. ولما
أكملتها حضر
الوالى وأعطانى
خمسين دينار
ذهباً وألف
درهم من الفضة
الخالصة. ولما
كرزنا البيعة
حضر يوم
التكريز وآمن
بالسيد
المسيح وترك
مجمع
خلقيدونية وتعمد
وصار
مسيحياً،
وتناول من
السرائر
الزكية.
فاسمعوا
يا أخوة هذه
الأعجوبة
واعتبروا ولا تشكوا
فى الآيات
والعجائب
وزيلوا عنكم
الشك. وأنا
بقطر سطرت بما
قد سأل وانصرف
عنى وهو شاكر
الله على ما
رآه وسمعه من
العذراء
الزكية
مرتمريم
والدة النور
شفيعة سائر العالمين
والرب الإله
يرحمنا
بصلاتها المقبولة
إلى النفس
الأخير. أمين.