5 طوبة: بانيكاروس

عن كتاب : روحانية التسبحة حسب طقس الكنيسة القبطية الأرثوذكسية ـ الأنبا متاؤوس مختصراً عن سنكسار رينيه باسيه جـ 3 تحت يوم 5 طوبه. 

كان من بلاد الفرس، وقد عينه الملك "أتابك" ـ أى رئيساً ـ على الجنود. وكان الملوك يحبونه لأجل شجاعته. وبينما هو نائم ذات ليلة أبصر رؤيا كأنه قد ارتفع إلى السماء، وعمدوه فى بحيرة نار ثم سلموه إلى القديس تاوضروس المشرقى كأب محب لبنيه، فتعجب من هذه الرؤيا، ولما كان الغد حضر القديس المشرقى ولونديوس واختطفاه وهو راكباً حصانه وأتيا به إلى موضع يدعى "المشورة" وجلسوا وأخبروا بعضهم بجميع ما رأوه فى السماء لأن الثلاثة نظروا رؤية واحدة. ولم يرجع القديس بعد ذلك إلى بلاده مرة أخرى.

ولما سمع الملكان الكافران ديوكليتيانوس ومكسيميانوس بهؤلاء القديسين وما هم عليه من عبادة السيد المسيح، أرسلا فأحضراهم، فلما وقفوا أمامهما قالوا: ماهى الخطية التى صنعناها حتى أرسلتما لإحضارنا بهذا التعسف العظيم، فهددهم الملكان بالعذابات الأليمة فلم يخافوا.

ثم أرسلا القديس بانيكاروس إلى كرمانيوس والى الإسكندرية والخمس مدن الغربية بتوصية: [أنه فى الساعة التى يصل إليك فيها بانيكاروس مقدم الفرس كلمة بلين الخطاب، فإن سمع منك ورفع البخور للآلهة فهب له كرامة عظيمة، وإذا لم يسمع منك فعذبه بأصناف العذاب حتى يموت].

فلما وصل القديس بانيكاروس مع أربعة من الجنود إلى الخمس مدن وأقاموه أمام كرمانيوس وسلموا له الرسالة أمر أن يطرحوه فى السجن إلى الغد، وفى نصف الليل ظهر له السيد المسيح له المجد فى السجن وقال له: [السلام لك يا حبيبى بانيكاروس، تقو وأغلب وسلامى سيكون معك]. فلما نظر القديس إلى المخلص أسرع وسجد له فباركه الرب وشجعه على نيل إكليل الشهادة ثم أعطاه السلام وصعد إلى السماء بمجد عظيم.

ولما كان الغد أمر الوالى بإحضار القديس بانيكاروس من السجن فأحضروه قدامه، فأمر أن يجلسوه على كرسى بالمسامير ويحموا خوذة حديد ويضعوها على رأسه وأن يوقدوا تحته النيران، فصلى القديس وطلب من الرب المعونة، فأرسل الرب ملاكه وخلصه، فأمر الوالى بأن يلقى فى السجن وكان يصلى إلى الرب أن يقويه على إكمال جهاده.

ثم أمر الوالى بإحضار الشهيد وقال له: ارفع البخور للآلهة فوبخه الشهيد وعنفه فأمر الوالى بحفر حفرة وأن يوقدوا فيها النار وأن يلقوا فيها كبريتاً وزيتاً وقلفونية وخشب السنديان حتى أن لهيب النار ارتفع جداً، ثم أمر الوالى فربطوا القديس بانيكاروس وألقوه فى وسط النيران، فصلى وطلب من الرب أن يعينه فأرسل له الرب رئيس الملائكة فأخرجه من الأتون سالماً بغير ضرر.

فلما علم الوالى أمر بوضعه فى السجن فظهر له السيد المسيح ووعده بخيرات السماء عند صديقيه تاوضروس ولونديوس، ثم أعطاه السلام وصعد إلى السماء.

ثم أمر الوالى بإحضار القديس وأمره بالتبخير لأبلون الإله الكبير، فوبخه القديس على ضلاله فأمر الوالى فعلقوه منكساً وربطوا حجراً كبيراً فى عنقه وأوقدوا المشاعل تحت وجهه، فأرسل الرب ملاكه وخلصه.

وبعد سلسلة من العذابات التى كان الملاك يأتى ويخلص الشهيد منها ويقيمه معافى؛ أمر الوالى بقطع رأسه، فذهبوا بالشهيد إلى مكان إكمال شهادته وقطعوا رأسه المقدسة فنال إكليل الشهادة، فتقدم أحد الأمراء ويدعى تاؤغنسطس وحمل جسده الطاهر إلى داره وأخفاه حتى بطل الاضطهاد فبنى عليه كنيسة عظيمة.

وقد استشهد القديس بانيكاروس فى 5 طوبه حسب سنكسار رينيه باسيه بركة صلواته تكون معنا أمين.