30 كيهك: نياحة القديس الأنبا يؤنس قمص شيهيت

في هذا اليوم تنيح الأنبا يؤنس قمص شيهيت، الذي لما رسم قمصا علي دير القديس مقاريوس استضاءت البرية به وصار أبا لكثيرين من القديسين. منهم الأنبا جاورجه والأنبا إبرام الكوكبين العظيمين، والأنبا مينا أسقف مدينة تمي. والأنبا زخاريوس. وكثيرون غيرهم. قد صاروا سببا في خلاص نفوس كثيرة. ولكثرة وروعه وعظم تقواه، كان عندما يناول الشعب يعرف الخاطئ من غيره، ومرات كثيرة كان يعاين السيد المسيح والملائكة تحيط به علي المذبح. ونظر مرة أحد القسوس ـ وكان سيئ السمعة ـ أتيا إلى الكنيسة والأرواح الشريرة محيطه به. فلما وصل هذا القس  إلى باب الكنيسة، خرج ملاك الرب من الهيكل وبيده سيف من نار، وطرد عنه الأرواح النجسة. فدخل القس ولبس الحلة الكهنوتية، وخدم وناول الشعب الأسرار المقدسة. ولما انتهي وخلع ثياب الخدمة، وخرج من الكنيسة، عادت إلية تلك الأرواح كالأول. هذا ما قاله القديس الأنبا يؤنس للأخوة الرهبان ليعرفهم أنه لا فرق في الخدمة بين الكاهن الخاطئ وغير الخاطئ لأنه لأجل أمانة الشعب يتحول الخبز والخمر إلى جسد المسيح ودمه الأقدسين. وقال لهم مثلا علي ذلك بقوله : "أنه كما أن صورة الملك تنطبع علي الخاتم المصنوع من الحديد أو الذهب.  والخاتم واحد لا يتغير. كذلك الكهنوت واحد مع الخاطئ والبار. والرب الذي يجازي كل واحد حسب عمله".

وقد قاسى هذا القديس شدائد كثيرة. وسباه البربر إلى بلادهم، وقضى هناك عدة سنين لقى فيها الهوان. وقد التقى هناك بالقديس صموئيل رئيس دير القلمون.  وبنعمه الله عاد إلى ديره. ولما علم في رؤيا بيوم انتقاله، جمع الأخوة وأوصاهم بحفظ وصايا الرب، والسير في طريق الآباء القديسين، ليشاركوهم  النصيب الصالح والميراث في ملكوت السموات. وبعد قليل مرض، فأبصر كأن جماعة من القديسين قد حضروا لأخذ روحه. ثم أسلم الروح بيد الرب. فحمله الأخوة إلى الكنيسة. ولشدة محبتهم له واعتقادهم في قداسته، احتفظوا بقطع من كفنه. وكانت واسطة شفاء أمراض كثيرة وعاش هذا الأب تسعين سنه. صلاته تكون معنا. ولربنا المجد دائما أبديا أمين.