30 كيهك: استشهاد 5800 نفس

السنكسار القبطى اليعقوبى لرينيه باسيه إعداد الأنبا صموئيل أسقف شبين القناطر وتوابعها 

وفى هذا اليوم أيضاً كان وصول الأمير العظيم الكبير أريانوس إلى مدينة أخميم هو وعسكره. ولما شاهدوه أهل المدينة قلقوا واضطربوا. وكان صحبته الأب الأسقف أنبا أباديون اسقف أنصنا وكان عنده مكرم ويمشى بلا ترسيم. فوجدوه النصارىواعزموا عليه وجاؤا به إلى الكنيسة  التى لابصودير التى فى المدينة، وسألوا أخبار الوالى والمراسيم الذى على يديه. فعرفهم أن فيهم مكتوب هكذا كل نصرانى لا يسجد لأبلون يقتل. فأدركهم حزن عظيم وباتوا تلك الليلة متوجعين القلوب. وكان الأسقف يعضدهم ويشجعهم بكلامه الحسن المحيى المفيد إلى النصف من الليل وصلى وقدس وقرب الشعوب لأن أسقفهم كان قد هرب. فمضى رجل شرير وعرف الأمير أن هوذا النصارى جميعهم فى الكنيسة والأسقف الذى أنت تكرمه رأيته بعينىَّ يعظهم ويوصيهم بالحث على خلاف أوامر الملوك. وللوقت غضب وأرسل عسكر كبير ولم يزالوا يقتلوا فى النصارى حتى جرى الدم من الكنيسة وخرج من الأبواب وملأ أزقة المدينة، وقبضوا على الأسقف وودوه إلى عند الأمير. فقال له الأمير وكأنك تمشى وتعيد بأخبارى. وكانوا أهل المدينة يأتوا إليه مزدحمين قائلين نحن نصارى معترفين بالمسيح ويأخذون إكليل الشهادة والأبهات يسابقوا ويجروا وهم فرحين قائلين نحن ماضيين إلى ملكوت السموات، ويقدموا أولادهم للسيف ويقولوا لهم لا تخافوا ما غير ساعة وتمضوا إلى العريس السمائى. وقيل أنه قتل فى المدينة من الأراخنة والرؤساء وأرباب البوتات سوا ما قتل فى البيعة يوم الميلاد خمسة آلاف وثمنماية نفس. بركات الجميع تكون معنا أمين.