27 كيهك: القديسة أبولليناريا
عن كتاب
قاموس آباء
الكنيسة
وقديسيها حرف(
أ) للقمص
تادرس يعقوب
ملطى
كانت
أبولليناريا
هي الابنة
الكبرى لأنثيموس
الوصي علي
إمبراطورية
الشرق أيام
ثيؤدوسيوس
وجد
الإمبراطور
أنثيموس (467- 472 )
وكانت محبة لله،
تتعلم
الألحان
الكنسية ودراسة
الكتاب بشوق
شديد، وتضم
حولها في القصر
جماعة من
العذارى
القديسات. إذ
حان سن الزواج
أصرت أن تعيش
متبتلة،
تكرس كل وقتها
للرب، مما
أحزن قلب
والديها.
اشتاقت
أن تتمتع
ببركة
الأماكن
المقدسة بأورشليم
فاستأذنت
والديها
اللذين أرسلا
معها حرسا
إمبراطوريا
وحاشية من
السيدات
الفاضلات
وخدام القصر…
وبالفعل
انطلقت إلى
أورشليم
وصارت
تتبارك من
المواضع
المقدسة وهي
تمارس حياة
التوبة بنسك
شديد، رافضة
كل الدعوات
التي وجهتها
لها السلطات
الرسمية
والأساقفة،
فقد أصرت أن
تسلك في هذه
الأراضي بما
يليق بحاملي
الصليب.
انطلقت
الفتاة
متجهة إلى
الإسكندرية
فوصلت إلى ميناء
لما بالقرب من
أبي صير علي
بعد حوالي 30كم
من
الإسكندرية،
ومن هناك قامت
بزيارة دير
مارمينا
بمريوط،
ووقفت في خشوع
أمام رفاته
تطلب صلواته.
طلبت
الذهاب إلى
الاسقيط
لزيارة
الآباء المتوحدين،
وقد انطلقت
بالعربة
ليلا ودارت
حول بحيرة
مريوط وتوغلت
في الصحراء، وبقيت
تصلي ساعات
طويلة أثناء
الرحلة، وعند
منتصف الليل
وصلت المركبة
إلى شاطئ
مستنقع بالقرب
من عين ماء
عذب عرف حتى
القرن الحادي
عشر باسم
القديسة
أبوليناريا.
وإذ استراح
الكل في تلك
المحطة
اطمأنت
الأميرة أن
الكل نائم فسحبت
ستائر المركب
ونزلت بحرص
بعد أن خلعت
ملابسها
وارتدت ملابس
راهب كانت قد
أحضرتها معها،
ورفعت عينها
نحو السماء
تطلب العون
الإلهي، ثم
رشمت نفسها
بعلامة
الصليب
واختفت وسط قصب
المستنقع…
وفي
الصباح انتظر
الكل أن
تستيقظ
الأميرة وتسألهم
أن يسيروا…
لكن إذ اشتدت
حرارة الشمس
فتحوا
الستائر
ليجدوا
الملابس
وحدها،
وأدركوا أنها
قد هربت…
ارتبك الكل، واضطر
الوالي أن
يكتب لأبيها
كل ماحدث
بالتفصيل،
فأخذ أبوها
ثيابها وصار
يذرف الدموع
الغزيرة كما
فعل يعقوب
عندما تسلم
قميص يوسف ابنه
… وساد القصر
علامات الحزن
والكآبة .
اختفت
ملامحها
تماما بسبب
نسكها الشديد
وتعرضها للدغات
البعوض… وعند
خروجها من هذه
الوحدة سمعت
صوتا يقول
لها: " إذا
سئلت عن اسمك
فأجيبي بثبات
دورثيؤس".
أرشد روح
الرب القديس
مقاريوس إلى
طريقها وأخفى
عنه حقيقتها
فظنها شابا
يطلب
الرهبنة، فوهبها
مغارة
مهجورة، تقضي فيها
سنوات مختلية
مع الله تمارس
عبادتها بقلب
ملتهب.
بعد
سنوات إذ
تعرضت أخت
أبوليناريا
الصغرى لآلام
شديدة حار
فيها
الأطباء،
اضطر انثيموس أن
يرسلها مع حرس
كبير وسيدات
إلى الأسقيط
يطلب من
الآباء
الصلاة من
أجلها …
فأرسلها
القديس
مقاريوس إلى
الراهب
دورثيئس دون
أن يعلم أنها
أختها.
عرفت
أبوليناريا
أختها
البائسة فلم
تستطع أن تضبط
تأثرها،
فكانت تذرف
الدموع
الغزيرة… ثم
ادخلاها إلى
قلايتها
وارتمت علي
عنقها وقبلتها
بحرارة
وعرفتها
بنفسها
وسألتها ألا تكشف
أمرها، لكن
الصغرى كانت
في غير وعيها.
وإذ صلت
أبوليناريا
خلصها الرب من
الروح النجس.
قاد الأب
دورثيئوس
الأميرة إلى
الكنيسة، ففرح
الكل بها،
وانطلق
المركب إلى
القسطنطينية
حيث كانت كل
المدينة في
انتظارها.
ألح
والدها
طالبا الراهب
دورثيوس أن
يأتى إلى
القصر
ليباركه،
فاضطر
الراهب إلى
قبول الدعوة
بعد إلحاح
الكل عليه،
وهناك التقي
بوالديه ولم
يعرفاه.
سقطت
أبولليناريا
علي الأرض
وقبلت
والديها واستحلفتهما
أن يتركاها
تعود إلى
وحدتها، وبالكاد
حبس الأب
والأم
صراخهما،
وأخذها الأب
بين ذراعيه
وضمها إلى
قلبه وقبل
وجهها المبارك
وبلله
بالدموع…
بعد
إلحاح أصرت
أبوليناريا
أن تعود رافضة
كل عطايا
أرضية من
والديها،
وانطلقت إلى
الأسقيط…
وهناك بعد
فترة استدعت
القديس
مقاريوس وأعلمته
بقرب رحيلها،
وسألته ألا
يكشف أحد عن
جسدها بل
يدفنوها كما
هي… وأسلمت
روحها في يدي
الله فودعها
الآباء
المتوحدون
بالترانيم
والتسابيح…
ودفنوها في
مغارتها شرق
الكنيسة ،
وكانت يد الله
تتمجد عند
قبرها، وقد
أقيمت كنيسة
باسمها فوق
مغارتها دعيت
"كنيسة
أبولليناريوس"
بقيت حتى
القرن الثامن
عشر. تعيد لها الكنيسة
الغربية في 5
يناير . بركة
صلواتها تكون
معنا. أمين.