25 كيهك: نياحة القديس يوحنا كاما 

في هذا اليوم تنيح القديس العظيم يوحنا كاما. وكان من أهل شبرامنت من أعمال صا. وكان أبواه مسيحيين خائفين من الله، ولم يكن لهما ابن سواه. فزوجاه بغير إرادته، ولما دخل إلى خدره وقف وصلي كثيرا. ثم تقدم إلى الصبية وقال لها: "يا أختي أنت تعرفين أن العالم يزول وكل شهواته فهل لك أن توافقيني علي حفظ جسدينا طاهرين؟" فأجابته قائله: "يا أخي حي هو الرب، إن هذه هي رغبتي. والآن قد أعطاني الرب سؤل قلبي". فاتفقا أن يلبثا محتفظين ببتوليتهما. وكانا إذا رقدا ينزل ملاك ويظلل عليهما بجناحيه. ولكثرة فضائلهما أنبت الرب كرمة لم يزرعها أحد. قامت وظللت خدرهما علامة علي طهرهما و قداستهما، لأن هذا يفوق الطبيعة البشرية، أن ينام شابان بجانب بعضهما ولا تثور فيهما الطبيعة إلى الشهوة. ومن هو الذي يدنو من النار ولا يحترق، لولا أن العناية الإلهية كانت تحفظهما. ولما رأي أبواهما أنهما أقاما زمانا طويلا ولم يرزقا نسلا. ظنا أن ذلك يرجع إلى صغر سنهما. وذات يوم قال يوحنا لزوجته: "يا أختي أنا اشتهي الذهاب إلى البرية للترهب ولا أستطيع ذلك ألا برضاك". فأجابته إلى ما أراد بعد أن أدخلها أحد أديرة العذارى. وهناك صارت أما فاضلة وصنعت عجائب كثيرة أهلتها لأن تكون رئيسة علي الدير.

أما القديس يوحنا فإنه لما خرج من بلده. ظهر له ملاك الرب وأرشده إلى طريق برية شيهيت، فذهب إليها وترهب في قلاية الأب درودي بدير القديس مقاريوس. وأقام عند هذا الشيخ يتعلم منه الفضيلة إلى أن تنيح. فأمره الملاك أن يمضي غرب دير القديس أبو يحنس القصير بقليل، ويبني له مسكنا هناك، فمضي وفعل كما أمره الملاك. فاجتمع حوله ثلاثمائة أخ وبنوا لهم كنيسة ومنزلا ذا حديقة، وعلمهم الصلوات وترتيل الأبصلمودية. وفي إحدى الليالي ظهر له القديس اثناسيوس الرسولي وهم يرتلون تسبحة الثلاث فتية، وعرفه بأسرار كثيرة. وفي مرة أخري ظهرت له السيدة العذراء وقالت له: "إن هذا هو مسكني إلى الأبد، وسأكون معهم كما كنت معك، ويدعي اسمي علي هذا الدير". لأن الكنيسة كانت علي اسمها.

ورغب رهبان بعض الأديرة في الصعيد أن يكونوا تحت إرشاد القديس يوحنا كاما فأرسلوا إليه طالبين حضوره. فدعا أخا يسمي شنودة وكلفه رعاية الأخوة حتى يعود. ولما عاد وجده قد رعاهم علي الوجه الأكمل. ولما أكمل سعيه المبارك تنيح بسلام. صلاته تكون معنا. ولربنا المجد دائما أبديا. آمين.