23 كيهك: نسطاس وقفرى 

السنكسار القبطى اليعقوبى لرينيه باسيه و كتاب الأربعون خبر إعداد الأنبا صموئيل أسقف شبين القناطر وتوابعها

 سوف نكمل النص حسب ما ذكر كتاب الأربعون خبراً لأنه أوضح ونكتفى من باسيه بالتاريخ القبطى للتذكار(س.م.)

اعلموا يا أخوة أنه كان فى هذا اليوم قال نسطاس انه لما جاء قفرى ابن أخى ملك النوبة وترهب عندنا فى الدير ومضى له ثلاثة سنين أنه أتى إلىَّ وقال لى يا أبى القديس أريد منك حاجة يسيرة فقلت له وما هى يا قفرى. قال لى أريد أن أمضى إلى دير القديس أنبا شنودة لأنى سمعت أن فيه راهباً قديساً يريد الذهاب إلى بيت المقدس ليصلى هناك ويتبارك من الآثار التى للرب يسوع المسيح. فقلت له يا ابنى أنت متوحد فى هذه القلاية بالعبادة لله وعلى غاية ما يكون وأنك لم تختلط بأحد وكيف تعرف بذلك القديس، ومن قال لك عليه. فتبسم لأنه كان يتكلم بالترجمان وقال ان هذا الراهب قد استأذن أباه فى المجئ إلىَّ فأذن له وهو فى كل ليلة يأتى إلىَّ فى هذه القلاية ويرجع ثانياً بعد أن يصلى عندى. فتعجبت من هذا القول وداخلنى فكر ردئ. وقلت له أهذا القول صحيحاً، وبعد ذلك حضر عندى رئيس دير القديس الأنبا شنودة وسلمنا على بعض ثم جلسنا. فقال لى يا أبى انه لى ولد يأتى إلى ديرك كل ليلة لأن له أخاً فيه ويرجع إلينا. وعندى اليوم له سبعة أيام لا أعرف له أى خبر. فقلت له لقد عرفنى بذلك ولدى وأنا إلى اليوم أيضاً ل أعرف له خبراً. وفى تمام عشرة أيام حضر ولدى قفرى وهو فرحان ومسرور ومستبشر وقد عرفونى الأخوة بوصوله، وقد كنت ذاهبت إلى قلايته وقلت له يا ولدى إن الأب داود أب دير القديس الأنبا شنودة حضر إلى الدير وأعلمنى أن ولده له سبعة أيام لم ينظره، وعرفته أيضاً أنا عنك. مثل ذلك اليوم عشرة أيام لم أراك.

فأطرق برأسه إلى الأرض بعد ذلك وقال لى من بعد خروجى من الدير ذهبت إلى دير القديس أنبا شنودة إلى ذلك الأخ فأخذ بيدى وصار بى كأنه يعرف الطريق. وقد كنت أرى إنساناً سائراً أمامنا، فلم يكن إلا ليلة واحدة وفى الصباح قد أشرقنا على مكان فيه أنوار وقناديل معلقة تتلألأ بالأنوار، وفيه قبة عالية البناء مرتفعة جداً مغطاة وموشاة بالذهب الأحمروفيه حجاب لا يطاق الدخول إليه أحد. وفيما أنا متفكر ولا أعرف المكان وأيضاً الاهب الذى كان معى. وللوقت حضر الرجل المنير الذى أرشدنا للطريق وقال لنا انظروا وافرحوا وسروا قلباً واعرفوا أن هذا المكان هو أورشليم. وهذه هى المقبرة التى لربنا يسوع المسيح، وهذا هو البيت الذى بنته الملكة هيلانة أم قسطنطين، وهذه هى مغارة الصليب المقدس. وهذه الجلجلة التى فيها صلب سيدنا يسوع المسيح. وكان يرينا كل الآثارات التى فى داخل القيامة المجيدة. وأورانا كل ما كان داخل القيامة المقدسة ومن شدة فرحنا وسرورنا كادت أرواحنا تخرج من أجسادنا. ثم بعد ذلك قد افتقدنا ذلك الرجل المنير فلم نجده. ولما كان الغد وإذ خادم القيامة قد دخل فنظر إلينا، وقال لنا من أين دخلتم إنكم لصوص متشبهين برهبان. وابتدأ يصرخ، فخفنا منه لأجل والى تلك المدينة. فقلنا له يا أبونا القديس لا تقسو علينا ولا تسئ إلينا لأننا قد أتينا إلى هذا البيت المقدس لنصلى فيه وكنا لا نعرف الطريق وأن رجلاً منيراً جداً قد أتى إلينا، وأروانا الطريق إلى هذا المكان المقدس وسار معنا من أرضنا إلى هنا وقد ذهب وتركنا. فلا تسئ إلينا لأننا قوم غرباء فى هذا المكان. ثم قال وما هى أرضكم؟ وكونوا صادقين معى فى كلامكم. فقلنا له من مصر من دير القديس أنبا باخوم من أعمال الصعيد. فدق بيده وقال لقد كذبتما يا قوم إنكم لصوص. هل فى ليلة واحدة من أهل الصعيد تصلون إلى هنا. وقبض علينا وأراد أن يؤذينا، وقد رجوناه أن يخلى سبيلنا فلم يقبل منا. وفيما نحن كذلك، وغذا بذلك الرجل الذى كان يسير أمامنا قد حضر وقال لذلك الرجل لماذا تسئ إلى هؤلاء القوم، أنا الذى أتيت بهم إلى هذا المكان لأنهما طلبا من الله زيارة القبر المقدس، فاستجاب دعوتهما. وللوقت غاب عنا ولم نعرف إذا كان هو ملاك أو إنسان وكانت رؤيته رؤية إنسان بل كان وجهه يسطع نوراً لا يمكن أن يكون على آدمى. وأما خادم القيامة فتعجب ومجد الله وأكرمنا، وقد أخذنا وصار يرينا أثارات ربنا يسوع المسيح، ولم يترك مكان إلا وأدخلنا إليه. ومضى وأحضر لنا طعام وشراب فأكلنا وشربنا.وجلس معنا ثلاثة أيام وعندما أردنا العودة إلى أرضنا من هذا المكان. ناديناه باسمه أعنى الرجل المنير. فحضر إلينا بأسرع من لمح البصر فسار امامنا ونحن نتبعه. وفى الصباح وصلنا إلى أرضنا. ثم تعجبت من هذا الكلام ولم أصدق حتى رأيت فى منامى من يقول لى لماذا تكذب العجائب التى سمعتها؛ ألم تعلم أن الله يستجيب لمن يدعوه ويؤمن بما قاله الإنجيل المقدس من كان منكم له إيمان فكل شئ مستطاع ولا يعوزه شيئاً. ولما انتبهت من نومى تذكرت وقلت قد أخطأت بين يديك يارب لأنى لم أصدق بعجائبك وبكيت على خطيتى التى صنعهتا ومن تلك الساعة لم أعد أرى هذا القديس. ولربنا المجد الدائم إلى الأبد. أمين.