22  كيهك: نياحة القديس انسطاسيوس بابا الإسكندرية السادس والثلاثون 

 وفيه أيضا من سنة 611 م تنيح الأب القديس أنسطاسيوس السادس والثلاثون من باباوات الإسكندرية. كان هذا الأب من أكابر الإسكندرية، وكان في أول أمره رئيساً علي الديوان ، ثم صار فيما بعد قسا علي كنيسة الثغر الإسكندري وبعد قليل اختير للبطريركية. فاهتم بالكنائس اهتماما زائدا ورسم أساقفة وكهنة علي الجهات الخالية، وشيد عدة كنائس، واستعاد من الملكيين ما كانوا قد اغتصبوه، لأنه كان محبوبا منهم لعلمه وفضله وتقواه. وارجع كثيرين منهم إلى الإيمان الأرثوذكسي. ولما مات ملك القسطنطينية، وشى بعض الأشرار إلى الخليفة أن البطريرك لما رسم حرم الملك وأمانته. فغضب الملك وأرسل إلى والي الإسكندرية أن يسلم إلى أولوجيوس بطريرك الروم كنيسة قزمان و دميان وأوقافها. فحزن الأب من ذلك كثيرا، غير أن الرب عزاه من ناحية أخري، وذلك أن بطرس المخالف بطريرك إنطاكية كان قد مات، وأقيم عوضا عنه راهب قديس عالم يسمي أثناسيوس قويم المعتقد، الذي بمجرد أن صار بطريركا عمل علي تجديد الاتحاد بين كنيستي الإسكندرية وإنطاكية. فكتب رسالة بالإيمان المستقيم وأرسلها إلى الأب انسطاسيوس ففرح بها جدا وجمع بعضاً من الأساقفة والكهنة وقرأها عليهم. ثم رد علي الأب أثناسيوس بأنه يتمني من صميم قلبه أن يراه. فحضر الأب أثناسيوس إلى الإسكندرية ومعه الأساقفة والكهنة. فلما علم بقدومه الأب انسطاسيوس، وكان بالأسقيط حضر إلى الإسكندرية وذهب إلى البحر مع الأساقفة والكهنة واستقبله بالتجلة والإكرام. ثم عقدوا مجمعا بأحد الأديرة التي علي ساحل البحر واستمر شهرا وهم يتباحثون في أصول الدين، ثم عاد البطريرك الإنطاكي إلى كرسيه بسلام.

وكان الأب انسطاسيوس مداوما علي تعليم رعيته بنفسه وبكتبه. وكان من كثرة علمه وفصاحته يكتب كل سنة كتابا وقد ظل علي الكرسي البطريركي اثنتي عشرة سنة وستة أشهر وعشرة أيام. كتب أثنائها اثني عشر كتابا رتبها علي حروف الهجاء القبطية آي أنه أبتدأ في أول سنه A وفي الثانية بحرف B  إلى أن كتب الكتاب الثاني عشر ورسمه بحرف02 . ثم تنيح بسلام . صلاته تكون معنا، ولربنا المجد دائما أبديا. أمين