13كيهك: نياحة القديس أنبا إيلياس

السنكسار القبطى اليعقوبى لرينيه باسيه إعداد الأنبا صموئيل أسقف شبين القناطر 

          فى هذا اليوم تنيح الأب القديس الروحانى السائح أنبا إيلياس بجبل سمهود. وهذا كان أبهاته من قرية ظاهر بالفيوم، وكانوا يمشون فى وصايا الرب وسننه، وهؤلاء كانوا يعملوا وليمة وهِمَة فى عيد إليشع النبى فى كل شهر ويدعوا المساكين والأرامل والمنقطعين والمحتاجين وأهل الفاقة والعدم ويقفوا لخدمتهم بفرح. وكانوا ينظروا فيما بين الناس شيخين يمشوا فى البيت ويباركوا كل من فيه وهم ايلياس وإليشع ولم يزالوا يصنعوا هذا المعروف حتى كبرا فى أيامهم، ولم يكن لهما ولد وكانا حزانا لأجل ذلك فمضوا إلى البيعة وسألوا الرب وهم قائلين: "أيها السيد الرب الإله اعطنا نسل إنسان ننظره قبل الممات، ويرث أموالنا، ويكون صالح مستقيم أمامك لأن لك القدرة على كل شئ يا ملك السموات، ويا رب القوات، يا مستجيب الطلبات وسامع الدعوات، إنظر إلينا وارحمنا، صدقة من عندك، واقض ما فى قلوبنا. المجد لك إلى أبد الدهور. أمين". فنظر الرب إلى حزن قلوبهم وتنهدهم وسؤلهم الكثير، فأرسل إليهم رئيس الملائكة ميخائيل فى زى راهب وقال لهم: "السلام لكم قد نظر الرب إلى دموعكم وتنهدكم وصدقتكم ومراحمكم، وأوهب لكم ولداً وتدعو اسمه إيلياس، وتحل عليه روح إيلياس النبى، وهكذا يكون عظيماً، ويسكن البرارى ويكون باراً أمام الرب، ويعمل العجائب والآيات كمثل الآباء الرسل". ففرحوا بهذا فرحاً عظيماً وقالوا: "يا أخانا المبارك عرفنا اسمك، حتى إذا كمل لنا قولك نتذكر إحسانك". فقال لهم: "أنا هو رئيس الملائكة ميخائيل، أرسلنى الرب أعلمكم ما سوف يكون من هذا الطفل". فارتعبوا ووقعوا على وجوههم من الخوف، فأقامهم رئيس الملائكة ونزع عنهم الخوف، وأعطاهم السلام وصعد إلى السماء.

وبعد أيام حبلت والدة هذا القديس وهى فرحانة مسرورة وتمجد الله وتبارك اسمه القدوس العزيز، وهى تقول: "انظروا إلى هذه الأعجوبة العظيمة، إمرأة عجوز كبيرة السن حبلت". ولما كمل لها تسعة أشهر، ولدت هذا الإناء المختار، وكان فرحاً عظيماً فى يوم مولده فسموه إيلياس كما قال لهم ملاك الرب، وولموا وليمة عظيمة للفقراء والمحتاجين والمضرورين. ولما أكملت والدته العدة ودوه  إلى البيعة، وكانوا فى فرح كثير به لأن نعمة الله كانت عليه، فربوه تربية حسنة وودوه الكُتاب فى مدينة الفيوم، فتعلم فى أيام قلائل حتى أنه سبق الذين كانوا قبله. فحسده الصغار وتحدثوا مع بعضهم، فأما عرفاء الكُتاب فحسدوه وصاروا ينقضونه لأجل فهمه. وكان فى الكُتاب صغير لأحد الرؤساء متوشح بمرسلة ذهب، فصبروا إلى أن خرج المُعلم فبقوا العرفاء الحاسدين لـه محيرين كيف يعملوا فى الصبى إيلياس. وانهم أسكروا ذلك الصبى الصغير بالخمر وقلفوا المرسلة ومضوا وخبوها فى مضجع الصغير إيلياس. ولما كان الغد انتبه الصغير ولم يجد المرسلة، فصرخ ووصل الخبر إلى المعلم، فهددهم فتقدموا الذين كانوا تآمروا بالسوء أعنى العرفاء، وقالوا للمعلم نحن نريد تفتيش مراقد الصغار. ولما أخذوا إذن من المعلم وفتشوا، فوجدوا المرسلة فى لحاف إيلياس لأنه كان فراش مثمن لأن والده كان فى الإسكندرية وقدم هدايا للوالى بالإسكندرية فأوهبه ذلك اللحاف والطراحة لولده العزيز إيلياس. فوقف الصبى قدام المعلم فقال المعلم لـه يا ولدى أيش هذه الصنعة الردية الخسيسة تعملها. فأجاب الفتى المبارك قائلاً يا معلم كيف أصنع هذا وأنت علمتنا فى كل حين أن لا نشتهى من أصحابنا شئ، والرب يقول فى الإنجيل لا تقتل، لا تزن، ولا تسرق. وتكلم كلاماً كثيراً، حتى تعجب المعلم. ولما أمر الصغار بالإنصراف مضى أحدهم إلى منزله فنهشه ثعبان فى الطريق، فمات لوقته، ولما انصرف الصغير إيلياس وجدهم مجتمعين حول ذلك الصغير باكين. فقال للصغار افسحوا .. فأبعدهم قليلاً وصلى صلاة وسأل الرب فقام الصبى وأخبرهم بكل ما جرى. وفى كل يوم كان الصبى إيلياس يزداد فى عمل البر والحسنات. وأنه سمع برجل قديس فى البرية، فمضى إليه وأراد أن يسكن عنده. فقال له ذلك القديس ليس الأمر كذلك، بل امض إلى دير أبونا باخوم وترهب عنده، فودعه وخرج من عنده. فوجد رئيس الملائكة ميخائيل فى الطريق. فقال له أيها الأخ إلى أين أنت ماض؟ فقال له أنا ماض إلى الصعيد الأعلى. ففرح الصبى إيلياس بذلك وأوصله إلى دير أبو باخوم ولبس الاسكيم المقدس وتسلح بزى الملائكة ودفع نفسه فى عبادات كثيرة وتنسك بنسك صعب جداً. فرأى التذكار الصالح قد تغير، والتبديد والفرقة فى الدير. فخرج وصعد إلى جبل شامة وأقام فيه سنتين، ثم أنه ذهب إلى جبل بنهدب وأقام فيه أياماً وانحدر أيضاً ووصل إلى جبل هو. وكان مبشوش الخاطر، فظهر له ملاك الرب وأعلمه أن يمضى إلى جبل فرجود. فذهب إليه وسكن فيه وكان يجاهد فى العبادات الصعبة والصوم الدائم والسهر الكثير ويقتات بحشائش البرية دفعة كل اسبوع. فأتاه العدو دفعة وقال لـه أنت ما تستحق تأكل الطعام الذى يأكله الناس، بل تستطعم طعام البهائم. وأخذ ذلك الحشيش الذى جمعه القديس بتعب، فبدده، فانتهره القديس وقال له الرب الإله يكسر قوتك أتريدنى أسمن لك هذا الجسد الذى عن قليل يجيف الأرض. فذهب هارب بخزى عظيم. فظهر لـه رئيس الملائكة ميخائيل وقال له السلام لك يا إيلياس الثانى لأنك فضحت الشيطان، قد سمع الرب طلبتك وقبل صومك. وبعد أن شجعه وقواه وأعطاه السلام صعد إلى السماء. وبعد جهاد كثير وصعب فى محاربة عدو الخير وجنسنا، أكمل سعيه الصالح بجبل سمهود حيث كان كمال جهاده. بركة وصلاة هذا القديس تكون معنا أمين.

يقف النص فى سنكسار باسيه بعد ظهور الملاك ميخائيل بهذه الكلمات فسأل القديس قائلاً يا سيدى ومولاى أنا أشتهى….مما يعنى أن باقى النص مفقود من الأصل. وتمت إضافة الخاتمة (حسب ما ذكر فى كتاب انبا إيلياس البشواوى وأنبا إيلياس السمهودى للقمص لوقا الأنطونى ) بركة وصلاة هذا القديس تكون معنا أمين.