11 كيهك: ابطلماوس
عن كتاب
روحانية
التسبحة ـ
الأنبا
متاؤوس
هو
الشهيد
العظيم
ابطلماوس بن
نسطوريوس من مدينة
دندرا بصعيد
مصر، كان وحيد
أبويه وكان ذا
أموال كثيرة
وممتلكات
واسعة.
اتفق
له ذات يوم أن
ركب قاصداً
الجبل مع بعض
من أجناده
ليتصيد، وإذ
به يلتقى
بالأب ببنوده
الراهب
السائح لأنه
كان قد خرج من
الجبل يملأ
جرته ماء،
فجاء إليه صوت
من السماء
قائلاً: "يا
ببنوده" فقال
القديس: "ماذا
تأمر يا سيدى".
فقال له: "
أنظر عن يمينك
فترى شاباً
راكباً".
فالتفت وأبصر
القديس
ابطلماوس
وعليه لباساً
حسناً فى زى
أولاد الملوك
ومعه أجناد
كثيرون وهم
منطلقون لصيد
الوحوش، فلما
اقترب القديس
ببنوده إليه
طرده الجنود،
لكن لما عاينه
ابطلماوس سار
إليه ونزل عن
جواده وضرب له
الميطانية
ولم يأنف من
شكله ولباسه
الزرى، وأمر
أحد الجنود أن
يركبه معه حتى
وصلوا إلى
بستان كان
يملكه
ابطلماوس
ويتنزه فيه
بستان لا يوصف
حسنه وبهاؤه
وكثرة أشجاره
واختلاف
أثماره، فلما
رأى القديس
ببنوده كل هذا
المجد بكى
فقال له
ابطلماوس:
"اعلمنى ما
الذى يبكيك يا
أبى". فقال له
القديس: "يا
ولدى ليس
بكائى لهذا
المجد ولا
لهذه الكرامة
التى فى هذا
الموضع، فإن
كان هذا هكذا
فكم هو مقدار
المجد
الموضوع لنا
فى ملكوت
السماوات إذا
ما حفظنا
وصايا الرب".
فقال له
ابطلماوس: "يا
أبى من الآن
أنا لا أتركك
وكل ما تشير
به علىَّ
أفعله، لكن
أريد منك أن
لا تفارقنى بل
تمكث معى فى هذا
الموضع". فقال
له القديس
ببنوده: "لا
يمكننى أن
أمكث عندك".
قال له
ابطلماوس: "إذن
خذنى معك إلى
البرية". فقال
له القديس ببنوده
:"أنا أخاف من
سطوة والدك،
لكن إن كنت
تريد الوصول
إلى ملكوت
السموات عن
طريق قريب، فتعال
أرسلك إلى
مدينة أنصنا
إلى رجل تقى
عابد الله
اسمه
دوروثيئوس
اللابس النور
لأجل حسن عبادته".
فكتب له
القديس رسالة
وأوصاه على
ابطلماوس. ثم
نصح
ابطلماوس
قائلاً: "تحرز
لنفسك فإن
العدو يثير
عليك تجارب
كثيرة من جهة امرأة
شريرة تتعرض
لك فى الطريق،
فاحترس واحتفظ
بكل حرص، ولا
تقطع اسم
المسيح من
فمك، فإن الرب
الإله يخلصك
من كل التجارب
والبلايا، وإذا
مضيت إلى
مدينة أنصنا
فإن العدو
يحرك عليك
رياحاً شديدة
فى السفينة،
فأطلب من الرب
الخلاص فتنال
العون
سريعاً". وأما
خبر الشهادة
فلم يعلمه به
وودعه، ثم صعد
القديس ببنوده
إلى الجبل ومن
ذلك الوقت كان
يطلب من الله
لأجله. أما
القديس
ابطلماوس
فمضى للوقت
متخفياً
متنكراً،
وصادفته فى
الطريق
العلامات التى
ذكرها له
القديس أنبا
ببنوده
الراهب، ثم وصل
إلى
دوروثيئوس
اللابس
النور، وسلم
عليه وأعطاه
الرسالة،
فقرأها وفهم
مضمونها. وقال
له: "إن أنت
قبلت منى فإنك
تذهب إلى
ملكوت السموات
عن طريق
قريبة، لأن
سيرتنا نحن
الرهبان فيها
محاربات
كثيرة من
الشياطين
والناس، لكن تعال
ادخل إلى
مدينة أنصنا
واعترف
بالمسيح أمام
أريانوس
الوالى،
واصبر على
عذاب قليل فتنال
إكليل
الشهادة"
فأطاعه
القديس وذهب
إلى مدينة
أنصنا. فثارت
عليه الريح فى
المركب فخلصه
الرب، ثم أنه
دخل المدينة
واعترف باسم
المسيح أمام
أريانوس
الوالى، فنال
عقوبات كثيرة
وصبر على
العذاب،
أخيراً أمر
الوالى أن
يعبروا به
النيل إلى
الغرب إلى
قرية طوخ
الخيل، وهى
الآن خراب من
بحرى مدينة
طحا غربيها
بقليل، وهناك
علقه على
صارية عالية،
فأقام معلقاً
تسعة أيام حتى
ضجر الجنود
فطعنوه فى
عنقه فأكمل شهادته
المكرمة،
ونال إكليل
الشهادة. أما الصارية
التى علقوه
عليها فسال
منها عسل نحل،
وكل من كان به
علة أو مرض،
وأكل منه برئ
فى الحال من
كل الأمراض
المختلفة،
وكثيرون من
المخالفين
لما أكلوا منه
آمنوا
بالمسيح. ثم
أتى قوم
وحملوا جسده
فظهرت منه
آيات وبراهين.
ولما بطل زمان
الاضطهاد
بنوا عليه
بيعة حسنة وظهرت
فيها آيات
كثيرة.
وقد
نال الشهيد
ابطلماوس
إكليل
الشهادة فى 11
كيهك حسب ما
ذكر فى سنكسار
رينيه باسيه
تحت يوم 11 كيهك. بركة
صلواته تكون
معنا أمين.