11 كيهك: نياحة القديس الأنبا بيجيمي

 في هذا اليوم تنيح القديس الأنبا بيجيمي. كان من أهل فيشا من كرسي ميصيل، وفيما هو في الثانية عشر من عمره، وكان يرعي غنم أبيه، ظهر له ملاك الرب في زي صبي وقال له: "هلم بنا نمضي ونصير رهبانا". فوافقه علي ذلك، وآتيا إلى برية شيهيت إلى موضع به ثلاث شيوخ، وحينئذ غاب الملاك عنه. 

وأقام القديس عند هؤلاء الشيوخ أربعا وعشرين سنة حتى تنيحوا. ثم ترك المكان وانطلق في الجبل مسيرة ثلاثة أيام. فظهرت له الشياطين في شبه وحوش وخنازير وثعابين. أحاطوا به يريدون افتراسه. فعرف ذلك بالروح، وصلي فتبددوا. ثم أقام فى واد هناك ثلاثة سنين يصوم أسبوعا أسبوعاً. وأخر كل أسبوع يأكل ملء قبضة يده تمرا مع قليل من الماء. وكانت صلاته أبانا الذي في السموات.. الخ يتلوها بالليل والنهار. وصام مرة أربعين يوما، ومرة أخري ثمانين يوما، حتى لصق جلده بعظامه. وعند ذلك أتى إليه ملاك بخبز ليأكل وماء ليشرب، فلم يفرغ الخبز ولا الماء سنين كثيرة.

وبعد ذلك حضر له ملاك الرب في رؤيا الليل وأمره أن يعود إلى بلده. فذهب إليها وبني مسكنا خارجا عنها قليلا، وانفرد فيه للعبادة و النسك وصار نموذجا صالحا لكل من يراه. وكان أهل بلده يأتون إليه ويتغذون بتعاليمه الروحية.

وحمله في بعض الأيام ملاك الرب إلى أرض الفرات لأن أهلها كانوا قد حادوا عن الطريق المستقيم، فردهم جميعا إلى الإيمان، وعاد إلى موضعه.

وذات مرة كان يحمل القفاف إلى الريف ليبيعها، فتعب وجلس ليستريح، فحملته قوه الله ومعه القفاف إلى المكان الذي كان يقصده.

وفي أحد الأيام رأي القديس العظيم الأنبا شنودة عمودا منيرا جدا، وسمع صوتا يقول له: "هذا الأنبا بيجيمي". فقصد إليه ماشيا إلى أن وصل إلى بلده فعرفا بعضهما بإرشاد إلهي، ومكث عنده الأنبا شنودة أياما، ثم عاد إلى ديره.

ولما قربت أيام انتقاله من هذا العالم، دعا خادمه وعرفه بذلك، وأمره أن يترك جسده في المكان الذي هو فيه. ثم أصيب بحمي فرأي جماعة من القديسين قد حضروا إليه، وأسلم روحه بيد الرب فحملتها الملائكة وصعدوا بها وهم يرتلون. وكانت حياة هذا القديس سبعين سنة. أقام منها اثنتي عشرة سنة في العالم. وثمان وخمسين سنة في العبادة. صلاته تكون معنا. ولربنا المجد دائما أبديا. آمين.