7كيهك: نياحة القديس متي المسكين

في هذا اليوم تنيح القديس متي المسكين. وكان هذا الأب رئيس دير جبل أسوان، وكان ذا فضائل عظيمة. وقد منحه الله نعمه شفاء المرضى وإخراج الشياطين. فمنها أنه قدموا إليه امرأة بها مرض خفي حار في علاجه الأطباء فعلم بالروح حالتها وأمرها أن تقر بخطيئتها أمام الحاضرين. فاعترفت أنها تزوجت بأخوين فاعتراها هذا الداء. فصلي القديس من أجلها فبرأت في الحال. وقد بلغ من فضائل هذا الأب أن الوحوش كانت تتآنس إليه وتتناول طعامها من يده ولما أكمل سعيه تنيح بسلام . صلاته تكون معنا ولربنا المجد دائما أبديا أمين.

يذكر السنكسار القبطى لرينيه باسيه سيرة الأنبا متاؤس الذى هو متى المسكين

فى هذا اليوم تنيح القديس الطوبانى الروحانى أنبا متاوس. وكان من أهل بشناى وربطوه راهب بكنيسة الست السيدة المعروفة بالمقببات، ثم أنه ذهب إلى إسنا وأسفون وصنع عبادات عظيمة وجهاد حسن ولا كان ينام الليل ولا يستقر النهار. وكان يقول الويل لنا فى اليوم المرهوب الذى يجلس فيه الديان وتنتشر المصاحف ويحضر حساب كل واحد قدامه من حين ولدوه إلى تلك الساعة ويجازى بكل ما عمله خيراً كان أو شراً.

يا إخوتى وأحبائى أنا أخبركم أن الوحوش الضارية كانوا يجيئوا إلى عنده فى البرية الجوانية حين كان ساكن فى خزانته ويسجدوا قدامه، ويظهروا لـه أنستهم فيخرج لهم الخبز ويطعمهم وكانوا قد أتوا إليه ذات يوم بصبية حسنة جداً بها شيطان يتعبها وكان يخنقها حتى تزبد وتحرق ملابسها، وكان أهلها يستروها بالجهد. فتقدموا أبهاتها إلى عند الأب متاوس وقالوا لـه لتدركنا رحمتك يا أبونا. فأما هو بكثرة اتضاعه قال لهم من هو متاوس المسكين حتى أنه يخرج الشياطين. خذوا لكم قليل من قنديل البيعة وادهنوا به الصبية وأنتم قائلين باسم يسوع المسيح وأنا أؤمن أنها تبرئ وتستريح. وانهم دهنوها بالزيت فصرعها الشيطان وصرخ قائلاً ما تكف عنى يا متاوس أنت تريد أن تخرجنى من بيتى، أحرقتنى بصلواتك الطاهرة. حى هو اسم الرب المبارك إلى الأبد إنى ما بقيت أعود إليها. وخرج الشيطان وبرأت الصبية وأخذها أصحابها ومضوا إلى بيتهم بسلام ممجدين الله.

وكان ذات يوم صبية وقعت فى خطية عظيمة، فحبلت وعندما كمل لها تسعة أشهر لم تلد كالعادة، فحملوها على دابة وذهبوا بها إلى الدير. فلما وصلوا إلى الدير عرف أبونا بالروح وقال للأخوة قوموا بنا إلى هذين الرجلين، فخرج الأب والأخوة خارج باب الدير، وكان دخان أسود يحيط بالمرأة. فلما وصلوا وتباركوا من الأب قال أأتوا بالصبية. وقالوا يا سيدى الأب لتدركنا رحمتك وانظر إلى هذه الصبية الشقية التى أتينا بها إليك. ودعا الأب الصبية وقال لها أعلمينى خبرك ولا تكذبى أمام الرب. فقالت خطيتى عظيمة لأنى حملت من أخوين، فلما حبلت فى الدفعة الأولى، مضيت إلى رجل ساحر وسقطنى. فنظرته (المولود السقط) كامل فى صفة الناس كلها، فرميته للكلاب وأكلوه. وأقمت فى الزنا خمسة عشر سنة. فقال أنبا متاوس أنا إيش تطلبوا منى، فبسط أبونا يداه وصلى فلما فرغ من صلاته وقال أمين، فتحت الأرض فاها وانحدرت الصبية الشقية قليلاً قليلاً إلى أن نزلت تحت الأرض، وبقى دخان عظيم صاعد من الموضع إلى كمال أربعين يوماً.

وبعد هذا وافت إليه إمرأة من تلك الكورة، وقالت له إذكرنى يا أبى القديس ليهب الله لى ولداً وإذا ما أنا فطمته أتيت به لوقتى نذراً لهذا الدير. فأما أبونا فإنه بارك المرأة وأعطاها بركة الدير. وذهبت إلى بيتها، فحبلت فى تلك الأيام وولدت غلام ودعت اسمه متاوس. وفى ذلك الوقت فرحوا فرحاً عظيماً، أما الطفل فانتشأ وكملت له ثلاثة سنين، ففطمته أمه وقالت أمه لأبيه انهض بنا لنمض إلى العظيم متاوس. ونقدم الطفل لأننا نذرناه، ولما سمع أبوه حزن حزناً شديداً، وأنه قوم الولد باثني عشر ديناراً، وأخذ صحبته المبلغ. ولما وصل إلى الدير سلم على أبونا وقدم له الاثنى عشر ديناراً مربوطة فى صرة وقال يا أبى هذا فدوا عن الطفل الذى أنعم الرب علينا به بصلواتك. فقال القديس أنبا متاوس يا ولدى ليس نبيع ابن الدير بذهب. فدعا القديس الخادم وقال له خذ قفة جديدة وثلاث خيوط ونصف رداء واحملهم فى القفة واملأها خبز واجعل عليها قليل تمر واعطيهم لهذا الرجل. فصنع الخادم كما أمره أبونا أنبا متاوس. فأما الرجل فوصل إلى بيته وقص على امرأته كما قال أبونا القديس أنبا متاوس. وأن الطفل أقام ثلاثة أيام وتنيح، ثم كفنه أبيه بنصف الرداء وربطه بالثلاث خيوط. فقالوا له الناس أنت نذرت هذا الطفل لبيت الله، ثم رجعت فى نذرك.

وكان ذات دفعة أتى إليه أرخن كبير من مدينة إسنا ليأخذ بركته ويستشيره فى كل أموره، وكان قد قال للخولى الذى كان على السواقى الذى له إمض إليهم و آتينى منهم دابة وتعال إلى عند أبينا أنبا متاوس ليصلى علىَّ وعلى أولادى وغيطانى وبستانى. وأما الخولى الذى كان له قد وقع مع إمرأة الحراث الذى فى البستان وقضى غرضه. وانه أوسق دابته من ذلك البستان تفاح وتين وجميع الفواكه فى غير أوانهم وملأ القواديس من كل صنف وأتى بهم إلى القديس الأب أنبا متاوس. وسجد للأرخن وقال كما أمرتنى فعلت كإرادتك. فأمره أن يقدمهم، فلما قدمهم وبعد ساعة قال أبونا هذه رائحة نتنة مثل كلب ميت. فتعجب الجلوس قائلين ليس هاهنا رائحة كريهة عندنا. فتنهد قائلاً هى رائحة نتن متوس قد ملأت كل موضع، لكن أنا متوكل على الله أنه يترآف علىَّ أنا أيضاً إذا رجعت وتبت عن خطاياى وآثامى، لأن الرب رؤوف رحيم صالح كثير الرحمة للذين يتوبون لأنه لا يريد موت الخاطئ إذا هو رجع عن طريقه الشريرة. وهكذا كان يقول عن نفسه حتى يكون فاعلوا الخطية يعلموا بكل ماعملوه. فقام الرجل الخولى قدام كل واحد وسجد على رجلى أبونا القديس أنبا متاوس قائلاً أغفر لى يا أبى أنا المسكين الخاطئ لأنك بار فى زمانك، وأنا هو الذى خطاياى تفوح منتنة مثل الكلب الميت وأنا حقاً الذى أظهر خطيتى. وكان منى لما أرسلنى الأرخن إلى شغله الذى أمرنى به فلما أكلت وشربت قلت للحراث الذى فى الساقية، قم مسرعاً وادعونى بالقرموسى حتى آخذ منه القواديس أملأها فاكهة كما أمرنى الأرخن لأمضى بهم إلى القديس أنبا متاوس. ولما خلى المكان دخل الشيطان فىَّ وقمت من مضجعى ومضيت إلى زوجة الحراث. حى هو الرب إنى ضاجعتها بغير اختيارها وحى هو سيدى يسوع المسيح لى مابقيت أكشف إمرأة إلى آخر حياتى وفروغ عمرى. فقال الأب أنبا متاوس الرب يغفر جميع الخطايا التى فعلتها ويخلصك من كل شر. يا أخوة عجيب هو هذا القديس العظيم حياً وما يستطيع لسانى أن يصفهم، فطوبى لمن يكتب كتاب سيرته ويصفها فى البيعة لكى يشفع فينا عند الرب يغفر لنا خطايانا الرب يرحمنا بصلاته أمين.