6 كيهك: الشيخ والصبية الزانية

السنكسار القبطى اليعقوبى لرينيه باسيه إعداد الأنبا صموئيل أسقف شبين القناطر وتوابعها

اعلموا يا أخوة أنه فى مثل هذا اليوم، أنه كان شيخ عظيم من القديسين جائز دفعة على فندق، فنظر صبية جميلة زانية، فدخل إليها يخلص نفسها. فاحتج أن يفعل بها. فقال لها الشيخ أنا أخاف هنا فأدخلته إلى داخل سبع خزائن وهو فى كل واحدة يقول لها أنا أخاف. فلما تعبت قالت له يا شيخ أنت تتلاهى بى لعلك من الله تخاف. قال لها الشيخ وكأنك تعرفين أن الله كائن. ولما قال هذا صار مثل من يريد أن يخرج ليمضى فأمسكته قائلة لست أخليك إلا أن تأخذنى معك لتخلص نفسى. فقال لها الشيخ بحق تجيئي فقالت له أنا أجيء. فقالت هنا ذهب كثير أتريد أن أأخذه معى. فقال لها الشيخ إن كنتى تريدى فقط أن تخلصى نفسك وتتوبى فماذا تصنعى بالذهب. ولما سمعت هذا قلعت المداس الآخر من رجليها ورمته وجعلت تمشى خلف الشيخ حافية، لأنها فى الفندق أولاً لا يزال المداس فى رجليها فى كل وقت فلما مشت فى الطريق مع الشيخ ولكونها لم تتعود أن تمشى حافية تفلحت رجليها وسال منهم الدم وهى تمشى. وكانت تصبر وتشكر الله. ولما كان المساء وهم يمشون فى الطريق أتوا إلى شجرتين فقال لها الشيخ امضى تحت هذه الشجرة وارقدى، وهو أيضاً مضى تحت الأخرى ورقد.

و فى تلك الليلة رأى الشيخ مناماً كأنه أمسك حمامة ففرت من يديه، وصعدت إلى السماء. ولما كان الصباح مضى الشيخ ينبهها، ليسيروا. فوجدها قد تنيحت فلما وجدها ميتة أنزعج قائلاً يا سيدى خرجت هذه لتتوب وتتعبد لاسمك فلم تمكنها أن تصل لتتوب. فجاء إليه صوت قائلاً: "لا يتوجع قلبك … فإن كنت تشاء أن تعلم أنها قد أكملت توبتها بالحقيقة. وتطيب قلبك على توبتها فارجع إلى الطريق التى جئتما فيها وأنتما تمشيان معاً فأنت تجد توبتها فى المسلك". فلما رجع الشيخ إلى مسلك الطريق كما أمره الله، وجد الطريق مرشوشة دماً من النقط التى نقطت من رجليها وهى صابرة على التعب ولم ترجع إلى خلف لأنها كانت عازمة على التوبة والخلاص. من أجل هذا قبل الله منها عزيمتها بسلام. الرب الإله يرحمنا والجميع بصلاتها. أمين.