3 كيهك: مينا الثاني البابا الحادي والستون

عن: قاموس أباء الكنيسة وقديسيها مع بعض شخصيات كنسية القمص تادرس يعقوب ملطى  نقلاً عن كتاب كشف الأسرار فى تاريخ البطاركة الأحبار.

بنياحة الأنبا ثيؤفانيوس خلي الكرسي المرقسي، وصلي الجميع وذهب الأساقفة والكهنة إلى الأديرة  فأرشدهم الروح إلى راهب ناسك بسيط هو مينا من دير أنبا مقار وموطنه الأصلي صندلا مركز كفر الشيخ، وكان يحمل نفس الاسم قبل الرهبنة، أراد له أبواه الزواج فصمت، فزوجاه فصمت، وبعد إتمام مراسيم الزواج كشف لشريكته مكنونات قلبه في البتولية وشجعها علي ذلك، وفي فجر اليوم التالي للزواج ترك المنزل إلى مغارة قريبة من الدير، فأقام عليه أهله مناحة كبيرة ظنا أنه مات. في الدير ذاعت فضائله ونسكه ووداعته ومواهبه وعمق معرفته وبساطته فرشحه أبوه الروحي للبطريركية ، فأخذوه قسرا إلى الإسكندرية حيث تمت مراسيم السيامة في ديسمبر سنه 956م.

قام البابا الجديد بزيارة رعوية إلى كل بلاد مصر وفي خلالها زار بلده، فاستخدم عدو الخير إنسانا شريرا سأل بمكر إن كان من القوانين ما يسمح للمتزوجين برئاسة الكهنوت، وسرت القصة وعرفها البابا بالروح فاستحضر المرأة التي زوجوها إليه فأعلنت شرف بتوليته وبتوليتها، ودحر عدو الخير وطابت النفوس وهدأت العاصفة.

نقصت مياه الفيضان ثلاث سنوات، انتشرت خلالها المجاعات والأوبئة والأمراض، وعاني الجميع في مصر من الضائقة إلي أن رفعها الله بصلوات الكنيسة. وقد عاصر هذا البابا الجليل" كافور" الذي كان واليا ووصيا علي القاصرين أبناء  الإخشيد، وقد اشتهر كافور هذا بعدله وإنصافه فأقيمت في عهده الاحتفالات الرسمية بالأعياد القبطية .

وانصرف البابا إلى بناء الكنائس وترميمها وإقامة الكتاتيب والمدارس للأطفال وكرس الميرون المقدس في الكنيسة التي أقامها علي اسم مار مرقس في :" محله دانيال" وذلك علي غير العادة التي تجري بتكريسه في الأديرة. وأثناء وجودة في تلك البلدة انتقل إلى الأمجاد السمائية. ونقل حيث دفن في مقابر البطاركة بالإسكندرية. بركة صلواته تكون معنا أمين.

ملاحظة:  لم يذكر تاريخ النياحة فى جدول البطاركة حسب كتاب: تاريخ الآباء البطاركة للأنبا يوساب أسقف فوه، أو تاريخ البطاركة للأنبا ساويرس ابن المقفع أسقف الأشمونيين. يذكر كتاب تاريخ الكنيسة القبطية للقس منسى يوحنا تاريخ نياحته فى 3 كيهك 687 ش الموافق 975م ويذكر كتاب القمص تادرس يعقوب ملطى تاريخ نياحته فى كتابه قاموس آباء الكنيسة وقديسيها نقلاً عن كتاب كشف الأسرار فى تاريخ البطاركة الأحبار أن نياحته كانت فى 13 نوفمبر 974م (وهذا لا يوافق 3 كيهك) ولا تذكر إيريس حبيب المصرى فى قصة الكنيسة تاريخ نياحته وإن وجدت اختلافات كثيرة فى سنة النياحة أيضاً. ونخلص من هذا أن هذه التواريخ تحتاج لمراجعة وضبط (س.م.)