1 كيهك: يوحنا
السمنودى
البطريرك
الأربعون
عن كتاب:
تاريخ الآباء
البطاركة
للأنبا يوساب
اسقف فوه أعده
للنشر الراهب
القس صموئيل
السريانى (
الأنبا
صموئيل أسقف
شبين القناطر
وتوابعها)
والأستاذ
نبيه كامل.
وأيضاً كتاب:
تاريخ
البطارك
للأنبا
ساويرس ابن
المقفع أسقف الأشمونيين.
إعداد: الأنبا
صموئيل أسقف
شبين القناطر
وتوابعها
ولما
تنيح أنبا
اغاثون
أجلسوا يوحنا.
وكان تاوضوسيوس
الخلقدوني قد
وضع يده على
الكل حتى أنهم
لم يجدوا
الخبز
يأكلونه فى
يوم وفاته.
لأنه ختم على
كل ما له وعلى
جميع ما عندهم
إلى أن انتقم
منه الرب
بضربة صعبة فى
أحشائه وهى
علة
الاستسقاء،
وصار يأكل كل
يوم أثنى عشر
رطل خبز
وأربعة
وعشرين رطل لحم
وقرطاس بن وزق
نبيذ ولا يشبع
ولا يروى ومات
موتا سوء،
وبقى ابنه
متولي ديار
مصر مكانه وكان
صديق الأب
يوحنا.
ومات
ملك الروم
وقام مكانه
أغسطس. فقام
عندهم راهب
وقال إن كنتم
على أمانة
خلقدونية
حقاً
فاعترفوا
بالمسيح أنه
طبيعتين
وشخصين
ومشيئتين
وارادتين. فوقع
بينهم خلاف
وقاموا عليه
ونفوه.
ومضى
هذا الملك إلى
صقلية بعد
زمان فقتل
هناك ذبحاً
بيد استاذ له
من استاذيه.
وملك بعده اسباسيانوس،
وخافت منه
المسلمين
فقام واحد من
المسلمين اسمه
مروان، وكان
جبار متولي
البلاد وجعل
ولده عبد
العزيز علي
مصر فلما جاء
إلى
الإسكندرية
ولم يعلم به
البطريرك،
سعوا فيه
أقوام انه لم
يخرج يتلقاك
وقد تكبر.
فأرسل
وعاقبه، وطلب
منه مائه ألف
دينار، وسلمه
لمترسمين إلى
أن يقوم بدفع
المائة ألف
دينار. فتسلمه
صاحب برج اسمه
سمد رجل ليس
فيه رحمة،
قاسى القلب
مملوء سوءاً،
فتسلمه أول
يوم جمعة
الفصح فأخذه
ومضى به إلى
منزله ليعذبه
حتى يقوم
بالمال. وبدأ
يطلب منه
المال. فقال
له البطريرك
بسكينة وهدوء
تطلب من مائة
ألف دينار وما
معى منها مائة
ألف درهم. فإن
إلهى لم يجعل
فى شريعتى أن
أترك معى
شيئاً ولا
أقتنى مالاً
قط لأنه أصل
كل شر. فما شئت
أن تفعل فافعل
جسدى بيدك
ونفسى وجسدى
معاً بيد سيدى
يسوع المسيح.
فلما سمع الكافر
ذلك غضب جداً
وصر أسنانه
على القديس وأمر
أن يحضر له
قصرية نحاس
مملوءة جمر
نار ويجعل
رجلاه فيها
حتى يقول أنه
يقوم بالمال.
والله
مدبر عبيده
أنزل فى تلك
الليلة على
زوجة الأمير
عبد العزيز
أمراً صعباً
حتى إنها قلقت
وانفذت
استاذها إلى
سمد وقالت له
احذر أن تفعل
سوءاً برجل
الله
البطريرك
الذى سلموه لك،
لأنه قد
أصابتنى
بسببه بلايا
عظيمة فى هذه
الليلة. فأخلى
سبيله بغير
إرادته.
فمضى
سمد إلى
الأمير
واجتمع به
فقال له
الأمير إياك
أن تمس
جسده…لكن مهما
قدرت عليه خذه
منه بلطف.
وبدأ ينازله
في المقدار
حتى وصل إلى
عشرة آلاف
دينار
فقبلوها كتبة
الديوان
وقسطوها عليهم
وعلي
الأساقفة.
وأخذوه بمجد
وكرامة وكانت
جمعة الفصح
وكمل قداس
الماء وغسل
أرجل الشعب.
وكان
البطريرك رجل
مقبول الصورة
حسن المنظر لا
يقدر أحد أن
يتكلم قدام
شخصه من النور
الذى علي
وجهه. ورجع
إلى يديه
الكثير من
المخالفين
إلى الأمانة
المستقيمة،
وبنى كنيسة
مرقس الإنجيلي
في ثلاثة سنين
أحسن ما يكون
من البهاء،
وسأل الرب من
أجل من يكون
بعده بطريرك،
فأعلمه عن
اسحق الراهب
بدير أبو مقار
تلميذ أنبا
وخاريوس أسقف
سخا فأحضروه
وبقي عنده
يساعده. وكان
هناك غلاء
لمدة ثلاث
سنين، وكان
الأب يقدم
لضعفاء
المدينة في
هذه المدة كلها
قوتهم مرتين
في الجمعة،
ويدفع لهم
دراهم وكانت
طاحونة الكعك
لا تبطل لا
ليلاً ولا نهاراً
بل تعمل
للمنقطعين
وكان كثير
الصدقة فكان
يدفع صدقات
كرمل البحر.
وقد
لحقه وجع فى
رجليه من
النقرس وتعذب
فى ذلك كثيراً
جداً. ثم صار
عبد العزيز
إلى مصر فخرج صحبته
إلى أن وصل
إلى مصر فلحقه
نخس فى جنبه فأخبروا
الأمير بذلك
فحزن عليه.
وعاد البطريرك
وهو متوعك فحملوه
إلى كنيسة
مارمرقس ووقف
قدام المذبح وقال
صلاة الشكر ثم
غاب عن الوعى
فحمل إلى قلايته
واسلم الروح
في أول يوم من
كيهك وأقام
علي الكرسي
سبعة سنين
ونصف. بركته
تكون معنا.
أمين.