30 هاتور: قفرى والثلاثة جمال 

اعلموا يا أخوة أن فى مثل هذا اليوم قال بقطر إنى كنت أعرف رجل قيم فى بيعة على اسم السيدة العذراء بقرية من أعمال الغربية، وكان قد شاخ وكبر وقدم ولده موضعه. وكان للبيعة مال عظيم وأوانى. وإن القيم أدركه الموت ومات بغتة ولم يعرف أحد موضع الأوانى والأموال. فأما أسقف الكرسى فإنه ثقل على الصبى ولد القيم وطلب منه الآنية. وقال له احضر لى الآنية وأمامك  ثلاثة آيام وإلا سلمتك للسلطان. وإنه بكى بكاءً مراً وقال لزوجته دعينى أقوم وانطلق إلى الشيوخ بشيهات وامر على  المواضع. وإنى توجهت إلى الرهبان الفضلاء، فقالوا …نحن نشير عليك أن تمضى إلى الرفيق وتجتمع بقفرى الجمال فهو يعلمك بالمكان. أما أنا فقمت وسرت إلى سمنود فوجدت الرجل وله ثلاثة جمال فضافنى وقمت عنده تلك الليلة. فقلت له ما آكل طعام حتى تطلعنى على الموضع الذى فيه قماش البيعة. فقال لى نهار الغد أقول لك وامضى بسلام. وإنه أخرجنى إلى بيت فى مناخ الجمال لأنام فيه. وبينما أنا نائم سمعت صوتاً رقيقاً يسبح فقمت من البيت الذى كنت نائم فيه، وتطلعت فأبصرت الثلاثة جمال يصلون مع قفرى صاحبهم ويسجدوا لسجوده ويقوموا لقيامه، وصرفوا تلك الليلة سهارى، ولما كان الصبح تقدم إلى الجمال ومسحهم وشد رحالهم لينطلق إلى الغيط ليحمل الجمال. فقلت له يا أبى أنا أمضى معك اليوم إلى الغيط أساعدك لأنى شاب وأنت رجل شيخ. فقال لى يا ولدى هذا إليك. فركبت معه وأتيت إلى موضع فيه كتان مربوط حزماً. أما أنا فأخذت أحد الجمال واعتقت فى الوسق وأوقرته أكثر من الطاقة وشددت عليه وطلبت أن يقوم فلم يقوم، ولم يطبق وتحرك ثلاثة دفوع ولم يقدر يقوم بالحمولة. فأخذت عصاه وتقدمت لأضربه واحرقته بالمطرقة وانه استغاث بلسان فصيح قائلاً يا أبى قفرى لم تركت هذا يؤذينى لأنه حملنى ما لاطاقة لى به، وهوذا أنت تبصر وهو يضربنى فخلصنى منه لئلا أطالبك أمام الله. فقال لى قفرى: يا ولدى لم فعلت فعلت هذا. وأمرنى أن أخفف عنه. ولذلك كثر تعجبى كيف الجمال يتكلمون بلسان فصيح. وأوسقنا الجمال وأتينا إلى القرية وحل الجمال وتقدم ومسحهم بيده وأعلفهم، وأنه قدم لى طعاماً وشراباً فأكلت وشربت ورأيت فعله. ولما كان فى اليوم الرابع سألته عن حاجتى فشدد على وأوصانى باسم الرب يسوع المسيح أن لا أخبر أحد بما شاهدت إلا بعد وفاته. فوافقت. فقال لى امض إلى بلدك وادخل البيعة التى لك واعتمد إلى الجانب الغربى بين الهيكل والحلق الصغير فارفع البلاطة التى تحت رجلى الشماس فتجد باب المكان وهو مغارة بوسع ما تدور على البيعة وفيها ما خلف أبوك وغيره ممن سبقه. أما أنا فأتيت وعرفت زوجتى بما رأيته من القديسين وأنى عمدت إلى الموضع وفتحته ودهشت لما فيه من الأموال. وأخرجت مال البيعة وأحضرته أمام الأسقف فشاهده، وحملته. ولما مات الأسقف وكرزوا غيره كنت قد شخت وكبرت. وإننى مضيت إلى أنبا يوحنا البطريرك فعرفته بالمال فحضر معى إلى البيعة وأخرجت له المال وسلمته إليه وبريت ذمتى منه فحمله إلى مدينة الاسكندرية. والمجد لله دائماً.