27 هاتور:
شهادة القديس
يعقوب المقطع
في
هذا اليوم
استشهد
القديس يعقوب
المقطع، وكان
من جنود سكراد
بن صافور ملك
الفرس، ولشجاعته
واستقامته
ارتقي إلى
أسمي الدرجات
في بلاط
الملك. وكان
له لدي الملك
حظوة وداله،
حتى أنه كان
يستشيره في
كثير من
الأمور. وبهذه
الطريقة أمال
قلبه عن عبادة
السيد المسيح.
ولما سمعت أمه
وزوجته
وأخته، أنه
وافق الملك
علي اعتقاده،
كتبن اليه
قائلات:
"لماذا تركت
عنك الإيمان
بالسيد
المسيح،
وأتبعت
العناصر المخلوقة،
وهى النار
والشمس. ألا
فاعلم أنك
لبثت علي ما
أنت عليه،
تبرأنا منك
وحسبناك
كغريب عنا".
فلما قرأ
الكتاب بكي
وقال: "إذا كنت
بعملي هذا قد
تغربت عن أهلي
وجنسي، فكيف
يكون أمري مع
سيدي يسوع
المسيح". ثم
ترك خدمة
الملك وانقطع
لقراءة الكتب
المقدسة .
ولما
انتهى أمره
إلى الملك
دعاه إليه،
وإذ رأي تحوله
أمر بضربه
ضربا موجعا،
وانه إذا لم
ينثن عن رأيه
يقطع
بالسكاكين،
فقطعوا أصابع
يديه ورجليه،
وفخذيه
وساعديه،
وكان كلما
قطعوا عضوا من
أعضائه يرتل
ويسبح قائلا:
ارحمني يا
الله كعظيم
رحمتك. ولم
يبق من جسده
إلا رأسه
وصدره ووسطه.
ولما علم بدنو
ساعته
الأخيرة سأل
الرب من أجل
العالم
والشعب لكي
يرحمهم
ويتحنن عليهم،
معتذرا عن عدم
وقوفه أمام
عزته بقوله:
"ليس لي رجلان
لكي أقف
أمامك، ولا
يدان أبسطهما
قدامك، وهوذا
أعضائي
مطروحة حولي،
فأقبل نفسي إليك
يارب". وللوقت
ظهر له السيد
المسيح وعزاه وقواه
فابتهجت نفسه.
وقبل أن يسلم
الروح أسرع أحد
الجند وقطع
رأسه. فنال
إكليل الشهادة
. وتقدم بعض
المؤمنين
وأخذوا جسده
وكفنوه ودفنوه
.
فلما
سمعت أمه
وأخته وزوجته
بذلك فرحن
وأتين إلى حيث
الجسد وقبلنه
وهن يبكين،
ولفنه بأكفان
فاخرة، وسكبن
عليه أطيابا
غالية. وبنيت
له كنيسة ودير
في زمن
الملكين
البارين
أركاديوس
وأنوريوس.
ولما
علم ملك الفرس
بذلك، وبظهور
الآيات
والعجائب من
جسد هذا
القديس وغيره
من الشهداء
الكرام، أمر
بحرق سائر أجساد
الشهداء في كل
أنحاء
مملكته، فأتى
بعض المؤمنين
وأخذوا جسد
القديس يعقوب
وتوجهوا به إلى
أورشليم
ووضعوه عند
القديس بطرس
الرهاوي أسقف
غزه، فظل هناك
حتى ملك
مرقيان الملك
الذي اضطهد
الأرثوذكسيين
في كل مكان،
فأخذ القديس
بطرس الأسقف
الجسد وحضر
إلى الديار
المصرية،
ومضي به إلى
البهنسا،
وأقام هناك في
دير به رهبان
قديسون. وحدث
بينما هم
يسبحون وقت
الساعة
السادسة في
الموضع الذي
فيه الجسد
المقدس، أن
ظهر لهم
القديس يعقوب
مع جماعة من
شهداء الفرس
واشتركوا
معهم في
الترتيل
وباركوهم،
وغابوا عنهم
بعد أن قال
لهم القديس
يعقوب إن جسدي
يكون ههنا كما
أمر الرب.
ولما أراد
الأنبا بطرس
الأسقف
العودة إلي
بلاده حمل
الجسد معه.
ولما وصل إلى
البحر اختطفت
من بين أيديهم
إلى المكان
الذي كان به.
صلاته
تكون معنا.
ولربنا المجد
دائما أبديا
أمين.
من سيرة
الشهيد يعقوب
الفارسى
الملقب بالمقطع
(مترجم)
وصدر
الحكم عليـه
بغرض تخويف
غير المؤمنين
من أهل الفرس
ولمنعهم من
ترك الإيمان
الوثنى كما
فعل يعقوب.
وكان الحكم
بتقطيع
أعضاءه عضواً
عضواً .أُقتيد
القديس إلى
مكان تنفيذ الحكم
وتبعه أُناس
كثيرون من
النبلاء
والجنود وجمع
عظيم من
المدينة،
كلهم أرادوا
أن يشاهدوا
آلامه وموتـه.
طلب القديس
وقتاً للصلاة وصلى
ثم ربطوه على
الأرض
وابتدأوا
يعيرونـه … وفى
الحال أمسك
الجنود بيد
القديس
اليمنى وقطعوا
إصبع
الإبـهام. وفى
هذه الأثناء
رفع هذا
المبارك نظره
إلى فوق وصرخ:
"أيـها الرب
إلهى، معينى
ورجائى
القادر، الذى
يطرد
الشياطين بإصبعه
وحده، إقبل
إبـهامى كغصن
من شجرة مقطوعة
بإيعاز من
الشيطان! إظهر
لى رحمتك
لأنـه إذا
قُلم غصن فى
الكرمة،
فالكرمة تكبر
أوراقها
وتنمو أقوى
وتثمر ثمراً
وفيراً".
ثم
أمسك
المعذِّبين
بالقديس
وقطعوا
إصبعاً ثانياً.
فقال يعقوب:
"أقبل غصناً
ثانياً من الكرمة
التى غرستـها
يمينك يارب"(
مزمور 79 ) وبقى وجه
القديس
بـهياً
وممتلئ من
بالفرح كما لو
كان يشعر
بسعادة عظيمة.
ثم
قطعوا إصبعاً
ثالثاً، فقال:
"لأنى قد تحررت
من إغراءات
العالم
الثلاثة شهوة
الجسد وشهوة
العيون وتعظم
المعيشة (1 يو 2 )
فأنا أبارك
الآب والابن
والروح القدس.
أعترف بك يارب
مع الثلاث فتية
الذين نجوا من
النار وأسبح
أسمك أيـها
المسيح فى
خورس
الشهداء".
ثم
بتروا الإصبع
الرابع فطفق
يقول: "يا من
تقبل تسبيح
الأربعة
حيوانات غير
المتجسدين
اقبل تألم إصبعى
الرابع
المقطوع حين
اعترف باسمك
القدوس".
ولما
قطعوا إصبعه
الخامس قال
يعقوب: "هذا
وقت فرح لى
مثل عُرس
الخمس عذارى".
وقبل أن
يقطعوا أصابع
يده اليسرى
بدأ المعذبون
يقولون له: "ارحم
نفسك يا
يعقوب. لا
تتسبب فى موتك،
بل نفذ إرادة
الملك. مازالت
أمامك فرصة للشفاء
أليس من
الأفضل أن
تبقى حياً
بدلاً من أن
تتألم بـهذا
العذاب
وتموت؟!"
فرد
عليـهم
القديس
بالرفض وصلى
مرة أخرى للسيد
المسيح. بعد
هذا قطعوا
إصبع
الإبـهام من
يده اليسرى
فقال يعقوب:
"أشكرك يا
يسوع المسيح جداً.
لأنك سمحت لى
أن أُقدم لك
إصبعى
السادس، يا من
فى اليوم
السادس وفى
وقت الساعة
السادسة بسطت
يديك
الطاهرتين
على الصليب".
ولما
قطعوا إصبعه
السابع قال
يعقوب: "مرة
سبحتك شفتا
داود كل يوم
من أيام
الأسبوع على
أحكام عدلك،
والآن قد قُطع
إصبعى
السابع، فى
هذا اليوم لذا
أُمجدك على
رحمتك".
وعندما
كانوا يقطعون
إصبعه الثامن
كان يقول: "يا
من تفضلت
واختتنت فى
اليوم الثامن
بحسب الناموس،
الآن أنا
أحتمل قطع
إصبعى
الثامن، لكى
إذا ما ابتعدت
بعيداً عن
صحبة الأشرار
أقدر أن أحدق
فى وجهك
الأقدس لأنى
كما يشتاق الأيل
إلى جداول
المياه تشتاق
نفسى أن
تنظرك".
ثم
قطعوا إصبعه
التاسع فقال
القديس: "يا
مسيحى يا من
فى الساعة
التاسعة
أسلمت روحك
على الصليب فى
يدى أبيك، إنى
أعانى آلام
قطع إصبعى
التاسع وأقدم
لك الشكر لأنك
حسبتنى أهلاً
أن أمدد هكذا
وأحتمل تمزيق
أعضائى من أجل
أسمك". وهكذا استمر
الشهيد يسبح
الرب حتى
قطعوا آخر
إصبع له فقال:
"سأسبحك
بقيثارة ذات
عشرة أوتار يا
الله وأشكرك
لأنك سمحت لى
أن أتألم بقطع
أصابع يدىَّ
من أجل
الوصايا
العشر التى
كتبتـها على اللوحين".