26
هاتور: سيرة
وآلامات أمنا
القديسة بين
القديسات
سيسيليا
التى من روما
مترجم من
كتاب
The Lives of the Holy Women
Martyrs
قامت
بالترجمة من
اللغة
الإنجليزية د.
مرفت اسكندر
فى 2 يناير 2000م 23
كيهك 1716ش
فى
السنكسار
القبطى يذكر
أسمها
"كيليكيا" ولكننا
سنكتب اسمها
سيسيليا (Cecilia) حسب
الأصل
الأنجليزى
المترجم عن
اليونانى
القديسة
سيسيليا
الشهيدة
والذين معها
أى فاليريان و
تيبوريتوس
جاهدوا فى
أيام حكم الإمبراطور
الاسكندر
ساويرس (222-235م).
ولدت سيسيليا
فى روما من
أبوين من أصل
شريف مع أنهم
كانوا من عبدة
الأوثان. ومع
هذا كانت
الفتاة منذ
صغرها تكرم
المسيح لأنها
بالفطرة كانت
فطنة وعاقلة
وحكيمة. وقد فهمت
أن الأوثان
التى بلا روح
ليست فقط
حماقة بل حيلة
ماكرة لخداع
واقتناص
النفوس. وهكذا
إذ أنها
كرهتهم كشئ
عديم النفع
ومثير
للاشمئزاز،
فقد اشتهت
وأحبت المسيح
بكل نفسها
كمعطى
الخيرات
الحقيقى
ومخلص الجميع.
فى كل لحظة ممكنة
كانت ـ خالدة
الذكر هذه ـ
تصوم وتعمل
ميطانيات
وتصلى فى
الخفاء، تسرف
فى الصدقات،
وتسلك
بالفضيلة. بل
وأكثر من هذا
فقد لبست
ثوباً ليفياً
خشناً على
جلدها حتى
تقمع حركات
الجسد وتخضعه
للروح.
والدا
القديسة
سيسيليا، كانا
غير عالمين
بتقواها
ومعرفتها
الإلهية،
ولذا قررا أن
تُخطب إلى
فاليريان
الوثنى الغنى.
وبالرغم من
أنها لم تشته
الزواج
ولكنها كانت
ترجو أن توصله
إلى التقوى
المسيحية.
ولذلك فقد
وافقت على
الزواج.
ومع
هذا لم يكن
عقلها ولا
قلبها فى حفلة
العرس. إذ
بينما كان الآخرون
يغنون
ويرقصون، كما
هى العادة فى
العالم كانت
هى تدخل
حجرتها مرات
عديدة،
بمفردها، وهناك
كانت تسجد على
الأرض وبدموع
تصلى إلى السيد
المسيح كى
يمنحها نعمة
وقوة لتحفظ
بتوليتها
بغير انثلام.
وسألت أيضاً
من أجل زوجها
لكى يؤمن.
والرب الذى
يريد خلاص
الإنسان وأن الجميع
يأتون إلى
معرفة الحق،
منح بتدبيره كل
ما اشتاقت
إليه الفتاة.
ولما
مضى المدعون
كان فاليريان
وسيسيليا وحدهما
فى حجرة العرس
وإذ كان يعد
نفسه للنوم قالت
له الفتاة
الحكيمة:
"إقسم لى أنك
لن تبوح بما
سأخبرك به
وأنا سأعلمك
سراً عظيماً".
حينئذ حلف لها
أنه لن يفشى
بسرها إلى أى
إنسان فقالت:
"اعلم ان لى ملاكاً
مخوفاً
وعجيباً من
عند الله يحرس
جسدى بعناية
حتى لا يدنسنى
إنسان. والآن
إن هو رأى أنك
تريد أن
تلمسنى بدافع
شهوة جسدية
فسيغضب ويقتلك
فى الحال.
وبذلك تفقد
زهرة شبابك.
ومع ذلك، إن
هو رأى أنك
تحبنى بطهارة
ونقاوة كأخت
لك، هو سيحبك
كما يحبنى
وسوف يظهر لك
ذاته !"
تعجب
الشاب من
كلامها وقال:
"إذا أردتِ أن
أصدقك فاظهرى
لى هذا الحامى
السمائى. وإن
كان بالحقيقة
ملاكاً، فأنا
سأفعل كل ما
تأمرينى به من
الآن
فصاعداً".
فأجابت
قائلة: "إذا لم
تطهر نفسك
أولاً من دنس الأوثان
ثم تعتمد بإسم
الثالوث
القدوس الآب
والأبن والروح
القدس وتؤمن
بالإله
الواحد
المثلث الأقانيم،
حينئذ تستحق
أن ترى
ملائكته
النارية".
فأجاب
فاليريان:
"ومن يقدر أن
يطهرنى ؟"
أجابت
الفتاة: "اخرج
من المدينة
وبقرب الميل الثالث
لطريق أبيَّا
فى ذلك المكان
الموحش الذى
يسكن فيه
الفقراء
المُعدمين.
وعندما تجد
فقيراً يسألك
صدقة فاسأله
بالنيابة عنى
ـ لأتهم يعرفوننى
إذ قد أعطيتهم
صدقات مرات
كثيرة ـ أن يوصلوك
إلى أوربان
رئيس
الأساقفة .
ويمكنك أن تبوح
له بالسر، وهو
سيقوم بعمل
اللازم.
وحينئذ سوف
تعاين
الملاك".
فقام
فاليريان
وذهب إلى الأب
الروحى وشرح
له الأمر
بالتفصيل.
استقبل
الأسقف
فاليريان
بفرح، ثم أحنى
ركبتيه وصلى
بدموع للرب
قائلاً:
"أشكرك أيها
السيد يسوع المسيح،
باذر
النقاوة،
الذى، يامن
أنرت على عبدك
فاليريان
الذى كان
سابقاً مثل
أسد وحشى الذى
تعلم على
يدىَّ عروسك
التى بلا عيب
"سيسيليا"
وأصبح مثل حمل
وديع".
وبعد
أن انتهى من
صلاته، ظهر
شيخ وقور
لابساً حلة
بهية،
وحاملاً فى
يديه كتاباً
فيه كتابة بحروف
ذهبية. فسقط
فاليريان من
الخوف على الأرض
كميت. فأقامه
الشيخ قائلاً:
"أقرأ هذا
الكتاب
وأخبرنى إذا
كنت تؤمن أن
ماهو مكتوب هو
حق". وكان مكتوب
فى الكتاب
"واحد هو الله.
واحد هو إيمان
المسيحيين.
واحدة هى
المعمودية
المقدسة ".
وعند قراءة
هذه الكلمات
ذُهل الشاب
وصرخ بصوت
عالِ: "إنى
أؤمن بهذه
الأشياء من كل
قلبى" ثم
اختفى الشيخ.
وبفرح نال
فاليريان
المعمودية
المقدسة على
يدىَّ
أوربان.
وعندما
رجع فاليريان
ـ الذى استنار
حديثاً ـ وجد
سيسيليا تتحدث
مع ملاك مقدس.
لقد أحضر
الملاك معه من
الفردوس
إكليلين من
ورد عطرى
الرائحة
وزهور السوسن.
وأعطى واحداً
لفاليريان
والآخر
لسيسيليا
قائلاً:
"احفظوا بلا
دنس النفس
والجسد، هذه الأكاليل
العجيبة
والمختارة
المرسلة لكما من
السيد المسيح
من الفردوس.
وكعلامة
أكيدة أن هذه
الأكاليل
سمائية وليست
أرضية، أن
عطرها لن يقل
وأوراقها لن
تذبل. وأكثر
من هذا، لن
يرى أحد هذه
الأكاليل إلا
من يحفظ
الفطنة
والحكمة
ويؤمن
بالمسيح
مثلكما. والآن
يا فاليريان اسأل
ما تتمنى حيث
أنك صدقت
المشورة
البناءة
للنفس التى
أعطتها لك
زوجتك".
فأجاب
فاليريان
الملاك
قائلاً: "إنى
لا أشتهى ولا
أتعطش لشئ
أكثر من أن
يؤمن أخى
بالسيد المسيح
حتى يشترك فى
هذه النعمة".
أجاب
الملاك: "وهذا
أيضاً يشتهيه
المسيح وهو سيجيب
طلبتك حتى
أنكم سوياً
تأتون إلى
الفردوس
سريعاً".
وفى
نفس الساعة
أتى
تيبورتيوس
أخو فاليريان
ودخل الحجرة
التى كان
فاليريان
وسيسيليا
يتحدثان فيها.
لقد اشتم
الرائحة
الذكية
الحلوة
والمبهجة وتعجب.
ثم سأل
فاليريان:
"ماهذا
العبير غير العادى
الذى لا يشبه
أى شئ أرضى؟"
أجاب
فاليريان:
"لقد تضرعت
إلى الله من
أجلك إن أنت
آمنت به كما
نؤمن نحن، أن
تعاين
إكليلين
جميلين من زهور
عطرة وقد
أُحضروا من
الفردوس
اليوم".
فقال
تيبورتيوس:
"كيف يمكن أن
يحضروا لكم
هدايا من
الفردوس؟"
أجاب
فاليريان:
"صدقنى ياأخى
الحبيب، إننا
إلى الآن كنا
عميان وجهال
ونعبد
أوثاناً صماء لا
روح لها،
أعمال
الشياطين والرجاسات
الباطلة. إن
الإله
الحقيقى هو
فوق فى
السموات الذى
خلق كل العالم
ويحكم كل الأشياء
المرئية وغير
المرئية".
ثم
سأل
تيبورتيوس:
"كيف تعلمت
مثل هذه
الأسرار
الخفية
والعجيبة ؟"
أجاب
فاليريان:
"ملاك الرب
أعلنها لى من
خلال طهارة
الروح وصلاح
"سيسيليا".
وهو أيضاً
سيهبك أن تراه
أن اعتمدت على
اسم المسيح الذى
صلب من أجل
الخطاة. ولذلك
يجب عليك أن
تزدرى
بالأوثان
الشريرة
الفارغة".
ولكن
تيبورتيوس
أجاب: "إنى غير
قادر أن أفهم
كلماتك".
حينئذ
قالت سيسيليا:
"إنى أتعجب
جداً كيف أنك لا
تعلم أن
الأوثان مثل
الأموات
والأجساد التى
بلا حياة.
بالرغم أنهم
يظهرون أن لهم
أيدى وأرجل
ولكنهم لا
يعملون ولا
يشعرون".
هذا
وغيره الكثير
مما قالته
الفتاة
القديسة التى
قادت
"تيبورتيوس"
إلى التقوى
حتى أنه اعترف
بالمسيح كإله
حقيقى. ثم
عانقته
سيسيليا وقبلته
على جبهته
قائلة: "الآن
سأعترف بك كصاحب
قرابة حقيقية
لى لأنك تؤمن
بالإله
الحقيقى وتزدرى
بالأوثان
الكاذبة
الحمقاء.
ولذلك اذهب مع
أخيك لتجد
أوربان رئيس
الأساقفة حتى
يمنحك المعمودية
المقدسة".
فقال
لها
تيبورتيوس:
"لقد سمعت
الحاكم يتكلم حين
أمر بالبحث عن
أوربان أنهم
سيقودوه إلى ميتة
صعبة. ولذلك
أخاف إذا
وجدنا فى
صحبته أن
يسجنوننا
ويقتلونا
معه".
فقالت
الفتاة: "إذا
لم يكن هناك
حياة بعد الموت،
كان لنا الحق
أن نشتهى هذه
الحياة
الحاضرة لأنها
الحياة
الوحيدة لنا.
ولكن إذ أننا
ذاهبون إلى
حياة أخرى
لنفرح ونسر مع
السيد إلى الأبد،
فلا يليق أن
نخشى موتاً
مؤقتاً".
فأجاب
تبيوتيوس: "لم
أسمع أبداً عن
حياة أخرى".
فأردفت
العذراء
سيسيليا: "هذه
الحياة الحاضرة
مليئة
بالضيقات
والآلام
والهموم.
وبعدها موت
حتمى ينقل
النفس البارة
غير المائتة
إلى فرح لا
ينتهى. ولكن
الخاطئ يحمل
إلى أحزان لا ترحم
وعذاب لا
يتوقف".
حينئذ
سأل
تيبورتيوس:
"هل قام أحد من
الموت وأخبر
بهذه البشارة
المفرحة
للأحياء؟"
أجابت
سيسيليا: "إن
الله القادر
وخالق الكل أرسل
ابنه إلى
العالم. تجسد
من الروح
القدس وصار
إنساناً
آخذاً جسداً
من كلية
القداسة العذراء
مريم وقد صنع
معجزات
عظيمة، أقام
الموتى، شفى
المشلولين
وجميع الأمراض
الأخرى. مشى
على الماء كما
على الأرض، أعطى
نوراً
للعميان
وأعمالاً
أخرى عجيبة
عملها بقوته
الإلهية
العظيمة".
ثم
تكلمت
سيسيليا عن كل
أعمال السيد
الأخرى العظيمة
وعن صعوده وفى
النهاية قالت
الفتاة الحكيمة
لتيبورتيوس:
"إذا أمنت بكل
هذه الأشياء
بكل قلبك
وازدريت بما
هو زمنى، فسوف
ترث الخيرات
التى تبقى إلى
الأبد، وتفرح
فى ملكوت
السموات مع
السيد المسيح.
وإذا فضلت
الملذات
الوقتية،
والمجد الباطل،
والغنى
الفاسد،
فستموت غداً
وتذهب للعذاب
الأبدى ".
فسقط
تيبورتيوس
عند قدمى
الفتاة
القديسة باكياً
وقال: "أرى أن
كلماتك ليست
كلمات إنسان
ولكنها نطقاً
ملائكياً.
لنذهب يا أخى
فاليريان إلى
ذلك الرجل
القديس حتى
يعمدنى بسرعة
حتى أرث
الحياة
الأبدية !"
ذهب
الأخوان إلى
رئيس
الأساقفة
وأعلنوا له الأمر.
فعمد أوربان
تيبورتيوس
الذى نال
مواهب روحية
عديدة
بالمعمودية
المقدسة ومن
ضمنها رؤية
الملاك.
وفى
ذلك الوقت كان
فى روما حاكم
قاسى وعنيف يدعى
دالماتيوس
وقد أخضع
المسيحيين
لعقوبات متنوعة.
وبعد ذلك
يميتهم بلا
رحمة ويقطع
أجسادهم فى
العراء ولا
يسمح بدفنها.
وقد استخدم
هذه الأساليب
غير
الإنسانية
حتى يُدخل
الخوف فى قلوب
المسيحيين
الأمناء حتى
لا يعترفوا
باسم المسيح
الممجد.
فاليريان
وسيسيليا
وتيبورتيوس
الشجعان مضوا
ليلاً ودفنوا
الأجساد سراً.
هؤلاء الثلاثة
القديسون
كانوا يجزلون
العطاء
والصدقات على
المسيحيين
الذين
اختبئوا
خوفاً من
الوثنيين.
ليالى عديدة
مرت عليهم وهم
يكفنون الأجساد
كعادتهم. ولكن
فى ليلة ما رآهم
بعض الناس
وأبلغوا
الحاكم. فأمر
دالماتيوس
بحبس الأخوين.
وأسلموهم
لمأمور من عند
الأمبراطور
ليحرسهم يدعى
مكسيموس.
فى
الصباح مضت
سيسيليا إلى
السجن
لتشجعهما وقالت:
" الآن
ياجنديا
المسيح قد
جاءت الساعة لُتظهرا
شجاعتكما.
لذلك لا
تتراجعا أمام
الموت
الزمنى، بل
جاهدا بحسب
القانون حتى
تفوزا
بالإكليل غير
المضمحل من يد
الرب".
فى
هذه اللحظة
صدر أمر
لمكسيموس من
الحاكم أن يُحضر
السجينين إلى
هيكل الأوثان
الذى خارج المدينة،
وإذا رفض
الأخوان أن
يسجدوا للأوثان
فعلى مكسيموس
أن يقطع
رأسيهما. وعند
وصولهم إلى
الهيكل استخف
فاليريان
وتيبورتيوس
بالأوثان
قائلين: "هذه ليست
آلهة بل
شياطين. لذلك
نحن لن نسجد
لصنعة أيدى
الناس،
ولكننا نسجد
ليسوع المسيح
وحده، الإله
الحقيقى الذى
صنع السماء
وكل الخليقة ".
ولأنهما
رفضا السجود
للأوثان تقدم
مكسيموس
وقطع رأسيهما.
وهكذا صعدت
روحا
القديسين فاليريان
وتيبورتيوس
إلى العلاء
تحملها الملائكة
مرتلة إلى
السماء. وهذه
الظاهرة
السمائية
رآها مكسيموس
والذين كانوا
فى ذلك المكان
من المتفرجين
اليونانيين.
فآمن عدد منهم
بالمسيح
واعتمدوا .
وعندما
أتى الليل
ذهبت سيسيليا
فى الخفاء مع أكبر
عدد ممكن من
المسيحيين وأخذوا
الأجساد بكل
وقار. ثم
دفنوا
الأخوين القديسين
بكل كرامة كما
يليق .
بعد
وقت أمر طلب
دالماتيوس أن
يستولى على
ممتلكات
فاليريان
وتيبورتيوس
وهكذا علم أن
سيسيليا
أيضاً مسيحية.
فنصحها أن
تجحد المسيح
وتعبد
الأوثان.
ولكنها صاحت
علانية وبلا
خوف: "إنى لم
أعبد الشياطين
قط!" فأمر
دالماتيوس
عبيده أن
يعاقبوها بطرق
متنوعة. ثم
يسجنوها فى
بيت حتى جلسة
الحكم
الثانية.
وبينما
كان الجلادون
يعذبونها
قالت: "إنى يا أخوتى
أفرح بمحبة
المسيح وسط
هذه
التأديبات المرعبة.
أنا أتأسف فقط
عليكم لأنكم
تخضعون لحكام
غير رحومين
وتغضبون
خالقكم
ومخلصكم،
الكلى الصلاح
والرحمة الذى
يمكنه أن ينعم
عليكم
بالحياة
الأبدية".
فقال
لها الجلادون
إشفاقاً
عليها: "لا يكن
الأمر هكذا
أيتها الفتاة
الشريفة
الأصل أن تموتين
هكذا مهانة
ومخزية مثل
أحد المجرمين
أو السارقين
وتفقدين
حياتك
الغالية".
أجابت
القديسة: "يا
عديم العقل
هذا لا يحسب
فقدان للحياة
ولكنه استبدال
حكيم لأنى
أقدم طيناً
بلا كرامة
وسآخذ عوضاً
عنه ذهباً
غالى القيمة.
عوض هذا الموت
الزمنى
والقصير
سأنال حياة
أبدية،
وبدلاً من هذا
العذاب
القليل سأنال
مجداً
أبدياً".
قالت
هذا بالإضافة
إلى كلمات
أخرى نافعة
لخلاص النفس،
نطقت به
القديسة حتى
آمن ـ الحراس
والمتفرجون
ـ بالمسيح
وقالوا: "نحن
أيضاً مسيحيون
من أجل كلماتك
المقدسة
والصحيحة".
وفى
الليل ذهب
الأسقف
القديس إلى
البيت الذى كانت
القديسة تحت
الحراسة فيه.
وبعدما عمد أربعمائة
شخصاً قضوا
الليل كله فى
الصلاة مقدمين
الشكر للرب.
وفى
اليوم التالى
عندما علم
دالماتيوس
بأحداث
الليلة
السابقة غضب
وقال للشهيدة:
"ألا تعرفين
بعد أن بقوتى
العظيمة
يمكننى أن
أقتل كل مسيحى
أجده فى
مقاطعتى؟ ومع
هذا تتجاسرين
وتحولين
خدامى إلى
طريق آخر
وتزدرين
بالأحكام الملكية
التى تأمر
المسيحيين
بجحد المسيح
وتوقير
الأوثان؟"
فأجابت
المجاهدة ـ من
أجل المسيح ـ
بلا خوف: "إن
قوتك وآلهتك
مثل
البالونات
المملوءة
بالهواء إذا
ماثقبها أحد
بدبوس تصير
بلا فائدة".
أجاب
الحاكم: "
اتركى الكلام
الفارغ أيتها
المرأة
الوقحة. إما
أن توقرى
الآلهة وإلا
سأوقع عليكِ
موتاً مؤلماً
وشنيعاً،
لأنكِ أيتها
المتجاسرة قد
ضحكتِ على
زوجك و
تيبورتيوس
وساعدتِ على
موتهم فى غير أوانه".
فأجابت
الشهيدة: "وقع
علىَّ أى كمَّ
من العقوبات
كما تشتهى.
كلما تزيد
تعذيبى تزيد
فرحى وسرورى".
فقاطعها
قائلاً:
"لماذا
تتكلمين بمثل
هذا الغرور
أيتها
المتكبرة؟"
فقالت
هى: "إن
الكبرياء
التى هى خطية
شئ، ولكن السلوك
بشجاعة شئ
آخر. لأنه
بالأحرى
فضيلة وليس عيباً.
هذا لأن كل من
لا يهاب
الموت، بل له
حب المسيح
الإله
الحقيقى، هذا
لا يدعى
متكبراً بل شجاعاً
وباسلاً".
عند
سماع هذا أمر
الطاغية
بإلقائها فى
قدر ماء يغلى.
جمع الخدام كل
ما أمكنهم من
الخشب ووضعوه
تحت القدر حتى
ارتفعت النار.
ومع هذا فقد
تعبوا عبثاً
إذ أن الفتاة
القديسة لم
ينلها أى أذى
بينما كان الماء
يغلى جداً.
بالحق كان
الماء الحارق
مثل الندى
بالنسبة لها.
ولما رأى
الحاكم
الأحمق الذى بلا
إحساس أن
خدامه ابقوا
النار مشتعلة
لمدة يوم كامل
وليلة كاملة
وأن "سيسيليا
" وقفت فَرحة
ومسبحة، ظن أن
هذا من فعل
السحر. ولذلك
أمر بقتلها
وهى فى القدر.
فأسرع
الجلاد
وطعنها بخنجر
ثلاث مرات.
ومضى كل
المتفرجين
تاركين إياها
ميتة. وفى
الليل ذهب
المسيحيون
ليأخذوا
جسدها فى
الخفاء. وإذ
وجدوها حية تصلى
قالت لهم: "لقد
سألت الرب ألا
أموت حتى أكرس
بيتى كنيسة
على اسم السيد
المسيح وأبشر
بالحق".
ولما
رأى المؤمنون
هذه الأعجوبة
غير العادية،
غمسوا ثيابهم
فى دمها الذى
كان يسيل من7
جراحها. فقد
اشتهوا أن
يحتفظوا بها
كدواء لشفاء أمراض
الجسد والنفس.
عاشت الشهيدة
الموقرة
ثلاثة أيام
أخرى تكرز
وتبشر
بالإيمان لكل
من رأته وبذلك
حولت كثير من
اليونانيين الوثنيين
إلى الإيمان.
أثناء
هذا، ذهب رئيس
الأساقفة
أوربان فى الليل
أمام القديسة
وكرس بيتها
كنيسة. وصار
هذا المكان فى
روما موقراً
من الجميع.
ثم
علمت القديسة
سيسيليا
المؤمنين أن
لا يتركوا
الحق وإنما
يحفظوا
الإيمان حتى إلى
سفك الدم.
حثتهم على أن
يحتقروا
العالم الحاضر
كعالم باطل
وزائل حتى
يمكنهم أن
يتمتعوا
بالحياة
الأبدية فى
السموات. وبعد
أن علمتهم
وأكملت كل ما
اشتهته تجاه
الله ، أسلمت
سيسيليا التى
ذاع صيتها
نفسها
المباركة فى
الثانى
والعشرين من
نوفمبر .
فقام
رئيس
الأساقفة مع
الإكليروس
بتكفين جسدها
فى بيتها
بإخلاص
وتوقير. وكان
سكن القديسة
سيسيليا أصبح
مزاراً لآلاف
من الزوار عبر
القرون
المختلفة.
جسدها الذى
بقى سالماً
ولم يفسد
اشتهر بعمل
المعجزات
لمجد الله.
وهى تعتبر
إحدى الشفعاء
من أجل ألحان
الكنيسة .أمين
.