21هاتور:  نياحة القديس غريغوريوس العجائبى

وفي هذا اليوم من سنه 270 ميلادية تنيح القديس غريغوريوس العجائبي، أسقف قيصرية الجديدة ببلاد الروم وهي المدينة التي ولد بها من أبوين غنيين وثنيين. وقد تعلم منذ صغره الحكمة والفلسفة حتى فاق كثيرين من أترابه، ثم شخص إلي بيروت فدرس العلوم اليونانية واللاتينية، ومن هناك مضي إلي قيصرية فلسطين حيث كان العلامة أوريجانوس، فدرس عليه الفلسفة المسيحية. ثم تعلم اللاهوت وتفسير الكتب المقدسة، وقصد مدينة الإسكندرية سنه 235 ميلادية حيث أكمل دراسة ما كان ينقصه من العلوم، وعاد إلى بلدته سنه 237 ميلادية. وفي سنه 239 اصطبغ بالمعمودية المقدسة وأصبح مسيحيا، وإذ تيقن زوال هذا العالم ودوام مملكة السماء، وجه كل اهتمامه إلى العمل علي خلاص نفسه.

ولما علم أن أسقف بلدته يجد في طلبه لمساعدته في أعمال الأسقفية، هرب إلى البرية وتفرغ للصلوات والعبادات الكثيرة لانصرافه عن العالم وأمجاده الباطلة.

ولما تنيح هذا الأسقف طلبوه لتعينه خلفا له فلم يعرفوا له مكانا، وحدث بينما كان الشعب مجتمعا مع القديس غريغوريوس الثاؤلوغوس، إذ سمعوا صوتا يقول اطلبوا غريغوريوس السائح وأقيموه عليكم أسقفا. فأرسلوا من يبحث عنه في البراري والجبال، وإذ لم يعثروا عليه قر رأيهم أن يأخذوا إنجيلا ويصلوا عليه صلاه التكريس، كأنه حاضر ويدعونه غريغوريوس، لأن اسمه السابق كان ثاؤدورس ففعلوا هكذا وقام بهذه الصلاة القديس غريغوريوس الثاؤلوغوس. فظهر ملاك الرب لهذا القديس في القفار قائلا له: قم اذهب إلى بلدك فقد كرسوك أسقفا عليها. ولا تستعف من ذلك لأنه من الله، فلم يتردد في الأمر وقام لوقته ونزل من الجبل وأتي إلى بلدته. فخرج الشعب للقائه بكرامة عظيمة وكملوا تكريسه سنه 244 ميلادية.

وقد أظهر الله علي يديه آيات وعجائب كثيرة حتى سمي بالعجائبي. فمن ذلك أنه كان لأخوين بحيرة يحصلان منها علي مقدار كبير من السمك. وقد وقع بينهما خلاف إذ كان كل منهما يدعي ملكيتها له. ولما لم يتفقا ذهبا  إلى هذا الأب ليفصل لهما في الأمر، فحكم أن يقسم محصولها مناصفة بينهما. وإذ لم يقبلا حكمه، طلب من الله فجف ماء البحيرة، وصارت أرضا صالحه للزراعة. وذاع صيت الآيات والعجائب التي كان يصنعها إلى جميع أقطار الأرض ولما أكمل سعيه تنيح بسلام. صلاته تكون معنا. آمين.