18
هاتور: شهادة
القديستين
أدروسيس و
يوأنا
في
هذا اليوم
استشهدت
القديستان
أدورسيس ويوأنا.
كانت أدورسيس
إبنة
أدريانوس
الملك الوثني،
الذي لشدة
محبته لها صنع
لها مقصورة
خاصة بها
تحتجب فيها عن
أعين الناس.
أما
هي فكانت تفكر
في زوال
الدنيا،
وانتهاء الحياة،
وتطلب ليلا
ونهارا
الهداية إلى
الطريق الصحيح.
فرأت في رؤيا
الليل من يقول
لها استحضري يوأنا
العذراء إبنة
فيلوسوفرون
وهي تعلمك طريق
الرب. فلما
استيقظت
أدروسيس من
نومها شعرت بابتهاج
في نفسها،
وأرسلت إلى
يوأنا فأسرعت بالحضور
إليها،
فقابلتها
الأميرة
وسجدت أمامها
وعانقتها.
وشرعت يوأنا
تقص عليها سبب
تجسد ابن الله
. مبتدئة من
خلقة آدم
وكيفية خروجه
من الفردوس،
ونزول
الطوفان
وتجديد
الخليقة مرة
أخرى، وسبب
عبادة
الأصنام،
وتجلي الله
لإبراهيم.
وخروج بني
إسرائيل من
مصر، وظهور
الأنبياء
ونزول ابن
الله وتجسده
من العذراء،
وخلاصه
العالم من يد
إبليس،
وأوضحت لها ما
يناله الصالحون
من النعم
السمائيه في
الملكوت الأبدية.
فابتهجت نفس
الأميرة
العذراء
كثيرا. وكان
كلام يوأنا
عندها أحلي من
الشهد. فآمنت
بالسيد
المسيح له
المجد، وكانت
العذراوان
تعبدان ليلا
نهارا بأصوام
وصلوات. وفي
إحدى الليالي
رأتا في حلم
السيد المسيح
والسيدة
العذراء
والدته، وقد
وضع يده علي
رأسيهما
وباركهما.
وفي
هذه الأثناء
كان والدها
الملك قد مضي
إلى الحرب،
ولما عاد خطبت
ابنته للزواج.
وقبل إتمام
المراسيم قال
لها أبوها:
هلمي يا ابنتي
وبخري للإله
أبللون قبل
زفافك إلى
عريسك. فقالت
له: "كيف يا
أبي تترك إله
السماء
والأرض وتعبد
الأوثان
النجسة،
فارجع يا أبي
إلى الإله الذي
خلقك، ذلك
الذي حياتك
وموتك في يده".
فلما سمع هذا
الكلام الذي
لم يسبق له
سماعه منها،
سأل عن الذي
علمها إياه
فأخبروه أن
يوأنا ابنة
فيلوسفرون هي
التي أفسدت
عقلها، فأمر
بإحراق
الاثنتين
فأخرجوهما
إلى خارج المدينة
بالحلي
والحلل، وكان
المماليك
والعبيد يبكون.
وكان أهل
المدينة
جميعا يأسفون
علي شباب
هاتين
القديستين
ويطلبون
منهما أن
توافقا الملك
علي التبخير
للأوثان، فلم
ينثنيا عن رأيهما.
ولما
حفروا الحفرة
وأوقدوا
النار أمسكت الواحدة
بيد الأخرى،
وانطرحتا في
النار حيث وقفتا
في الوسط
وأدارتا
وجهيهما إلى
الشرق وصليتا،
وقد أبصرهما
جماعة كثيرة،
وبعد أن خمدت
النار تقدم
بعض المؤمنين
الحاضرين
لأخذ الجسدين
فوجدوهما
ملتصقين
ببعضهما، ولم
يتغير
لباسهما ولا
حليهما،
فوضعوهما في
مكان أمين حتى
انقضي زمن
الاضطهاد ثم
بنوا لهما
كنيسة عظيمة. صلاة
هاتين
القديستين
تكون معنا.
أمين.