17هاتور:
القديس سمعان
الخراز
ظهر
هذا القديس
فجأة علي مسرح
التاريخ كنجم
لامع، واختفي
أيضا بنفس
الطريقة. لم
يذكر التاريخ
عن نشأته
الأولي شيئا
علي الإطلاق،
فلا نعرف متى
ولد؟ وأين
تربي؟ ومن هو
أبوه؟ فالقديس
سمعان
الخراز، كان
واحداً من
القديسين المختفين
عن الأنظار.
وإن كنا لا
نعرف شيئا عن
مولده، ولكن
التاريخ يؤكد
أنه كان
موجودا في
بابليون (مصر
القديمة) في
زمن البطريرك
الأنبا ابرآم
السرياني (975-
979م)، وفى عهد
الخليفة
المعز لدين
الله الفاطمي
أول حكام
الدولة
الفاطمية في
مصر.ولقد كانت
مهنته هى
الدباغة
وصناعة الأحذية
وخلافه، لذلك
لقب بسمعان
الدباغ، أو
سمعان
الخراز،
أوسمعان
الإسكافي.
وقد
حدثت مجاعة
شديدة اجتاحت
البلاد
المصرية كلها
في أيام حكم
الدولة
الإخشيدية،
قبيل حكم
الدولة
الفاطمية
التى حدثت في
زمانها معجزة
نقل الجبل،
فقد حدثت
حوالي سنه 979م،
فلابد أن
القديس سمعان
قد عاصر هذه
المجاعة،
التى مات
بسببها ما
يزيد علي نصف
مليون نسمة.
ومن أسباب تلك
المجاعة نقص
فيضان النيل
ثلاث سنوات
متتالية، فانتشرت
الأوبئة،
ومات هذا
العدد الرهيب
من الناس،
فاضمحلت
بلدان
بأكملها
وزالت ايبارشيات
من الوجود.
لابد أن هذه
الأحداث أثرت
في نفس القديس
وجعلته يزهد
في الحياة.
عندما
كان القديس
يقوم بعمله
كإسكافي، أتت
إليه امرأة
لتصلح
حذائها،
وكانت هذه
المرأة جميلة
الصورة،
فبينما هى
تخلع حذاءها،
انكشفت
ساقاها فنظرت
عيناه إليها
بشهوة. وفي
الحال ضرب
المخراز في
إحدى عينيه
فأفرغها،
تنفيذا لوصية
الرب: "إن كانت
عينك اليمني
تعثرك فأقلعها
وألقها عنك،
لأنه خير لك
أن يهلك أحد
أعضائك، ولا
يلقي جسدك كله
في جهنم"
(مت 5: 28،29)
وبالرغم من أن
الكنيسة لا
توافق على قطع
الأعضاء إلا
أنها سامحته
من أجل بساطته
فى تنفيذ
الوصية.
ولقد
كان المعز
لدين الله
الفاطمي محبا
لمجالس
الأدب،
ومولعاً بالمباحثات
الدينية،
وكان يجمع
رجال الدين من
المسلمين
والمسيحيين
واليهود
للمناقشة في
مجلسه،
واشترط أن
يكون ذلك بلا
غضب أو خصام.. وكان
في ديوان
المعز رجل
يهودي أعتنق
الإسلام لكي
يعين وزيراً
في الدولة،
وكان اسم هذا
الرجل "يعقوب
بن كلس"، ورغم
أنه اعتنق
الإسلام إلا
أنه مازال
متعصباً
لدينه
اليهودي،
لأنه لم يعتنق
الإسلام عن
عقيدة بل لأجل
المنصب. وكان هذا
اليهودي يبغض
المسيحيين
إلى أقصي
درجة، خاصة
وأنه كان له
خصم مسيحى
يعزه
الخليفة، وكان
اليهودي يخشى
أن يعينه
وزيراً عوضا
عنه، وكان
اسمه"قزمان
بن مينا
الشهير بأبو
اليمن".
فاستدعى
يعقوب بن كلس
اليهودي
واحداًَ من بني
قومه يدعي
"موسى"
ليجادل
البابا
البطريرك
الأنبا ابرآم
في مجلس
الخليفة
المعز.
أرسل
الخليفة للآب
البطريرك
قائلا: "إن شئت
يوما أن تحاجج
اليهود بنفسك
أو بواسطة من
تختار من
الأساقفة،
فتعال إلى
دارى وناقشهم
أمامي."
حدد
البابا
الأنبا ابرآم
موعداً لذلك،
واصطحب معه
الأنبا
ساويرس بن
المقفع أسقف
الأشمونيين
(بالصعيد)
وكان من علماء
الكنيسة في
جيله، وهو
الذى كتب
تاريخ "سير
البطاركة"
وكان أيضا
لاهوتيا
ضليعاً،
وخاصة فى
اللاهوت
المقارن بين
الأديان، وله
كتب كثيرة في
هذا المجال.
وعندما
استقر مجلس
الخليفة،
وكان حاضرا
أيضا الوزير
بن كلس
اليهودي،
ورفيقه موسى.
فقال المعز
للبابا: "تكلم
أيها البابا
الوقور، أو أمنح
رفيقك الأذن
بالكلام."
فقال البابا
لأسقف
الأشمونيين
الأنبا
ساويرس: "تكلم
يا ابني.
ولتمنحك
الحكمة
الإلهية حكمة
من لدنها."
فقال
الأنبا
ساويرس بفطنة
روحية: "ليس من
اللائق أن
أتحدث إلى
يهودي فى حضرة
الخليفة."
فاحتد
موسى اليهودي
رفيق الوزير
وقال: "إنك تهينني
فى مسمع من
أمير
المؤمنين إذ
تصفني بالجهل."
فسأله
الأنبا
ساويرس بهدوء:
"وأن قدمت لك
الدليل على
جهلك، أفلا
تغضب؟"
وهنا
تدخل الخليفة
المعز
بسماحته
وبلاغته قائلا:
"لا داعي
للغضب فى
المناقشة،
لأن الحرية
مكفولة لكل
منكم، حتى
يعبر كل واحد
عن عقيدته
بصراحة وبلا
حرج."
فقال
الأنبا
ساويرس بثقة:
"لست أنا الذى
أصفكم
بالجهل، بل إن
نبيا عظيماً
نال كرامة
خاصة من الله
هو الشاهد
عليكم."
فسأله
موسى اليهودي
قائلا: "ومن
يكون هذا النبى؟"
أجابه
الأنبا
ساويرس على
الفور: "إنه
اشعياء النبي
الذى قال
عنكم: "الثور
يعرف قانية
والحمار معلف
صاحبه، أما
إسرائيل فلا
يعرف شعبي لا
يفهم"(أش 1 : 3).
فأنفجر
الخليفة
المعز ضاحكا،
إذ أعجب بفطنة
الأنبا ساويرس،
وأعجب
بمهارته فى
الحوار قائلا:
"أهذه كلمات
اشعياء النبى
حقا؟"
فكتم
موسى اليهودي
غيظه، فأجاب
بصوت خفيف: نعم
يا مولاى.
فاستطرد
الأنبا
ساويرس فى
الكلام قائلا:
"ها إن نبيا
عظيماً من
أنبيائكم قد
أعلن بأن الحيوانات
أكثر فهما
منكم."
وكان
الخليفة لا
يزال ثملاً من
براعة هذه الدعابة،
ورأى أن يكتفي
بذلك فى تلك
الجلسة.
كان
من أثر تلك
المجادلة
الحادة أن
تضايق الوزير
بن كلس
للغاية، هو
ورفيقه موسى
اليهودي. فقرر
الانتقام من
الأنبا ابرآم
والأنبا ساويرس
بتدبير
مؤامرة تقضى
على الأقباط
جميعاً. فأخذ
موسى اليهودي
يفتش في
الإنجيل
المقدس عن شئ
يساعده فى
تحقيق غرضه
الخبيث، فوجد
الآية
المقدسة التى
قالها رب
المجد يسوع
المسيح: "لو
كان لكم إيمان
مثل حبة خردل،
لكنتم تقولون
لهذا الجبل
انتقل من هنا
إلى هناك
فينتقل، ولا
يكون شئ غير
ممكن
لديكم."(مت 17: 20)
فأسرع موسى
اليهودي مع
الوزير بن كلس
إلى الخليفة
المعز، وقالا
له: "وجدنا فى إنجيل
النصارى أنه
مكتوب: "أن من
له إيمان مثل حبة
خردل ينقل
الجبل" فمن
حقنا أن
نطالبهم بإثبات
صحة دينهم
بإتمام هذا
الكلام. فإن
لم يستطيعوا
وجب عقابهم
لبطلان دينهم.
صمت
الخليفة
المعز لدين
الله الفاطمي
مفكراً فى هذه
الآية، ورأى
أنه إذا كان
كلام الإنجيل
صحيحاً فتكون
فرصة ذهبية
لأزاحه الجبل
الجاثم شرق
المدينة
الجديدة
(القاهرة) حتى
يزيد عمرانها
شرقاً، ويكون
موقعها أروع
إذ كان الجبل
قبل نقله على
حدود بركة
الفيل. أما إذا
عجزوا عن
تنفيذ هذا
الكلام، كان
ذلك دليلا قاطعاً
على بطلان دين
النصارى، ومن
ثم تحتم إزالة
هذا الدين من
الوجود.
أرسل
الخليفة
المعز إلى
البابا
الأنبا ابرآم
السرياني،
فحضر إليه
وتكلم معه عن
أمر هذه الآية،
وأن عليه أن
يختار أمراً
مما يأتي: إما تنفيذ
هذه الوصية،
ونقل الجبل
الشرقى
المقطم، وأما
اعتناق
الإسلام،
وترك الدين
المسيحي لبطلانه،
وأما ترك
البلاد
المصرية
والهجرة إلى أى
بلد آخر أو
الإبادة بحد
السيف.
أطرق
القديس
البطريرك
مصلياً فى
قلبه، ليرشده
الرب فى هذه
المحنة، ثم
طلب من
الخليفة أن يمهله
ثلاثة أيام،
ثم يرد عليه
جواباً.
رجع
البابا إلى
مقره حزينا،
وأصدر
منشوراً عاماً
يأمر فيه جميع
المسيحيين فى
مصر بالصوم ثلاثة
أيام إلى
الغروب، مع
أقامه
الصلوات الحارة
من أجل سلامة
الكنيسة،
وإنقاذها من
هذه المحنة.
بعد ذلك ذهب
البابا إلى
كنيسة السيدة العذراء
المعروفة
بالمعلقة،
وطلب
الأساقفة الذين
كانوا
موجودين بمصر
القديمة،
والكهنة والأراخنة
والرهبان،
وذكر لهم
ماحدث بينه
وبين الخليفة
المعز، وقال
لهم: "علينا
بالصوم والصلاة
هذه الأيام
الثلاثة التى
استمهلته أياها،
ليترأف الله
علينا
بنعمته،
ويهيئ لنا طريق
النجاة."
استجاب
الجميع لنداء
البابا، وصام
الشعب القبطى
فى طول البلاد
وعرضها،
وأقيمت
القداسات،
ورفعت
الصلوات
والطلبات من
أجل هذه المحنة
التى تجتازها
الكنيسة.
واعتكف
البابا الأنبا
ابرآم، مع بعض
الأساقفة
والكهنة
والرهبان
والأراخنة
بكنيسة
السيدة
العذراء
بالمعلقة لمدة
هذه الأيام
الثلاثة. في
فجر اليوم
الثالث، غفا
البابا غفوة
قصيرة، فرأى
خلالها السيدة
العذراء،
وسمعها تقول
له: "ماذا بك؟"
فأجابها
البابا: "أنت
تعلمين يا
سيدة السمائيين
والأرضيين."
فقالت
له: "لا تخف
أيها الراعي
الأمين، فإن
دموعك التى
سكبتها فى هذه
الكنيسة، مع
الأصوام
والصلوات
التى قدمتها
أنت وشعبك لن
تنسى. أخرج
الآن من الباب
الحديدي
المؤدى إلى
السوق، وعند
خروجك منه
ستجد أمامك
رجلا بعين
واحدة،
حاملاً جرة
ماء. امسك به،
لأنه الرجل
الذى ستتم
المعجزة على
يديه." وما أن
قالت السيدة
العذراء ذلك
حتى توارت عن
عينيي البابا
الذى استيقظ
من نومه
مندهشاً.
عندما
استيقظ
البابا من
النوم، خرج فى
الحال إلى
الباب
الحديدي،
المؤدى إلى
السوق، فرأى خارجه
الرجل الذى
أشارت إليه
السيدة
العذراء،
فأمسك به.
وأدخله داخل
الباب
الحديدي، ثم أغلق
الباب. ثم ذكر
البابا له ما
حدث بينه وبين
الخليفة، وما
أمرته به
السيدة
العذراء،
بأنه هو الرجل
الذى ستتم على
يديه المعجزة.
فقال
له القديس
سمعان: "أغفر
لى يا أبتى،
فأني رجل
خاطئ."
فقال
له البابا في
إصرار: "إنه
أمر أم النور."
فأجاب
القديس سمعان
فى خضوع
واتضاع:
"مادامت أم
النور هى التى
حكمت، على بأن
أودى هذا
الواجب
العظيم، فأني
أضع نفسي فى
خدمتك ياسيدى."
فسأله
البابا عن
اسمه، وعن سبب
وجوده فى السوق
فى مثل هذه
الساعة
المبكرة،
بينما الناس
نيام.
فأجاب
القديس سمعان
الخراز: "اسمى
سمعان الخراز.
وأنا أشتغل
بدباغة
الجلود،
ولكنى أقوم فى
مثل هذه
الساعة من كل
صباح لأملأ
قربتي
بالماء،
وأوزعه على
الكهول والمرضى
الذين
أقعدتهم
الشيخوخة أو
المرض عن المقدرة
على إحضار
الماء
لأنفسهم.
وعندما أنتهي
من خدمتي هذه،
أعيد قربتي
إلى البيت
وأذهب إلى
عملي عند صاحب
الدباغة حيث
أعمل حتى
المساء، وعند
غروب الشمس،
أخرج مع بقية
الأجراء، فآكل
القليل لأسد
به رمقي، ثم
أنصرف إلى
الصلاة." ثم
رجا القديس
سمعان من
البابا أن
يكتم حقيقة
أمره طالما هو
حي على هذه
الأرض.
بعد
أن انتهى
القديس سمعان
من حديثه
السابق، قال
للأب
البطريرك:
"اصعد يا أبي
المكرم إلى الجبل،
وخذ معك رجال
الدين
والشمامسة
والأراخنة،
واجعلهم
يحملون
عالياً
الأناجيل
والصلبان والشموع
الطويلة
موقدة
والمجامر
مملوءة بخورا.
وأطلب إلى
الملك
وحاشيته أن
يصعدوا معكم،
فتقفوا أنتم
على ناحية من
الجبل، بينما
يقفوا هم على
الناحية
المقابلة
لكم، وسأقف
أنا وسط الشعب
خلف غبطتكم
بحيث لا
يعرفني أحد.
ثم أنك بعد
تقديم
الأسرار
المقدسة،
ترفع صوتك مع
الجميع
مرددين
"كيرياليسون"
أربعمائة مرة.
ثم أصمت بعد
ذلك بعض
اللحظات، ثم
أسجد أنت
والكهنة أمام
العلي، وكرر
هذا العمل
ثلاث مرات، وفى
كل مرة نقف
فيها بعد
السجود، أرسم
الجبل بعلامة
الصليب،
وسترى مجد
الله.
فرفع
الآب البطريرك
صلاة شكر لله
الذى سمح
بالتجربة،
وأعطى معها
المنفذ.
(اكو 10: 13).
أخبر
الأب
البطريرك
الخليفة
المعز لدين
الله الفاطمى
أنه مستعد
لتنفيذ مطلبه
بنعمة الله،
فخرج الخليفة
ممتطياً صهوة
جواده، ومعه حشد
رهيب من رجال
حاشيته
وعظمائه
وجنوده. وتقابل
مع الأب البطريرك
وعدد كبير من
الأساقفة
والكهنة
والشمامسة
والأراخنة
والشعب
وبينهم سمعان
الخراز، ووقف
الفريقان كما
قال القديس
سمعان.
بعد
تقديم
الأسرار
المقدسة التى
رفعها البابا
والأساقفة،
ردد المصلون
بروح منكسرة
وقلوب منسحقة
صلاة
كيرياليسون ـ
يارب ارحم ـ
اربعمائه مرة
شرقاً وغرباً
وشمالاً
وجنوباً.. ثم
صمتوا برهة بين
يدي العلي..
وابتدأوا فى
السجود
والقيام ثلاث
مرات، والأب
البطريرك
يرشم الجبل
بالصليب، وإذ
بزلزلة عظيمة
تجتاح الجبل،
وفى كل سجدة يندك
الجبل، ومع كل
قيام يرتفع
الجبل إلى أعلى
وتظهر الشمس
من تحته، ثم
يعود إلى
مكانه فى كل
مرة.
عندما
حدثت
المعجزة، فزع
الخليفة
المعز، وارتعب،
وكل الجموع
المحتشدة
معه، وهتف
المعز بأعلى
صوته قائلا:
"عظيم هو
الله، تبارك
اسمه." والتمس
من البابا أن
يكف عن عمله،
لئلا تنقلب
المدينة.
وعندما هدأت
الأمور قال
للبابا: "لقد
أثبتم أن
إيمانكم هو
إيمان حقيقي."
بعد
أن هدأت نفوس
الجموع
المحتشدة،
بدأو ينزلون
من الجبل
ليعودوا إلى
بيوتهم. أما
البابا البطريرك
فقد تلفت حوله
باحثاً عن
القديس سمعان
الخراز الذى
كان يقف خلفه،
فلم يجده، ولم
يعثر أحد عليه
بعد ذلك.. حتى
أظهرته نعمة
الله فيما
بعد.
انفرد
الخليفة
المعز لدين
الله الفاطمي
بالبابا وقال
له: "الآن
أطلب ما تشاء
فأفعله لك."
أجاب
البابا بحكمة:
"لا أطلب إلا
أن يطيل الله حياتك،
ويمنحك النصر
على أعدائك."
ولكن الخليفة
أصر أن يطلب
البابا شيئا.
فقال
البطريرك: "مادمت
تلح على أن
أعلن لك
رغبتي، فأسمح
لى بأن أقول
أنني أتوق إلى
أعاده بناء
كنيسة القديس مرقوريوس
أبى سيفين،
ببابليون، إذ
قد هدمها بعض
السوقة،
والرعاع،
واستعملوا
ما بقى منها
كمخزن للقصب،
وكذلك أود
ترميم جدران
كنيسة
المعلقة إذ
أصابها بعض
التصدع."
وما
أن سمع
الخليفة هذه
الطلبات حتى
أمر أحد كتبة
الديوان بأن
يحرر مرسوماً
فوراً يعطي
البطريرك الحق
في العمل كما
طلب. ثم أمر أن
تصرف النفقات
اللازمة من
خزانة الدولة.
أخذ البابا
المرسوم الذى
يصرح له
بالبناء
والترميم
واعتذر عن أخذ
المال، وقال
للخليفة: "إن
الذى نبني له
كنيسة قادر
على أن
يساعدنا حتى
نتممها، وهو غير
محتاج إلى مال
العالم."
وأعادوا
بناءها.
وقد
كان تجديد
بناء كنيسة
مرقوريوس أبي
سيفين فاتحة
عهد من البناء
والتجديد،
فتجدد عدد كبير
من الكنائس
وخاصة فى
الإسكندرية.
وقد كان لمعجزة
نقل جبل
المقطم أثر
عميق فى نفوس
الجميع وصارت
رهبة الله على
الكبير
والصغير وحل
السلام محل
الثورة
والحرب،
فامتلأ قلب
الأنبا ابرآم
طمأنينة على
شعبه الأمين.
وقد ألحق الأنبا
أبرام بصوم
الميلاد
ثلاثة أيام،
بعد أن كان
يصام أربعين
يوماً فقط،
وهذه الثلاثة أيام
هى التى صامها
المسيحيون فى
عهد هذا البطريرك،
ليرفع عنهم
الويل الذى
كان مزمعاً أن
يحل بهم بسبب
مكيدة الوزير
اليهودى
يعقوب بن كلس."
وقد
اعتبر يوم
17هاتور هو عيد
القديس سمعان
الخراز ونقل
جبل المقطم .
فى
مطلع عام 1989م
رتبت العناية
الإلهية
ووضعت فى قلب
أحد الخدام
المهتمين
بالبحث عن
رفات القديسين
والشهداء
المدفونين
بمصر القديمة
أن يبحث عن مكان
دفن القديس
سمعان
الخراز.. وكان
من نتائج
البحث أن
القديس سمعان
الخراز مدفون
فى مدافن تسمى
الحبش بمصر
القديمة . وفى
عام 1991م وأثناء ترميم
كنيسة السيدة
العذراء مريم
ببابليون بمصر
القديمة، وفى
يوم الأحد
المبارك
الموافق 4/8/1991م
وأثناء
الترميم
وخلال عمليات
الحفر
الملاصق
للحائط
القبلى
للكنيسة من الخارج
وبالتحديد
على عمق ثلاثة
أمتار من سطح
النادى
الملاصق
للسور وعمق
واحد من سطح
الكنيسة، تم
العثور على
هيكل عظمى
لشخص مدفون ملاصق
للجدار
القبلى
للكنيسة من
الخارج، وعند ظهور
هذا الهيكل
العظمى حلت
رهبة إلهية
وفرحة روحية
على جميع
الحاضرين.
هذا
الهيكل
العظمى هو
لشخص تنيح فى
أواخر الأربعينات
أو أوائل
الخمسينيات
من عمره.. قصير
القامة، صغير
الحجم،
ملامحه رائعة
وجميلة جداً،
والعجب
الاعجازى أن
شعر رأسه بقى
كما هو سليم
لم يتحلل
بالرغم من
الرطوبة
العالية الموجودة
بالمكان.. ويدل
هذا الشعر على
أن صاحب الجسد
هو أصلع الرأس
غزير الشعر
جداً من الخلف
إذ يصل شعره
إلى أسفل خلف
عنقه.. وهذا
الشكل مطابق
لأيقونة القديس
الخراز
والموجودة
بكنيسة
القديسة مريم بمصر
القديمة. ووجد
أيضاً بجوار
الحفر من ناحية
أخرى بخارج
كنيسة
القديسين
أباكير ويوحنا
فى نفس المكان
جرة من الفخار
يزيد عمرها على
الألف عام،
وهذه الجرة
موجودة الآن
بالمقصورة
الخاصة
بالقديس
سمعان
بكنيسته
بالمقطم بالقاهرة.
وقد
وجد الخادم
الذى قام
بالبحث
مرجعاً هاماً
كانت نتيجة
الرجوع إليه
أن: "مدافن
الحبش بمصر
القديمة هى
ذاتها المنطقة
الواقع فيها
الحفر بكنيسة
السيدة العذراء
ببابليون
الدرج، والتى
ظهر فيها رفات
أكثر من 13
قديساً، من
بينهم آباء
بطاركة،
وأنبوبة بها
رأس طفل شهيد،
وجسد القديس
سمعان الخراز.
وفى يوم
7يوليو 1992م أعلن
البابا شنودة
الثالث بعد
دراسة نتائج
الأبحاث، وفى
حضور صاحب
النيافة
الأنبا متاؤس
وكهنة القاهرة
أن الجسد
المكتشف هو
للقديس سمعان
الخراز. وقد
أمر قداسة
البابا
بتوزيع الجسد
ليكون على
ثلاثة كنائس
فقط هى: كنيسة
السيدة العذراء
ببابليون
الدرج، كنيسة
السيدة
العذراء بالمعلقة،
كنيسة القديس
سمعان الخراز
بالمقطم. وفى
يوم الخميس
الموافق
9يوليو 1992م قام
الأنبا متاؤس
بإيداع جسد
القديس سمعان
الخراز بأنبوبة،
ووضعها
بكنيسة
السيدة
العذراء
ببابليون
الدرج، مع
كتابة
الوثيقة
الخاصة بذلك
والموجودة
حالياً بجوار
مقصورة
القديس سمعان
الخراز
بكنيسته
بالمقطم. وفى
يوم السبت
الموافق 11يوليو1992م
تم نقل رفات
القديس سمعان
الخراز إلى
كنيسته بجبل
المقطم. بركة
صلواته تكون
معنا أمين.