16
هاتور: نياحة
أنبا هوب
اعلموا
يا أخوة أنه
فى مثل هذا
اليوم تنيح
الأب القديس
أنبا هوب.
وهذا القديس
كان ساكن بجبل
طوخ فى مغارة،
وكان يصنع
هناك عبادات
عظيمة مثابر
على النسك
بغاية النشاط
والصوم
والصلاة
والطهر،
متنسكاً
بشجاعة عظيمة.
فكان يصوم أسبوعين
معاً بغير أكل
ولا شرب. وكان
قد شاع صيت
فضائله، ويخبرون
عنه ببراهين
متزايدة أعنى
هذا القديس أنبا
هوب. كما هو
مكتوب أن
صيتاً حسناً
هو تذكار هذا
البار. وجرى
لهذا القديس
دفعة أنه كان فى
مغارته جالس
مشتغل بصلاته
ونسكه، وإذا
ضبعه كانت فى
الجبل بالقرب
من مسكنه،
وأنها ولدت
ابنها ولما
أوقفته فلم
يقف على رجليه
لأنه كان أعرج
من بطنها،
وإنها حملته
بفمها وأتت به
إلى هذا
القديس أنبا
هوب وطرحته
عند رجليه،
وأنه تعجب من
مجد يسوع
المسيح. وصارت
تومئ إليه،
فعلم ما
تقصده. وللوقت
لمس رجل الضبع
الصغير وشفاه.
أما أمه ففرحت
جداً وبدأت تلحس
أقدام القديس
أنبا هوب،
وأنه نهض وتبع
أمه يجرى فى
الجبل فرحان
بالشفاء الذى
أدركه، وهكذا
عادت الضبعة
وولدها إلى
حيث مقرهم.
فهذه الأشياء
كلها يصنعها
الرب لتمجيد
قديسيه وهكذا
أيضاً الوحوش
تجدهم يحسون
وفرائسهم حسنة
مع أنهم وحوش
قاسية،
ولكنهم
يظهرون محبة جديدة
فى دانيال إذ
تركوا عنهم
طبعهم الوحشى
أولاً
وألجموه بقوة
الله وصاروا
يلحسون أقدام القديس.
ولماذا تتعجب
من هذه الوحوش
الضارية إنهم
ينتقلون
ويتجولون إلى
التانيس بأمر
الله كحسب
مسرته، ليس
الوحوش فقط بل
إن النار الغير
محسوسة عندما
صارت ريح ندى
يظلل الثلاثة فتية
حنانيا
وعزاريا
وميصائيل،
لأنه كان نار
متجنن وأحرق
تسعة وأربعين
إنساناً من
البابليين
وذوب عظمهم
جميعهم
بعجائب الله
العظيمة. إن
الذين داخل
الأتون لم
تلمسهم النار
ولم تلسعهم
وخرجوا منها
أصحاء
وثيابهم
وشعورهم وأخفافهم
كما كانت
أولاً ولا
وجدت رائحة النار
فى ثيابهم.
والذين هم
بعيد من
الأتون
أبادتهم النار
وسعت نحوهم.
فالمجد لله
صانع العجائب
فى قديسيه.
وكان هذا
القديس هوب
يصنع أشفية
وبراهين، وإن
أنا وصفت ذلك
فيطول الشرح،
غير إنى
عرفتكم أيها
الأحباء ما قد
اتصل إليه
لسانى الناقص
فى معنى هذا
القديس،
وصبره وجهده ونسكه
وعبادته. وكان
له اسم شائع
فيما بين الرهبان
الذين أدركوا
زمانه. وأنه
توجع فجاء إليه
ملاك الرب
وقال له
السلام لك
أيها الإناء
المختار يا من
جاهد وحفظ
جسده بالطهر،
هوذا قد أعد
لك إكليل
المجد عوضاً
عن أتعابك
وعبادتك الزكية.
ولما قال له
الملاك هذا،
شكر الرب ومجد
اسمه وفتح فاه
وتنيح. فجهزوه
الأخوة وكفنوه
وحملوه إلى
بيعة أنبا
بطرس الكبير
ودفنوه هناك
بمجد وكرامة.
الرب يرحمنا
بصلاته. أمين.