13هاتور: نياحة القديس تيموثاؤس أسقف أنصنا

في هذا اليوم تنيح القديس الأنبا تيموثاؤس أسقف أنصنا وقد نشأ منذ حداثته باراً تقياً. وترهب وهو لا يزال صغيرا فسلك في حياة الفضيلة. ونظرا لما كان عليه من الخصال الحميدة والفضل والعلم اختير أسقفا علي مدينة أنصنا، فداوم علي وعظ المؤمنين وإرشاد الناس إلى الإيمان بالمسيح. فقبض عليه الوالي وعذبه بأنواع العذاب داخل السجن وخارجه مدة ثلاث سنوات متوالية. وكان معه في السجن كثيرون قبض عليهم من أجل الإيمان. ولم يزل هذا العاتي يخرج منهم ويسفك دمهم بعد تعذيبهم، إلى أن بقي في الحبس جماعة قليلة كان منهم هذا الأب.

ولما أهلك  الرب دقلديانوس، وملك الملك  المحب للمسيح قسطنطين، وأمر بإطلاق المحبوسين في سبيل الإيمان بالمسيح بجميع الأقطار الخاضعة لسلطانه، خرج هذا القديس من بينهم ومضي إلى كرسيه وجمع الكهنة الذين في أبروشيته، ورفع صلاة إلى الله تعالي دامت ليلة كاملة. وكان يطلب من أجل خلاص نفس الوالي الذي عذبه قائلاً: "لأن هذا يارب هو الذي سبب لي الخير العظيم باتصالي بك، فأحسن إليه ليتصل بك". فتعجب المجتمعون من طهارة قلب هذا الأب العامل بقول سيده: "أحبوا أعدائكم. باركوا لاعنيكم. أحسنوا إلى مبغضيكم. وصلوا لأجل الذين يسيئون إليكم ويطردونكم"  ولما اتصل خبر ذلك بالوالي تعجب قائلاً: "لقد كنت أظن أنه يذمني علي ما لحقه مني. فقد أسأت إليه كثيرا ولكنه قابل إساءتي له بالدعاء لي. حقا إن مذهب هؤلاء القوم مذهب إلهى". ثم أرسل فاستحضره واستعلم عن حقائق الدين المسيحي فعرفه الأب سبب تجسد الابن، وما تكلم  به الأنبياء عنه قبل ذلك بسنين كثيرة. وبعد ما بين له إتمام أقوالهم وأثبت ذلك من نصوص الإنجيل، آمن الوالي بالسيد المسيح فعمده الأب الأسقف وترك الولاية وترهب. أما القديس فظل مداوما علي تعليم رعيته، حارسا لها، إلى أن تنيح بسلام. صلاته تكون معنا أمين.