27بابه:  شهادة الأب القديس مقاريوس أسقف أدكو

في هذا اليوم استشهد القديس الأب المغبوط القديس مقاريوس أسقف إدكو، وقد تم فيه كلام النبي داود: "طوبى للرجل الذي لم يتبع مشورة المنافقين. ولم يقف في طريق الخطاة. ولم يجلس في مجالس المستهزئين، لكن في ناموس الرب مسرته وفي ناموسه يلهج نهارا وليلاً" 

هذا القديس هو الذي حفظ وصية سيده وتاجر بالوزنة فربح، فكم من الآيات والعجائب أجراها الله علي يديه منها أنه لما كان في مدينه إدكو كان عندما يصعد علي المنبر ليعظ الشعب يكثر من البكاء ولما سأله بعض تلاميذه عن سبب بكائه، قال انه كان ينظر خطايا الشعب وأعمالهم الرديئة، وذات مرة رأي السيد المسيح في الهيكل والملائكة يقدمون له أعمال الشعب واحداً فواحداً، وسمع صوتا يقول: "لماذا تتوانى يا أسقف عن وعظ شعبك". فقال: "يارب أنهم لا يقبلون كلامي". فقال: "يجب علي الأسقف أن يعظ الشعب فإن قبلوا، وألا فدمهم علي رؤوسهم".

   ولما دعوه للذهاب إلي مجمع خلقيدونية مع الأب ديسقورس، ووصلا إلى قصر الملك منعه الحجاب من الدخول لحقارة ملبسه، حتى عرفهم الأب ديسقورس أنه أسقف ادكو. ولما دخل وسمع قول المخالفين في السيد المسيح، حرم الملك في المجمع وقد استعد أن يسلم نفسه للموت في سبيل المحافظة علي الإيمان الأرثوذكسي، فنفوه مع الأب ديسقورس إلى جزيرة غاغرا ومن هناك أرسله الأب ديسقورس مع تاجر مؤمن إلى الإسكندرية قائلا له: "إن لك هناك إكليل شهادة".

فلما وصل إلي مدينة الإسكندرية واتفق وصول رسول الملك بكتاب فيه الأمانة الجديدة الخلقدونية القائلة بالطبيعتين، وقد أوصاه الملك قائلا بأن من يكتب اسمه أولا علي هذه الأمانة يصير بطريركا علي المدينة. فكان بالمدينة مقدم القسوس اسمه بروتاريوس وقد أخذ الكتاب ليكتب اسمه أولاً، فذكره القديس مقاريوس الأسقف بالقول الذي قاله له الأب ديسقورس عند ذهابه إلي المجمع وهو: "أنك ستستولي علي كنيستي بعدي". فتذكر الكلام وتوقف عن الكتابة فلما علم رسول الملك أن الأسقف غير موافق على أمانة الملك، ولم يكتب اسمه أيضا وثب علي الأسقف وركله فتنيح علي الفور ونال إكليل الشهادة. وأخذه المؤمنون ودفنوه مع جسدي يوحنا المعمدان وإليشع النبي فتحقق بذلك ما قاله هذان القديسان في الرؤيا لهذا الأب الأسقف أن جسده سيكون مع جسديهما، وقد انتقل إلى السيد المسيح فائزا بإكليل المجد. صلاته تكون معنا ولربنا المجد دائما أبديا أمين.