16بابه:  نياحة القديس أغاثو التاسع والثلاثين من باباوات الإسكندرية 

 في هذا اليوم من سنة 673 ميلادية تنيح الأب البطريرك القديس الأنبا أغاثو التاسع والثلاثون من باباوات الإسكندرية. كان تلميذ للأب القديس بنيامين البابا الثامن والثلاثين الذي اختفي زمنا من وجه مضطهديه الخلقيدونيين وترك أغاثو يواظب علي وعظ المؤمنين وتثبيتهم في الإيمان المستقيم. فكان أغاثو يطوف الشوارع والأسواق في النهار في زي نجار. وفي الليل كان يتزيا بزي كاهن ويطوف البيوت أيضاً واعظاً ومرشداً. وظل كذلك إلى أن فتح العرب مصر وعاد الأب البطريرك بنيامين إلي مركزه.

ولما تنيح  البابا بنيامين اختير هذا القديس لرتبه البطريركية الجليلة فلقي شدائد كثيرة في سبيل المحافظة علي الأمانة. من ذلك أن إنسانا اسمه تاؤدوسيوس ملكي المذهب مضي إلى مدينه دمشق وتقدم إلى يزيد بن معاوية والى العرب على دمشق. وقدم له أموالا طائلة. وأخذ منه أمر بتـعينه والياً على الإسكندرية والبحيرة ومريوط فلما تولي هذا المنصب اضطهد الأب البطريرك، وطلب منه جزية باهظة. ولكثرة شر الوالي وما صنـعه مع الأب البطريرك كرهه الشعب وتجنبوه، فأصدر أمراً بأن أي إنسان يجد البطريرك في الطريق فليقتله. فمكث الأب البطريرك في قلايته إلى أن أهلك الله هذا الوالي الشرير.

وفي زمان هذا الأب كملت عمارة كنيسة القديس مقاريوس بديره بوادي النطرون. وفي أحد الليالي ظهر له ملاك الرب وأعلمه عن راهب قديس في دير القديس مقاريوس اسمه يوحنا موجود بالفيوم، وأمره أن يستحضره ليساعده في وعظ الشعب وتعليمه. وأخبره بأنه سيصير بطريركا بعده. فأرسل واستحضره وسلم إليه أمور الكنائس وترتيبها وتعليم المؤمنين ووعظهم وقد مكث هذا الأب في الرئاسة مدة تسع عشرة سنة وتنيح بسلام. صلاته تكون معنا. آمين.