14بابه:  نياحة القديس فيلبس أحد السبعة الشمامسة

 في هذا اليوم تنيح القديس فيلبس أحد السبعة الشمامسة. كان من أهل قيصرية فلسطين. ولما عبر الرب يسوع له المجد بتلك الجهة وعلم بها سمع هذا القديس تعليمه وتبعه في الحال. ولما اختار الرب السبعين تلميذا أرسلهم ليكرزوا ويشفوا المرضي، كان هذا التلميذ أحدهم، واختاره الرسل الإثنا عشر واحداً من السبعة الشمامسة الذين أقاموهم للخدمة.

وقد بشر هذا الرسول في مدن السامرة وعمد أهلها. وهو الذي عمد أيضا سيمون الساحر الذي هلك لما قصد أن يقتني موهبة الروح القدس بالمال.

ثم إن ملاك الرب كلم فيلبس قائلاً قم واذهب نحو الجنوب علي الطريق المنحدرة من أورشليم إلى غزة التي هي برية. فقام وذهب. وإذا رجل حبشي خصي وزير لكنداكة ملكة الحبشة كان علي جميع خزائنها. فهذا كان قد جاء إلى أورشليم ليسجد. وكان راجعا وجالسا على مركبته وهو يقرأ في نبوة اشعياء النبي فقال الروح لفيلبس تقدم ورافق هذه المركبة. فبادر إليه فيلبس وسمعه يقرأ النبي أشعياء فقال له ألعلك تفهم ما أنت تقرأ؟ فقال: "كيف يمكنني إن لم يرشدني أحد". وطلب فيلبس أن يصعد ويجلس معه. وأما فصل الكتاب الذي كان يقرأه فكان هذا: "مثل شاه سيقت إلى الذبح ومثل خروف صامت أمام الذي يجزه هكذا لم يفتح فاه". في تواضعه انتزع قضاؤه وجيله من يخبر به لأن حياته تنتزع من الأرض. فأجاب الخصي فيلبس وقال أطلب إليك عن من يقول النبي هذا. عن نفسه أم عن واحد آخر. ففتح فيلبس فاه وابتدأ من هذا الكتاب فبشره بيسوع. 

وفيما هما سائران في الطريق اقبلا على ماء. فقال الخصي هوذا ماء. ماذا يمنع أن أعتمد. فقال فيلبس إن كنت تؤمن من كل قلبك يجوز. فأجاب وقال أنا أؤمن أن يسوع المسيح هو ابن الله. فأمر أن تقف المركبة فنزلا كلاهما إلي الماء فيلبس والخصي فعمده . ولما صعدا من الماء خطف روح الرب فيلبس فوجد في أشدود. وبينما هو مجتاز كان يبشر جميع المدن حتى جاء إلى قيصرية . وطاف بلاد آسيا وكرز فيها بالبشارة المحيية. وكان له أربع بنات يبشرن معه. ورد كثيرين من اليهود والسامرة وغيرهم إلى حظيرة الإيمان. وتنيح بسلام. صلاته تكون معنا. ولربنا المجد دائما أبديا أمين.