12بابه:
نياحة الأنبا
ديمتريوس
الأول البابا الثاني
عشر من
باباوات
الإسكندرية
في
هذا اليوم من
سنه 224
ميلادية،
تنيح الأب البكر
الطاهر،
مجاهد
الشهوات
وقاهر
الطبيعة الأنبا
ديمتريوس
الأول وهو
الثاني عشر من
باباوات
الإسكندرية.
هذا القديس
كان فلاحاً
أمياً، لا يعرف
القراءة
والكتابة.
وكان متزوجاً.
وأقام مع
زوجته سبعاً
وأربعين سنة،
إلي أن اختير
بطريركا، ولم
يعرف أحدهما
الآخر معرفة
الأزاوج، بل
لبثا طوال هذه
المدة وهما في
بكوريتهما وطهارتهما.
ولم يكن أحد
من الشعب يعرف
ما هما عليه.
ولما
اقتربت نياحة
القديس
يوليانس البابا
الحادي عشر.
ظهر له ملاك
الرب في رؤيا
وأعلمه عن هذا
القديس، وانه
هو الذي سيصير
بطريركا بعده
. وأعطاه
علامة بقوله
له : "غداً يأتيك
رجل ومعه
عنقود عنب،
فأمسكه عندك
وصل عليه".
ولما انتبه من
نومه، أعلم من
كان عنده من
الأساقفة
والكهنة بهذه
الرؤيا.
وحدث
في الغد أن
وجد القديس
ديمتريوس
عنقوداً من
العنب في غير
أوانه. فحمله
إلى القديس
يوليانوس بقصد
نيل بركته.
فمسكه الأب
البطريرك من
يده وقال
للحاضرين:
"هذا
بطريرككم
بعدى، ثم صلي
عليه فامسكوه
وأبقوه إلى أن
تنيح الأب
يوليانوس وأكملوا
الصلاة عليه.
فامتلأ من
النعمة السمائية.
وأنار الرب
عقله فتعلم
القراءة والكتابة.
ودرس كتب
الكنيسة
وتفاسيرها.
وكانت أقوال
النعمة تتدفق
من فيه عندما
يعظ وهو الذي
وضع حساب
الأبقطى الذي
به تستخرج
مواقيت الأصوام
على قواعد
ثابتة. وقد
كان
المسيحيون
قبل ذلك
يصومون بعد
عيد الغطاس
مباشرة،
الأربعين
المقدسة
إقتداءاً
بالسيد
المسيح الذي
صام بعد
عماده. ثم
يصومون أسبوع
الآلام
منفصلا ليكون
الفصح
المسيحي في
الأحد الذي
يلي فصح الإسرائيليين.
وكان أيضا من
المسيحيين من
يحتفل بالفصح
المسيحي يوم 14
نيسان. أي
أنهم كانوا
يعيدون مع
اليهود. غير
ملتفتين إلى
أن فصح المسيحيين
بقيامة السيد
المسيح كان
بعد الفصح الموسوي.
ولذلك اهتم
البابا
ديمتريوس
بوضع قواعد
ثابتة
للأصوام
والأعياد
المسيحية. وضم
الأربعين
المقدسة إلى
أسبوع الآلام.
وكتب بذلك إلي
كل من
أغابيانوس
أسقف أورشليم
ومكسيموس
بطريرك
إنطاكية
وبطريرك
رومية
وغيرهما فاستحسنوه
وعملوا
بقواعده إلى
اليوم. ماعدا
كنيسة رومية
فأنها عدلت عن
ذلك واتبعت
منذ القرن السادس
عشر التقويم
الغريغورى.
ولباباوات
الكنيسة
القبطية
الفضل الأول
في تعيين يوم
الفصح
المسيحي
فإنهم كانوا
يبعثون
برسائلهم الفصحية
إلى أنحاء
المعمورة
ليحتفل
المسيحيون بعيد
الفصح في يوم
واحد ليكون
السرور عاماً.
وكان
الله مع هذا
الأب لطهارته.
وكان قد منحه الله
موهبة أنه إذا
أكمل القداس
وتقدم الشعب لتناول
القربان
المقدس، كان
ينظر السيد
المسيح يدفع
بيده من
يستحق، أما
إذا تقدم من
لا يستحق فانه
يظهر له ذنبه
ولا يسمح له
بالاقتراب حتى
يعترف
بخطيئته
فيؤنبه الأب
عليها، ويقول
له : "تنح عن
خطيئتك وتب.
وبعد ذلك تقدم
وتناول
الأسرار
المقدسة".
فاستقامت
رعيته في زمانه.
ولكثرة
تبكيته
الخطاة وحثهم
على التوبة
والطهارة،
تذمر بعضهم
وقالوا هذا
رجل متزوج فكيف
يوبخنا. فأراد
الله تعالى
إظهار فضائله فأتاه
ملاك الرب في
الليل وقال له
: "يا ديمتريوس
لا تطلب خلاصك
وتترك غيرك
يهلك في شكه".
فاستوضحه
الأب هذا
القول فقال له
: "يجب أن تكشف
للشعب السر
الذي بينك
وبين زوجتك
حتى يزول عنهم
الشك". وفى
الصباح بعد أن
أقام القداس
الإلهي أمر
الشعب بعدم
الخروج من
الكنيسة ثم
أخذ جمراً
ووضعه في إزار
زوجته وفى
بللينه وطاف
الاثنان
الكنيسة ولم
تحترق
ثيابهما. فتعجب
الشعب في هذه
المعجزة. ثم
عرفهم أنه
وزوجته لم
يعرفا بعضهما
المعرفة
الزوجية إلي
اليوم . فزال
من الشعب الشك
وتيقنوا
طهارة هذا الأب
وبتوليته.
وظهر
في أيامه
مخالفون منهم
اقليمس
وأوريجانوس
وأريانوس
وغيرهم ووضعوا
كتبا محرمه
فحرمهم. ولم
يفتر أيام
رياسته عن
تعليم وتثبيت
المؤمنين في
الإيمان
الصحيح. ولما
كبر وضعف كان
يحمل علي محفة
إلى الكنيسة ليعلم
الشعب. وبلغ
من العمر مائة
وخمس سنين. منها
خمس عشرة سنه
إلى أن تزوج،
وسبعا وأربعين
سنه الى أن
صار بطريركا،
وثلاثا
وأربعين سنة
في الرياسة.
ثم تنيح
بسلام. بركة
صلاته تكون معنا.
آمين.