2بابه:  مجيء القديس ساويرس بطريرك إنطاكية  إلي الديار المصرية

في هذا اليوم أتي القديس ساويرس بطريرك إنطاكية إلي ديار مصر في عهد يوستينوس الملك. وقد كان هذا الملك مخالفا للمعتقد القويم، تابعا لعقيدة مجمع خلقيدونية أما الملكة تاؤدورة زوجته فقد كانت أرثوذكسية محبة للقديس ساويرس. لما تعتقده فيه من الصفات المسيحية  والإيمان الصحيح. ودعاه الملك يوما إليه. فجرت بينهما مباحثات كثيرة بخصوص الإيمان ولكن الملك لم يتحول عن رأيه الخاطئ وأصدر أمره بقتل القديس ساويرس فأوعزت الملكة إلي القديس أن يهرب وينجو بنفسه فلم يقبل وقال: أنا مستعد أن أموت علي الإيمان المستقيم. وبعد إلحاح من الملكة والاخوة المحبين للإله خرج هو وبعض الاخوة وقصد ديار مصر.

أما الملك فإنه لما طلبه ولم يجده أرسل خلفه جنداً ورجالاً فأخفاه الله عنهم فلم يروه، مع أنه كان بالقرب منهم. ولما أتي إلي ديار مصر، كان يجول متنكرا من مكان إلي مكان، ومن دير إلي دير، وكان الله يجري علي يديه آيات كثيرة وعجائب. وذهب في بعض الأيام إلي  برية شيهيت بوادي النطرون، ودخل الكنيسة في زي راهب غريب فحدثت معجزة عظيمة في تلك اللحظة وهي أنه بعد أن وضع الكاهن القربان علي المذبح ودار الكنيسة بالبخور وبعد قراءة الرسائل والإنجيل ورفع الإبروسفارين لم يجد القربان في الصينية فاضطرب وبكي. والتفت إلي المصلين قائلا: أيها الاخوة. إنني لم أجد القربان في الصينية. ولست أدري إن كان هذا من أجل خطيتي أو خطيتكم. فبكي المصلون. وللوقت ظهر ملاك الرب وقال له: ليس هذا لأجل خطيتك ولا خطية المصلين. بل لأنك رفعت القربان بحضر البطريرك. أجاب الكاهن: وأين هو يا سيدي؟ فأشار إليه الملاك، وكان القديس ساويرس جالسا بإحدى زوايا الكنيسة. فعرفه الكاهن بالنعمة. فلما أتي إليه أمره أن يكمل القداس بعد أن أدخلوه الهيكل بكرامة عظيمة. وصعد الكاهن إلي المذبح فوجد القربان في مكانه. فباركوا الرب ومجدوا اسمه القدوس.

وخرج القديس ساويرس من هناك وأتي إلي مدينه سخا، وأقام عند رجل أرخن (رئيس) محب للإله اسمه دورتاؤس وظل هناك إلي أن تنيح. صلاته تكون معنا ولربنا المجد دائما أبديا. أمين.