16توت:  تذكار تكريس هياكل القيامة

نعيد في هذا اليوم من سنه 326 ميلادية بتكريس هياكل القيامة بأورشليم. وذلك أنه في السنة  العشرين من ملك قسطنطين، وبعد اجتماع المجمع المقدس بنيقية. قالت الملكة القديسة هيلانة لابنها القديس قسطنطين: أنها كانت قد نذرت الذهاب إلى أورشليم، والتبرك من المواضع المقدسة. والبحث عن عود الصليب المحيي ففرح بذلك وأعطاها أموالا كثيرة، وأصحبها بعدد كبير من العسكر، ولما وصلت إلى هناك وتباركت من الآثار المقدسة. فتشت عن عود الصليب حتى وجدته بعد تعب شديد. فمجدته تمجيدا عظيما. وأكرمته إكراما جزيلاً، وأمرت ببناء هياكل القيامة والجلجثة وبيت لحم والمغارة والعلية والجسمانية وسائر الهياكل. وأن ترصع بالجواهر وتطلي بالذهب والفضة.

وكان في القدس أسقف قديس أشار عليها ألا تعمل هذا قائلا أنه بعد قليل يأتى الأمم ويسبون هذا المكان ويهدمونه ويأخذون هذه الجواهر والذهب والفضة. والأفضل أن يشيد البناء جيدا وما يتبقى من الأموال يوزع علي المساكين. فقبلت قوله وسلمت له الأموال وكلفته بالعمل. ولما رجعت إلى ابنها وأعلمته بما صنعت فرح وأرسل أموال طائلة وأمر أن يعطي الصناع أجرتهم بالكامل حتى لا يتذمروا. ولما كمل البناء في السنة الثلاثين من ملكه. أرسل آوان وكساو ثمينة. كما أرسل إلى بطريرك القسطنطينية وإلى اثناسيوس بطريرك الإسكندرية ليصحب كل منهما أساقفته ويذهب إلى القدس فذهبا إلى هناك واجتمعا ببطرك إنطاكية وأسقف القدس. ومكث الجميع إلى اليوم السادس عشر من شهر توت. فكرسوا الهياكل التي بنيت، وفي السابع عشر منه طافوا بالصليب ذلك الموضع، وسجدوا فيها للرب، وقدموا القرابين، ومجدوا الصليب وكرموه. ثم عادوا إلى كراسيهم. صلواتهم تكون معنا إلى النفس الأخير. أمين.