15 توت:  نقل جسد القديس استفانوس رئيس الشمامسة

 نعيد في هذا اليوم بنقل جسد القديس استفانوس رئيس الشمامسة وأول الشهداء. وكانت قد  مضت علي نياحته سنين كثيرة تزيد علي الثلاثمائة سنة، وقد ملك الإمبراطور قسطنطين وذاعت العبادة الحسنة. وذلك أن إنسانا اسمه لوكيانوس بالضيعة المدفون بها الجسد المكرم، وتسمي كفر غماليال قرب أورشليم، وقد ظهر لـه المجاهد الشهيد استفانوس عدة مرات وأعلمه بمكانه، وعرفه باسمه، فذهب إلى أسقف أورشليم وأعلمه بمكانه، وعرفه باسمه، فذهب إلى أسقف أورشليم وأعلمه بما رأى في نومه. فقام الأسقف وأخذ معه أسقفين وأهل البيعة، وأتي إلى المكان وحفروه فحدثت زلزلة عظيمة، وظهر تابوت داخله الجسد المقدس، وفاحت منه روائح طيب فاخرة، وسمعت أصوات الملائكة يسبحون قائلين: المجد لله في الأعالي وعلي الأرض السلام وفي الناس المسرة. وتكررت هذه التسبحة فسجد رؤساء الكهنة أمام التابوت، ثم حملوه بالترتيل والشموع إلي أن دخلوا به صهيون. وبعد ذلك بني له رجل اسمه الاسكندروس من أهل القسطنطينية كنيسة في أورشليم، ونقل الجسد المقدس إليها.

وبعد ذلك بخمس سنين تنيح الاسكندروس، فدفنته زوجته بجانب تابوت القديس. وبعد ذلك بثمان سنين اتفق لامرأة الاسكندروس أن تذهب إلى القسطنطينية، فأرادت أن تأخذ جسد زوجها معها. فأتت إلى المكان وأخذت التابوت الذي فيه جسد القديس ظنا منها أنه التابوت الذي فيه جسد زوجها، وحملته إلى عصقلان، ومن ثم ركبت مركبا إلى القسطنطينية. ولما توسطوا البحر سمعت من داخل التابوت تسبيحا وترتيلاً كثيرا، فتعجبت وقامت وفحصت التابوت فعرفت أن الذي فيه هو جسد القديس استفانوس، وأن ذلك بتدبير الله فلم تعد ولكنها شكرت الله واستمرت في سيرها إلى أن وصلت القسطنطينية، ومن ثم ذهبت إلى الملك وأعلمته بالخبر. فخرج ومعها البطريرك والكهنة وشعب المدينة إلى المركب وحملوا التابوت علي أعناقهم إلى قصر المملكة. وأظهر الله في المركب وفي القصر آيات كثيرة. منها أنهم حملوه علي هودج محمول علي بغلين، فلما وصلوا إلى الموضع المسمي قسطنطينوس ووقف البغلان ولما ضربوهما لم ينتقلا، وسمعوا صوت أحدهما يقول: يجب أن يوضع القديس هنا، فتعجب كل من سمع وعلموا أن الذي أنطق حمارة بلعام هو الذي أنطق هذا الحيوان الحامل لجسد القديس، وأمر الملك أن تبني له بيعة في ذلك المكان ووضعوا فيها الجوهرة النقية جسد القديس استفانوس الرسول والشهيد. صلواته تكون معنا. ولربنا المجد دائما أبديا أمين.