14 توت:  نياحة القديس أغاثو العمودى

في هذا اليوم تنيح القديس أغاثو العمودي. كان من مدينة تنيس. وأسم أبيه مطرا وأمه مريم. وكانا قديسين خائفين الله محبين للصدقات والرحمة علي المساكين. وكان فكر الرهبنة يراوده كل حين. ولما صار له خمس وثلاثون سنة قدم قسا فلازم البيعة المقدسة. وكان يسأل السيد المسيح في الليل والنهار أن يسهل له الخروج من هذا العالم ويمضي إلى البرية. فأجاب المسيح طلبته وخرج من المدينة وأتي إلى ترنوط  ومن هناك إلى البرية. فظهر له ملاك الرب في زي راهب، وسار معه إلى أن أوصله إلى دير القديس أبو مقار، فأتى إلى الشيخين القديسين ابرآم وجورجه، وتتلمذ لهما، وأقام عندهما ثلاث سنين، وبعدها أوقفوه أمام المذبح بحضور الإيغومانس أنبا يؤنس. ومكثوا ثلاثة أيام يصلون علي ثياب الرهبنة. ثم ألبسوه الأسكيم. ومن تلك الساعة أجهد نفسه بعبادات كثيرة، وجهاد متوال و أصوام متصلة وصلوات دائمة، والنوم علي الأرض حتى لصق جلده بعظمه. وكان مداوماً علي القراءة في سيرة سمعان العمودي، فخطر بباله فكر الوحدة . واستشار الآباء في ذلك فاستصوبوا رأيه فصلوا من أجله وخرج حتى بلغ نواحي سخا  وأقام كنيسة صغيرة. وبني له المؤمنين مسكنا علي عمود فصعد عليه.

وقد ظهر في أيامه إنسان به شيطان عنيد يضل الناس كثيرا. وكان يجلس في وسط الكنيسة وحولــه الشعب الذي يسمع منه ومعهم أغصان الشجر. فأرسل القديس واستحضره وصلي عليه. وأخرج منه الشيطان الذي كان يضل به الناس وادعت إمرأة أن أبا مينا يكلمها، وكلفت أهل بلدها أن يحفروا بئرا علي أسم أبي مينا، ليبرأ كل من يستحم فيها من مرضه، فلم يزل القديس يصلي على المرأة إلى أن خرج منها الروح النجس. وأمر أهل البلد أن يردموا البئر. وظهر شخص آخر أيضا كان يأخذ المجانين ويضربهم فتسكت عنهم الشياطين وقتا يسيرا. فيظن الناس أنه يخرج الشياطين. فالتف حوله جماعة من المجانين. فأرسل إليه الأب يدعوه إليه فلم يحضر ولم يرجع عن طغيانه حتى مر عليه الوالي فشتمه أولئك المجانين. فأخذه الوالي وعذبه كثيرا حتى مات. وأجري الله علي يدي هذا القديس كثير من معجزات شفاء المرضي واخراج الشياطين. وظهرت لـه الشياطين في زي ملائكة. يرتلون ترتيلا حسنا ويعطونه الطوبي. فعرف بقوه السيد المسيح مكرهم، وصلب عليهم فانصرفوا مهزومين.

ولما أراد الرب نياحته من أتعاب هذا العالم. مرض قليلا وأسلم روحه بيد الرب. واجتمعت حوله الشعوب الذين كانوا ينتفعون من مواعظه وتعاليمه وبكوا كثيرا. وعاش هذا الأب مائة سنة. أقام منها في العالم أربعين سنة وفي البرية عشر سنين. وفي الوحدة خمسين سنة. صلواته تحرسنا من جميع أعدائنا. ولربنا المجد دائما أبديا أمين.